المتمردون يعوقون سفينة إغاثة أممية.. وانفجار سيارة مفخخة قرب مسجد في العاصمة

التحالف يقصف معسـكــــرات للحـرس الجمهوري في صنعــاء ومواقــع للحوثيين بعدن

حوثيون في مكان تفجير بسيارة مفخخة استهدف مسجداً في صنعاء القديمة أمس. إي.بي.إيه

شن طيران التحالف بقيادة السعودية، أمس، 15 غارة على مواقع للمتمردين الحوثيين حول عدن بجنوب اليمن، واتهم مسؤول يمني جماعة الحوثي بتعمد تحويل مسار سفينة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي إلى ميناء الحديدة غرباً لتجويع سكان عدن الرافضين لسيطرتهم، كما قصف طيران التحالف الحوثيين والمتحالفين معهم في صنعاء، بما في ذلك قوات الحرس الجمهوري، فيما انفجرت سيارة مفخخة قرب جامع يرتاده الحوثيون في العاصمة، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخرين، بينما قتل 17 مسلحاً حوثياً في هجوم للمقاومة الشعبية قرب مأرب.

الجبير: كل الخيارات مطروحة في اليمن

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن جميع الخيارات مازالت مطروحة في اليمن، بحسب ما ذكرت قناة «العربية» أمس.

وأضاف الجبير في مقابلة مع محطة «روسيا اليوم»، أول من أمس، على هامش الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، أن طيران التحالف سيبقي على غاراته الجوية على مواقع الميليشيات بعد نفاد كل الخيارات السلمية الأخرى.

وتطرق وزير الخارجية السعودي خلال المقابلة إلى الدور الإيراني في المنطقة، موضحاً أن التدخل الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن مؤشر إلى تجاهل طهران علاقات حسن الجوار.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/328512.jpg

 عادل الجبير.  أ.ف.ب

وتفصيلاً، شن التحالف هذه الضربات بعد بضع ساعات من إعلان الأمم المتحدة في جنيف انتهاء المشاورات بين المتمردين والحكومة من دون أن تفضي إلى اتفاق على هدنة، ومن دون تحديد أي موعد لمحادثات جديدة.

وأوضح مسؤول في الجيش اليمني موالٍ للرئيس عبدربه منصور هادي، إن الغارات تركزت على مداخل عدن ثاني مدن اليمن من الجهة الشمالية والشرقية والغربية. وقال «إن الهدف هو فك طوق الحوثيين على عدن ومساعدة لجان المقاومة الشعبية (مسلحون يقاتلون الحوثيين وموالون لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي) على استعادة مواقع خسرتها».

وقصف المتمردون أحياء في عدن، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، بحسب المسؤول نفسه. وأكد مستشفى عام حصيلة الأربعة قتلى.

من جهة أخرى صرح نائب محافظ عدن نايف البكري، أن سفينة محملة بالمساعدات لبرنامج الاغذية العالمي لم تتمكن من الرسو في ميناء عدن بسبب المعارك. وقد غير مسار السفينة المحملة خصوصاً بالدقيق إلى مرفأ الحديدة (غرب) الواقع على البحر الاحمر.

واتهم نائب محافظ عدن الحوثيين بمنع السفينة من دخول عدن كي تتوجه إلى مدينة الحديدة، حيث يسيطرون على مرفئها. وقال «إنهم يريدون حرمان سكان عدن الذين يقاومون وجودهم من هذه المساعدات».

ويوصف الوضع الإنساني بالكارثي في عدن، حيث يحتاج السكان للمواد الغذائية، وحيث ظهرت أمراض لا يمكن معالجتها بسبب فقدان الادوية مثل الملاريا والحمى التيفية (تيفوئيد) وحمى الضنك مع تدهور الأوضاع الصحية العامة.

وفي صنعاء، قال سكان إنهم سمعوا ثلاث غارات جوية على معسكر السودا بجنوب صنعاء، حيث يوجد مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري المتحالفة مع صالح والحوثيين.

