غارات جديدة ضد الحوثيين.. والزياني يشيد بدور مجلس التعاون

السعودية تؤكد حرص التحالف على وحدة اليمن.. وترحيب خليجي بالمبعــوث الأممي

ارتفاع أعمدة الدخان خلال اشتباكات في عدن بين قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي والحوثيين أمس. أ.ف.ب

أكدت المملكة العربية السعودية، أمس، أن دول التحالف العربي، التي شاركت في «عملية الحزم»، ومن بعدها عملية «إعادة الأمل»، حريصة على استقرار اليمن «بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية، الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية»، في إشارة إلى تدخل إيران وتعاونها مع الحوثيين في اليمن، وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن ترحيبها بتعيين الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثاً جديداً إلى اليمن، وأكد الأمين العام للمجلس عبداللطيف لزياني، أن المجلس لعب أدواراً مهمة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وينهض بمسؤوليته لحماية أمن المنطقة، بينما شنّ طيران التحالف غارات جديدة على مواقع الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في جنوب اليمن.

وتفصيلاً، قال وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي، في بيانه عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، «إن مجلس الوزراء استعرض مستجدات الأحداث وتطوراتها، إثر انتهاء عملية عاصفة الحزم، بعد أن حققت أهدافها، وبدء عملية إعادة الأمل».

وأكد المجلس أن المملكة تؤكد أن ما تضمنته «عاصفة الحزم» من أهداف تؤكد حرص دول التحالف على استعادة الشعب اليمني العزيز أمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية، الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية، وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات، وليعود إلى ممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي.

وقال الدكتور الطريفي، إن الملك سلمان القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة وجه الشكر والتقدير إلى القوات المسلحة التي شاركت بكل كفاءة واقتدار في عملية عاصفة الحزم، وفرضت سيطرة جوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة، مشيراً إلى أن «صقور المملكة البواسل مع أشقائهم في دول التحالف، استطاعوا بنجاح إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة، كما وجه شكره لمختلف القطاعات العسكرية المشاركة».

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، حرص دول المجلس واستعدادها لدعم جهود المبعوث الأممي الجديد لليمن، لاستكمال العملية السياسية السلمية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تعزيزاً لأمن اليمن واستقراره، معرباً عن تمنياته لإسماعيل ولد الشيخ أحمد بالتوفيق والنجاح.

ولفت الزياني إلى حرص مجلس التعاون على الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقراره، وحفظ حقوق دوله وسيادتها واستقرارها، ودعم تنميتها وتطورها، مشيراً إلى الدور الذي قامت به دول المجلس تجاه الأزمة اليمنية في عام 2011، وما بذلته من مساع لتحقيق تسوية سياسية سلمية من خلال المبادرة الخليجية، وإشراك المجتمع الدولي في دعم تلك الجهود سياسياً واقتصادياً، من خلال تبني مجلس الأمن الدولي للحل السياسي، الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، وإصدار قرارات أممية لتعزيز جهود مجلس التعاون في هذا المجال، وكذلك من خلال المؤتمرات التي عقدت تحت عنوان «أصدقاء اليمن»، والتي أمكن من خلالها جمع نحو تسعة مليارات دولار، لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى ما قدمته دول المجلس من مساعدات مالية بصورة منفردة لتنفيذ المشروعات التنموية في اليمن.

وأضاف «وبذلك ضرب مجلس التعاون مثالاً فريداً في تطبيق ما نص عليه الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يدعو المنظمات الإقليمية للمساهمة في حفظ الأمن والسلم الدوليين».

جاء ذلك في كلمة للأمين العام خلال مشاركته أمس، في الندوة السياسية التي أقيمت تحت عنوان «إنجازات مجلس التعاون ومكتسبات المواطن الخليجي»، في جامعة قطر، ضمن فعاليات أيام مجلس التعاون، التي تستضيفها دولة قطر. ميدانياً، قتل 12 جندياً من القوات الموالية لصالح والمتحالفة مع الحوثيين، في غارات شنها أمس، طيران التحالف العربي ضد مواقع في عتق، كبرى مدن محافظة شبوة بجنوب اليمن، بحسب مصادر عسكرية. وأكدت المصادر ان طيران التحالف شن غارات على خمس مدارس حولها الحوثيون وحلفاؤهم إلى مقرات عسكرية ومخازن ذخيرة وكانت تحتوي ايضاً على دبابات وعربات مدرعة. كما قصفت طائرات التحالف مواقع عدة للحوثيين وحلفائهم في عدن، كبرى مدن الجنوب، لاسيما في احياء دار سعد وخور مكسر ومواقع أخرى عند المدخلين الشمالي والشرقي للمدينة. وشنّ طيران التحالف ايضاً غارتين على مواقع للقوات الموالية لصالح في ضواحي مدينة لودر، ثاني أكبر المدن في محافظة ابين الجنوبية، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات والعربات العسكرية، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى.

وفي الأثناء، تستمر المواجهات في انحاء عدة من جنوب اليمن، بين مسلحي «المقاومة الشعبية» المؤيدة للرئيس المعترف به دولياً، وقوات صالح والحوثيين، وذلك لليوم الثاني على التوالي. وتركزت الاشتباكات في لودر وعدن وتعز. ويستخدم الطرفان الدبابات وقذائف «آر بي جيه» في المواجهات وسط أحياء مكتظة بالسكان.

وشوهد المئات من سكان تعز، المدينة الكبيرة في جنوب غرب البلاد، يغادرون منازلهم باتجاه مناطق نائية، هرباً من المواجهات العنيفة المستمرة منذ يومين في وسط المدينة. وارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين في المدينة إلى 17 شخصاً في يومين من المواجهات، بحسب مصادر محلية.

وقد أعلنت الفصائل المناهضة للحوثيين تشكيل «مجلس قيادة المقاومة الشعبية في محافظة عدن»، على ان يعمل المجلس على «إدارة المقاومة حتى انتهاء العدوان وخروج الغزاة المعتدين وعودة الأمن والاستقرار». وأكد المجلس في بيان تشكيله «دعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي» وتأييد عمليات التحالف العربي.

وعلى الجهة الأخرى من الحدود، أكدت السلطات السعودية وصول «طلائع» قوات الحرس الوطني لمنطقة نجران، بعد ان أمر الملك سلمان بمشاركتها في العمليات العسكرية.

تويتر