مسؤول أممي يعلن إرجاء مفاوضات جنيف للسلام حول اليمن

المقاومة الشعبية تسيطر على مواقع استراتيجية للحوثيين وصالح في الضالع

قوات عسكرية موالية للرئيس هادي خلال عرض عسكري في محافظة مأرب أمس. أ.ف.ب

سيطرت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، على مواقع استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات جماعة أنصار الله الحوثية، المدعومة بالجيش الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في محافظة الضالع جنوبي اليمن، واستمرت الاشتباكات العنيفة في جنوب اليمن، أمس، لاسيما في مدينة تعز بين الحوثيين والمقاتلين الموالين لهادي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، فيما تضاءلت فرص التهدئة مع تأجيل محادثات السلام التي كانت مقررة في جنيف إلى اجل غير مسمى، حيث أعلن مسؤول في الأمم المتحدة انه تم إرجاء مفاوضات السلام حول اليمن، التي كانت مقررة في جنيف في بعد غد الخميس، برعاية المنظمة الدولية.

وتفصيلاً، قالت مصادر محلية من الضالع إن رجال المقاومة الشعبية سيطروا على عدد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين، وأهمها الخزان والخريبة والمظلوم والأمن المركزي ومبنى أمن الضالع والجرباء. وأكدت أن أفراد المقاومة غنموا العديد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت بحوزة الحوثيين.

وأشارت إلى أن عشرات القتلى والجرحى من مسلحي الحوثي سقطوا خلال الاشتباكات، من دون معرفة أعدادهم، بسبب رفع الكثير من الجثث من قبل الحوثيين. وأكدت المصادر أن أفراد المقاومة الشعبية يواصلون التقدم لاستكمال سيطرتهم على بعض المواقع التي لاتزال تحت سيطرة الحوثيين.

في السياق نفسه، أفادت مصادر قبلية أن أفراد المقاومة الشعبية أحكموا سيطرتهم على مقر اللواء 33 في محافظة الضالع. وقالت المصادر إن المقاومة الموالية للرئيس هادي أحكمت سيطرتها على جميع المواقع العسكرية التي كانت بقبضة مسلحي جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح بشكل كامل.

وأوضحت أن الحوثيين انسحبوا إلى أطراف المدينة نحو منطقة السوداء ومديرية قعطبة الحدودية مع الضالع، التابعة لمحافظة إب. وقالت المصادر إن المقاومة ستكمل عملية تحرير محافظة الضالع وما حولها من قبضة مسلحي الحوثي، حيث ستزحف في الساعات القادمة نحو مديرية قعطبة، بالإضافة إلى استمرار الاشتباكات الدائرة في منطقة السوداء.

وكان مسلحون حوثيون ينقلون تعزيزاتهم العسكرية من مديرية قعطبة إلى مدينة الضالع، حيث قاموا بقصف العديد من المنازل والأحياء السكنية، ما أدى إلى احتراق عشرات المنازل.

وقتل 35 شخصاً بينهم 30 مسلحاً من المتمردين الحوثيين، ومن عناصر قوات الجيش الموالية لصالح، في معارك بمناطق متفرقة من مدينة تعز، حسبما افاد مسؤول محلي. وذكر المسؤول ان المعارك بين الحوثيين وحلفائهم، و«المقاومة الشعبية»، احتدمت خصوصاً في شارعي الستين والخمسين وفي حوض الإشراف بوسط المدينة وفي أطرافها الشمالية والغربية. وذكر المسؤول ان «خمسة مسلحين من المقاومة قتلوا وأصيب ستة آخرون».

وأفاد سكان ان قوات الحوثيين وصالح قصفت، أمس، بالدبابات وقذائف الهاون أحياء سكنية. وقال بسام القاضي، وهو احد سكان شارع المغتربين، «لقد أسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى، كما ان الدمار هائل في المباني». وأضاف «ما يحدث في تعز هو مجزرة بحق أبناء هذه المدينة، التي تعد نواة للانتفاضة التي أطاحت حكم صالح، وهو اليوم مع الحوثيين ينتقم منها».

وطوت العملية العسكرية الجوية التي أطلقها التحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وقوات صالح، أمس، شهرها الثاني. وكان التحالف التزم بهدنة انسانية لخمسة أيام حتى 17 مايو الجاري، إلا انه استأنف ضرباته بقوة بعد ذلك.

ودعت الأمم المتحدة إلى محادثات سلام في جنيف، إلا ان هذه المحادثات التي كان يفترض ان تنطلق بعد غد، ارجئت من دون تحديد موعد جديد لها. وقال مسؤول في الأمم المتحدة «أستطيع التأكيد انه تم ارجاء الاجتماع» من دون مزيد من التفاصيل.

وقال سلطان العطواني، وهو مستشار لهادي، إن اجتماع جنيف تأجل إلى أجل غير مسمى، لأن الحوثيين لم يبدوا التزاماً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن ما يحدث على الأرض والهجمات على عدن وتعز والضالع وشبوة تجعل من الصعب الذهاب إلى جنيف.

وقال أحمد فوزي، وهو متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف، إنه لا يستطيع تأكيد الأنباء عن تأجيل المحادثات، وقال إن خطط تدشين المفاوضات بعد غد الخميس لاتزال سارية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اعلن هذا الاجتماع الأربعاء الماضي، آملاً أن يساعد «على إحياء العملية السياسية في اليمن والحد من اعمال العنف وتخفيف العبء الإنساني الذي بات لا يحتمل». وكان مقرراً ان يبدأ المؤتمر الخميس، ويستمر ثلاثة ايام، وسط غموض حول هوية المشاركين فيه. لكن الحكومة اليمنية اشترطت للتوجه إلى جنيف ان ينسحب المتمردون الحوثيون من المناطق التي احتلوها.

وخلال لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في الرياض، دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي الأمم المتحدة إلى «بذل مزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 باعتباره المرجعية الرئيسة الناظمة لعملية الانتقال السلمي باليمن»، بحسب ما نقلت عنه وكالة سبأ التابعة لحكومة المنفى.

ويطلب القرار 2216 خصوصاً من الحوثيين التخلي عن الأراضي التي سيطروا عليها، واعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش وأجهزة الدولة.

 

تويتر