وزير الخارجية اليمني يؤكد رفض أي وساطة إيرانية للنزاع

تصدّع معسكر الحوثيين.. وإعلان عن «مشروع مارشال» عربي

صورة

ظهرت تصدعات في معسكر الحوثيين باليمن، حيث يستمر القتال والغارات التي تشنها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، فيما أشار وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إلى توجه لإطلاق «مشروع مارشال» عربي لليمن، وأكد رفض أي وساطة من قبل إيران لحل النزاع في اليمن، وأن الآلاف من الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، قتلوا في عملية عاصفة الحزم.

وتفصيلاً، انضمت قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي تغطي أجزاء واسعة من حضرموت ومأرب وشبوة، لاسيما مناطق نفطية، أول من أمس، إلى الرئيس المعترف به دولياً والمقيم في السعودية عبدربه منصور هادي.

وجاء في بيان قائد المنطقة العسكرية الأولى قائد اللواء 37 مدرع، اللواء الركن عبدالرحمن عبدالله الحليلي «باسم جميع منتسبي المنطقة العسكرية الأولى، ضباط وصف ضباط وجنود المرابطين بوادي وصحراء حضرموت، نؤكد استمرارنا في دعم الشرعية الدستورية، ممثلة في الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، القائد الأعلى للقوات المسلحة». وأضاف البيان «نعلن تأييدنا المطلق بما يتخذه من قرارات صائبة لتحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع اليمن، كما نؤكد استعدادنا التام للحفاظ على الأمن والاستقرار في إطار مسؤوليتنا في جميع مناطق وادي وصحراء حضرموت».

إلى ذلك، أشاد حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أول من أمس، بقرار مجلس الأمن الدولي الذي طلب من المتمردين الانسحاب من المناطق التي احتلوها، وفرض عليهم حظراً على السلاح. وبدعمه هذا القرار الصادر الثلاثاء الماضي عن مجلس الأمن الدولي، يلمح صالح، المتهم بأنه مهندس الهجوم الذي شنه المتمردون ضد هادي، إلى إمكانية الابتعاد عن حلفائه الحوثيين.

كما دعا المؤتمر الشعبي العام «جميع الأطراف المتصارعة في الداخل والخارج للتجاوب مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، التي ينظر إليها المؤتمر الشعبي العام على أنها خطوة متقدمة لتحمّل دول العالم، وفي المقدمة مجلس الأمن الدولي، مسؤوليتها التاريخية والإنسانية إزاء ما يتعرض له اليمن».

ميدانياً، هزت العاصمة اليمنية، أمس، انفجارات ضخمة مع استهداف مقاتلات التحالف العربي مخزناً للصواريخ والذخيرة على تلة مطلة على المدينة. ونفذت مقاتلات التحالف غارتين على لواء الصواريخ التابع للحرس الجمهوري الموالي لصالح في منطقة فج عطان جنوب صنعاء. ويتضمن الموقع مخازن أسلحة وذخيرة وصواريخ، وقد دوت انفجارات قوية استمرت لدقائق، واهتزت نوافذ المنازل في صنعاء. كما نفذت مقاتلات التحالف غارات على معسكر الحفا في شرق صنعاء، وعلى مواقع للحرس الجمهوري في أرحب شمال صنعاء، إضافة إلى شن غارات على صعدة في الشمال وتعز وعدن وإب في الوسط والجنوب.

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، استشهاد جندي سعودي وإصابة اثنين آخرين من قوات حرس الحدود والقوات البرية بمنطقة نجران، بإطلاق النار عليهم من داخل الحدود اليمنية.

وفي الكويت، قال رياض ياسين للصحافيين إن «أي مشروع وساطة يأتي من إيران غير مقبول لأن إيران تورطت في الشأن اليمني»، مشيراً إلى أن «إيران أصبحت جزءاً كبيراً من الأزمة اليمنية، ولا يجوز لمن يعتبر نفسه طرفاً أن يكون وسيطاً». واعتبر ياسين انه يتعين «على الحوثيين ومليشيات صالح أن ينسحبوا من كل المدن والقرى بما فيها عدن وصنعاء». وأضاف انه «عليهم أن يعودوا إلى (معقلهم الشمالي في) صعدة كمدنيين، ويلقوا السلاح، ويسلموا الأسلحة التي استولوا عليها، وبعدها يجري الحديث عن حوار وعن حلول سياسية، أما الآن فلا مجال للتفاوض».

وقال ياسين «هناك آلاف من الحوثيين قتلوا، طبعاً أنا اقصد بالحوثيين أن مليشيات علي عبدالله صالح معهم»، وأضاف أن البنية التحتية اليمنية «كانت أصلاً متهالكة، غير فعالة، علي عبدالله صالح لم يعمل خلال الـ33 سنة التي حكم فيها على إنشاء بنية تحتية قوية، ولذلك أكمل الهدم خلال الأيام هذه بمساعدة الحوثيين، أعتقد الآن نسبة الهدم في البنية التحتية 95 %. 95 % دمرت (تم تدميرها)».

وأكد ياسين أن تصريحات عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين، أول من أمس «تنم عن مدى الإحباط الذي يعيش فيه الحوثيون ومليشيات علي عبدالله صالح. ليس لديهم مشروع سياسي حقيقي وليس لديهم رؤية من أجل الاستقرار في اليمن».

وأضاف أن خطاب الحوثي «استفزازي، الوضع على الأرض يتحسن باستمرار، هناك عدد كبير من القتلى من الحوثيين وأتباعهم»، وأضاف «عاصفة الحزم قد آتت ثمارها واستطاعت بكل إيجابية أن تحد من سيطرتهم على اليمن».

إلا أن ياسين على الرغم من ذلك، أعرب عن اعتقاده أن العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ستنتهي «قريباً».

وعلى صعيد إعادة الإعمار، أشار ياسين إلى وجود «مشروع ندرسه الآن مع دول الخليج، وعندما تعود الشرعية سيكون هناك مشروع لإعادة الإعمار والتنمية والبناء عبارة عن مشروع مارشال عربي أسميه مشروع سلمان التطويري لليمن». وذكر أنه سيتم عقد اجتماع يضم الكثير من الدول الخليجية العربية والأجنبية «لإيجاد القدرة المالية لمثل هذا المشروع»، محملاً الحوثيين وصالح المسؤولية عن فقدان اليمن لـ95% من بنيته التحتية على حد قوله.

تويتر