تظاهرة في العاصمة تطالب برحيل الحوثي.. ورياض ياسين يرفض مشاركة إيران في «جنيف» لدورهــا التخريبي

طيران التحالف يقصف مواقــــع وتجمعات للمتمردين في صنعاء ومـأرب

صورة

شنّت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، غارات استهدفت مقر القوات الجوية وقاعدة الديلمي العسكرية شمالي صنعاء، كما قصف طيران التحالف أهدافاً وتجمعات للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة مأرب، فيما شهدت ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء أول تظاهرة ضد الحوثيين، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الميليشيات عن العاصمة، وإخلاء مؤسسات الدولة، وتسليم الأسلحة التي نهبوها من مخازن الجيش، ورد المتمردون الحوثيون بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أن بلاده ترفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية، واتهمها بلعب دور تخريبي في اليمن.

وتفصيلاً، من بين المواقع التي استهدفت قبل الفجر منزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي يدعم المتمردين الحوثيين الذين تمكنوا في الأشهر الأخيرة من السيطرة على صنعاء ومناطق اخرى في غرب اليمن وشماله ووسطه. ولم يعد الرئيس السابق يقيم في هذا المنزل القائم في مدينة سنحان جنوب العاصمة، والذي تعرض للقصف مرات عدة. واستهدفت الغارات الجوية ايضاً المقر العام للقوات الجوية التابعة للمتمردين، ومستودعات الأسلحة وقاعدة ديلمي في صنعاء، بحسب شهود عيان.

يأتي ذلك في وقت شهدت ساحة التغيير في صنعاء أول تظاهرة ضد الحوثيين، حيث ردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الميليشيات المتمردة، وإخلاء مؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة المنهوبة، كما ندد المتظاهرون باحتكار ميليشيات الحوثي وصالح للمشتقات النفطية، وقيام عناصرها ببيعها في السوق السوداء. أما الرد من المتمردين فكان عنيفاً من خلال إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

كما قصف طيران التحالف مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثي والجيش الموالي لصالح في محافظة مأرب الغنية بالنفط (شرق) ومحافظة الحديدة (غرب).

وأشارت مصادر قبلية يمنية إلى أن أكثر من ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في منطقة الجفينة والأشراف جنوب مأرب، مؤكدين ان الحوثيين استخدموا منازل المواطنين في تلك المناطق كمخازن لأسلحتهم، بعد نزوح المواطنين منها جراء الاشتباكات المسلحة.

وأفادت مصادر قبلية بمقتل ستة مسلحين حوثيين جراء استهداف دورية تابعة لهم من قبل المقاومة الشعبية في محافظة مأرب شرقي البلاد. وقالت المصادر إن المقاومة الشعبية في منطقة طلعة الميه بحلحلان استهدفت دورية عسكرية تابعة للحوثيين في جبهة مجزر شمال مأرب، ما أدى إلى احتراق الدورية ومقتل جميع من فيها.

وأكدت مصادر أمنية مقتل وإصابة العشرات من المسلحين الحوثيين، الذين اتخذوا من تلك المقرات ثكنات عسكرية في قصف طيران التحالف في محافظة الحديدة.

وتزامنت الغارات الجوية الجديدة مع وصول المبعوث الخاص للأمم المتحدة الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى صنعاء، أول من أمس، للدعوة إلى الحوار، بحسب موقع «سبأ نيوز»، الذي يسيطر عليه المتمردون. واضطرت الأمم المتحدة إلى تأجيل المحادثات التي كان يفترض ان تبدأ في 28 مايو في جنيف لأن الحكومة اليمنية في المنفى تطالب مسبقاً بانسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها.

واستضافت الرياض محادثات في 17 مايو الجاري قاطعها الحوثيون، وشارك فيها العديد من الشخصيات من حزب صالح. إلا ان محادثات أخرى تجري على ما يبدو في سلطنة عمان، التي وصل إليها حزب من الحوثيين، الخميس الماضي. ونقلت وكالة سبأ للأنباء، التي يسيطر عليها الحوثيون، عن متحدث باسم المتمردين قولهم، ان المحادثات تجري في سلطنة عمان لمناقشة الأزمة في اليمن، وتبادل الآراء والمقترحات مع الأطراف الدولية والإقليمية.

سياسياً، وفي لقاء مع قناة «سكاي نيوز عربية»، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن إيران تلعب دوراً تخريبياً في بلاده، وإن حكومته تمتلك أدلة على إرسال إيران مقاتلين محترفين للحرب مع الحوثيين. وأضاف ياسين أن هؤلاء المقاتلين يقومون «بتشغيل شبكات الصواريخ وأنظمة الاتصال لصالح الحوثيين».

وطالب وزير الخارجية اليمني إيران بوقف القيام بأمور عدة، منها مساعدة الحوثيين عسكرياً، وكذلك التوقف عن التصريحات المعادية، وإرسال طائرات وسفن إلى اليمن دون إذن من حكومتها. وأفصح ياسين عن طلب يمني من الكويت من أجل الوساطة مع إيران، قائلاً إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعد الكويت بالالتزام، لكن ياسين طالب إيران بـ«الأفعال وليس فقط الاكتفاء بالأقوال».

وعن إعلان الكويت، الذي أصدره وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، والذي أعطى تأييداً كاملاً لشرعية الحكومة اليمنية، قال ياسين إن «ذلك يبرز الدور الكويتي الفاعل في حل النزاعات بالمنطقة». وتوقع أن ينضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بعد انتهاء الأزمة، قائلاً إن وقوف دول المجلس مع الشرعية في اليمن كانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.

وتم تأجيل مؤتمر جنيف، الذي كان مقرراً في 28 مايو، بعد تأكيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الحكومة لن تشارك في المؤتمر ما لم يمتثل الحوثيون لقرار مجلس الأمن القاضي بانسحابهم من المدن التي سيطروا عليها.

تويتر