وأفادت تقارير بشن ثلاث ضربات جوية على منطقة خولان جنوب شرق صنعاء، وست ضربات على معسكر للواء 115 مشاة بمنطقة الحزم في محافظة الجوف، وثلاثة مواقع أخرى للحوثيين على مشارف مدينة عدن بجنوب اليمن.

وذكر شهود وحوثيون أن غارتين للتحالف أصابتا قاعدة الدليمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي، بينما استهدفت ضربات أخرى صعدة في شمال اليمن ومناطق قرب الحدود مع السعودية.

وانفجرت سيارة مفخخة قرب جامع قبة المهدي الذي يرتاده الحوثيون في صنعاء القديمة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، لكن تنظيم «داعش» في اليمن أعلن الأربعاء الماضي مسؤوليته عن تفجيرات بسيارات أسفرت عن مقتل أو إصابة 50 شخصاً قرب مساجد بصنعاء ومقر للحوثيين.

وفي مأرب، أفادت مصادر يمنية بأن 17 مسلحاً حوثياً قتلوا وأصيب آخرون في هجوم للمقاومة الشعبية في منطقة مجزر شمال مأرب. ووفقاً لقيادي في المقاومة الشعبية، فقد شنت قواته هجوماً على مواقع تسلل إليها متمردون حوثيون مسنودون بوحدات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فقتلت 17 مسلحاً وألقت القبض على عدد لم يحدد منهم، بينهم قيادي، فيما أصيب ثلاثة من مقاتلي المقاومة خلال المواجهات.

وأضاف القيادي أن المقاومة استولت على عربة عسكرية وأسلحة متوسطة وذخائر، وتمكنت من إحراق دبابة بعد فرار الحوثيين من تلك المواقع.

وكانت المقاومة الشعبية شنت الليلة قبل الماضية هجوماً عنيفاً على مواقع تسللت إليها ميليشيات الحوثي وصالح، وتمكنت من استعادتها، وﻻتزال المواجهات مستمرة إلى اللحظة.

وفي تعز، قتل مدني برصاص قناص حوثي في شارع جمال في المدينة.

وعلى صعيد آخر، استهدف طيران التحالف العربي مواقع للحوثيين في صرواح ومخزن أسلحة بمطار صرواح في محافظة مأرب. وفي محافظة مأرب أيضاً، قتل 15 من مقاتلي الحوثي بالإضافة إلى أربعة من مقاتلي القبائل في اشتباكات، حسبما قالت مصادر قبلية.

وفي وقت سابق، قصف طيران التحالف العربي مواقع للحوثيين في شدا ورازح، بينما وقعت اشتباكات عنيفة قرب الحدود اليمنية السعودية.

في سياق آخر، كشفت مصادر يمنية رفيعة عن اتصالات مكثفة بين إيران والرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد وميليشيا الحوثي لتسليم عدن إلى بعض مكونات الحراك الموالية لإيران، لتحويل الجنوب إلى بؤرة صراع متعددة الأطراف.

وتواجه ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح مأزقاً في عدن نتيجة اصطدامهم بمقاومة كبيرة من التيار السلفي.

وكشفت مصادر سياسية يمنية أن جزءاً من المفاوضات التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط بمشاركة أميركية تركزت على إمكانية تسليم الحوثيين عدن وبعض مناطق الجنوب لتيار بالحراك الجنوبي مقرب من إيران.

وهي خطوة - بحسب المراقبين - على طريق صرف الأنظار عن الحوثيين وصالح، وتحويل أزمة اليمن إلى نزاع جنوبي - شمالي أيضاً يغرق البلاد في حرب طويلة.

وفي هذا الإطار كشفت مصادر سياسية جنوبية عن اتصالات مكثفة جرت بين الحوثيين وعلي ناصر محمد، من أجل تسليم عدن لجماعته بمشاركة بعض أطراف الحراك في عدن، وتشكيل مجلس مشترك تسند إليه مهمة استلام عدن.

وتبدي بعض أطراف الحراك قلقاً شديداً من خطورة خلط الأوراق في الجنوب في ظل تزايد نفوذ القاعدة ومخاطر دخولها على خط السيطرة على عدن بالتنسيق مع أطراف متشددة مناوئة للحوثيين.

تويتر