المقاومة الشعبية في عدن تشدّد الخناق على بقايا المتمردين وتقطع خطوط إمداداتهم

غارات جوية جديدة لقوات التحالف على مواقـــــع الحوثييـــن فـــــي اليمن

يمني يقف بجانب موقع للحوثيين في ضاحية حمدان قصفته قوات التحالف. إي.بي.إيه

جدّدت الطائرات الحربية لقوات التحالف، أمس، غاراتها على مواقع المسلحين الحوثيين في محافظتي مأرب وعدن، جنوب وشرق اليمن وفي محافظات أخرى، فيما شددت المقاومة الشعبية في عدن الخناق على بقايا قوات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وصدّت محاولات للحوثيين لاقتحام محافظة عدن، وقطعت العديد من خطوط إمداداتهم، واستعادت المقاومة أجزاء كبيرة من عدن، التي تواجه حصاراً خانقاً من القوات المتمردة على الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وذكرت مصادر عسكرية يمنية أن الطيران الحربي شن غارات مكثفة على مواقع يتحصن فيها المسلحون الحوثيون في مدينة كريتر ومنطقة المعاشيق شرق محافظة عدن. وأكدت أنه سمع دوي انفجارات هائلة في تلك المواقع، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة بشكل كثيف.

كما شن الطيران الحربي لقوات التحالف غارات جوية على مواقع للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة مأرب شرق اليمن.

وصرحت مصادر محلية في المحافظة بأن «الطيران شنّ نحو خمس غارات على مواقع للحوثيين في منطقة صرواح غرب المحافظة، وسمع دوي انفجارات هائلة في تلك المواقع، حيث لم يعرف ما أحدثته تلك الغارات من خسائر في صفوف المسلحين الحوثيين».

وتشهد محافظتي عدن ومأرب منذ أسابيع عدة معارك عنيفة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمدعومة باللجان الشعبية من جهة، والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى.

ونفذت طائرات التحالف غارات كثيرة على تجمعات القوات الموالية لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في منطقة دار سعد شمالي عدن، وكذلك في منطقتي خور مكسر والمعلا. وأغارت الطائرات من علو منخفض كي تصيب أهدافها بدقة، حيث تكبد الحوثيون وحلفاؤهم خسائر كبيرة، وهو ما جعلهم يردون بقصف عشوائي على مناطق سكنية.

وتأتي الغارات الجديدة على القوات المتمردة في عدن، بعد يومين من بدء عملية «إعادة الأمل». وقال التحالف بقيادة السعودية إن وقف عملية «عاصفة الحزم» لا يعني الكف عن استهداف تلك القوات طالما ظلت تشكل تهديداً عسكرياً.

في الإطار نفسه، قالت مصادر إن طائرات التحالف قصفت صباح أمس مواقع للحوثيين وحلفائهم في محافظة الضالع شمالي عدن، وفي مديرية صرواح بمأرب شرقي صنعاء، كما شمل القصف تجمعاً للحوثيين في منطقة زبيد بمحافظة الحديدة غربي اليمن.

وكانت غارات قد استهدفت الليلة قبل الماضية تجمعات للحوثيين في مدينة تعز شمالي عدن، ومن بين المواقع المستهدفة مقر اللواء 35 شمالي المدينة، الذي سيطرت عليه قوات الحوثيين وصالح.

في هذه الأثناء، شددت المقاومة الشعبية في عدن الخناق على بقايا قوات الحوثي وصالح، وقد صدّت المقاومة محاولات للحوثيين لاقتحام محافظة عدن، وقطعت العديد من خطوط إمداداتهم، كما بسطت سيطرتها على مناطق بالمدينة منها المنصورة وكريتر.

وقال سكان في مدينة عدن، إن مسلحي الحوثي بدؤوا فرض حصار اقتصادي على المدينة، لتعويض خسائرهم العسكرية التي تكبدوها خلال الأيام الماضية هناك، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وتخضع عدن لحصار مطبق من القوات الموالية للحوثين والرئيس المخلوع، وتمنع تلك القوات دخول الإمدادات الغذائية والمحاصيل الزراعية القادمة من محافظات قريبة مثل تعز.

وفي جنوب اليمن، قالت مصادر إن المقاومة الشعبية استعادت مديرية نصاب بمحافظة شبوة، بعدما استعادت في وقت سابق مناطق بمحافظات لحج وتعز والضالع ومأرب، مدعومة بوحدات عسكرية موالية للرئيس اليمني.

ومن أهداف عمليات إعادة الأمل، التهيئة لاستئناف الحوار ما بين القوى السياسية في اليمن، ومساعدة المتضررين من الضربات الجوية وغيرها من الأهداف، والتصدي للتحركات العسكرية للحوثيين، ويأتي ذلك مع تبقي ساعات قليلة لانتهاء مهلة مجلس الأمن الدولي، لجماعة الحوثيين للانسحاب من المدن التي سيطروا عليها. وتجوب 12 سفينة أميركية بينها حاملة الطائرات روزفلت مناطق غير بعيدة عن السواحل اليمنية التي تخضع لحصار بحري، خصوصاً لفرض احترام الحظر على الأسلحة المرسلة إلى الحوثيين، الذي اقره مجلس الأمن الدولي قبل 10 أيام.

وقال مسؤولون أميركيون إن السفن الإيرانية التسع، وبينها اثنتان مسلحتان، كانت متوجهة إلى اليمن غيرت اتجاهها. ومع ذلك صرح احد هؤلاء المسؤولين بأن بحرية الولايات المتحدة تبقى في حالة تأهب «وتراقب عن كثب» هذا الأسطول.

سياسياً، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس الماضي، مجلس الأمن الدولي بأنه يعتزم تعيين الدبلوماسي الموريتاني لسماعيا ولد شيخ احمد مبعوثاً جديداً إلى اليمن خلفاً لجمال بن عمر، الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي.

وقال بان كي مون في رسالة إن الشيخ أحمد «سينطلق من الإنجازات» التي حققها بن عمر، وسيصبح تعيينه سارياً اعتباراً من الاثنين، إذا لم تبد أي دولة معارضتها على ذلك.

تويتر