رجال قبائل سعوديون يتطوّعون لحماية الحدود مع اليمن

مقتل 30 حوثياً في مأرب.. و«أنصار الله» تحوّل المدارس إلى ثكنات

رجال قبائل من منطقة جبال فيفاء في جازان جنوب السعودية يعتلون برجاً قديماً لحماية منطقتهم الحدودية من أي عمليات تسلل محتملة من اليمن. أ.ف.ب

أفاد سكان محليون بأن جماعة أنصار الله الحوثية حولت بعض المدارس في العاصمة اليمنية صنعاء إلى ثكنات عسكرية، لتسجيل الشباب وتجنيدهم، من أجل دعم اللجان الشعبية التابعة لهم في المعارك التي تخوضها الجماعة في جبهات عدة، في مختلف المحافظات اليمنية، وأفاد شيخ قبلي يمني، أمس، بقتل 30 مسلحاً من قبائل محافظة مأرب، وإصابة نحو 40 آخرين، خلال الاشتباكات المسلحة مع مقاتلي أنصار الله، بينما تطوع رجال قبائل من منطقة جبال فيفاء في جازان جنوب السعودية بحمل السلاح، لحماية منطقتهم الحدودية من أي عمليات تسلل محتملة من اليمن المجاور.

وتفصيلاً، قال سكان في منطقة شميلة إن جماعة الحوثي بدأ، منذ الإثنين الماضي، استقبال الشباب الراغبين في الانضمام إلى الجماعة في مدرسة زيد بن حارثة، الواقعة في منطقة شميلة بالعاصمة اليمنية صنعاء. وشكا المواطنون هذه الخطوة، التي قامت بها الجماعة، كون المدرسة تقع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، ما يجعل السكان عرضة لغارات طيران تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية.

وبدأ بعض السكان بجمع توقيعات من سكان المنطقة، للتعبير عن رفضهم لما يقوم به مسلحو الحوثي من عسكرة للمدارس في منطقتهم، والمطالبة بإيقاف مثل هذه التصرفات. واتهم الناطق باسم عاصفة الحزم، العميد ركن أحمد عسيري، الإثنين الماضي، الحوثيين بتخزين أسلحة في المدارس والمستشفيات والملاعب الرياضية، وفي المقابل نفت وزارة التربية والتعليم اليمنية هذه الاتهامات، وقالت إنه لا توجد أي أسلحة في المدارس.

من جانبه، قال شيخ مطارح نخلا والسحيل، صالح لنجف، إن هذه حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها في مأرب الأحد الماضي، موضحاً أن الأعداد تزداد يوماً بعد الآخر، مع استمرار الاشتباكات المسلحة. وأشار لنجف إلى أن قتلى وجرحى الحوثيين بالعشرات وأضعاف قتلى القبائل، إلا أنهم يخفون قتلاهم وينقلونهم إلى جهات تابعة لهم.

ولاتزال الاشتباكات المسلحة مستمرة في مديرية صرواح، ومنطقة الجدعان بمأرب، ويستخدم فيها الطرفان الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وقال لنجف إن القبائل حققت انتصارات في جبهات قتالية عدة في مأرب، مشيراً إلى أن القبائل تقاتل لتطهير مأرب من مسلحي الحوثيين، لتتوجه بعدها للقتال في محافظة صنعاء.

ووجه لنجف نداء إلى أبناء محافظة تعز الواقعة وسط اليمن، وإحدى البوابات المؤدية إلى المناطق الجنوبية، قال فيها: «يجب أن تقاتلوا وتحافظوا على أرضكم وأرض الجنوب، وتحملوا السلاح في وجه الحوثيين، كما فعل إخوتكم لدى المقاومة الشعبية والقبائل في الضالع وعدن ومأرب ولحج، وغيرها من المحافظات اليمنية».

وتكمن أهمية محافظة مأرب في وجود حقول النفط ومحطة الغاز التي تُوصل الكهرباء إلى العاصمة صنعاء، ومحافظات يمنية أخرى. وتأتي هذه الاشتباكات بالتزامن مع استمرار انقطاع الكهرباء بشكل كلي في صنعاء، ومحافظات يمنية أخرى، وبالتزامن مع استمرار طيران «عاصفة الحزم»، بقيادة المملكة العربية السعودية منذ 21 يوماً في شن غارات جوية على مواقع حوثية في صنعاء ومحافظات يمنية عدة.

كما قتل 12 متمرداً حوثياً وأربعة من المقاتلين المناوئين لهم في محافظة الضالع جنوب اليمن، حسب ما أفاد مصدر من «المقاومة الشعبية» التي تحارب الحوثيين في الجنوب. وذكر المصدر أن «اشتباكات وقعت بعد سلسلة من الكمائن، التي نصبت للحوثيين في سناح ومفرق خوبر والطريق بين قعطبة وسناح»، وهي مناطق في شمال محافظة الضالع.

وتكثفت أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية في مدينة عدن الجنوبية، حيث لايزال الحوثيون ينتشرون ويواجهون «المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.

من جهة ثانية، شن طيران التحالف غارات عدة على مواقع الحوثيين، أمس، خصوصاً على مدرج مطار المدينة الذي يتمركز فيه المتمردون، فضلاً عن غارات استهدفت نقطة جبل حديد ومواقع للحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في أحياء كريتر وخور مكسر وبئرأحمد.

وفي شمال البلاد، أكد شهود عيان أن طيران التحالف قصف المجمع الحكومي في وسط محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيس للحوثيين.

يأتي ذلك في وقت تطوع فيه رجال قبائل من منطقة جبال فيفاء في جازان جنوب السعودية بحمل السلاح، لحماية منطقتهم الحدودية، حيث يستغل المتطوعون معرفتهم بطبيعة المنطقة في تفقدها، تحسباً للتهديدات الأمنية. وقال احمد الحكمي زعيم إحدى هذه القبائل «نحن نقوم بتمشيط منطقتنا هذه الحدودية في الأماكن التي لا تصلها السيارات».

سياسياً، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، إن طهران ستستخدم كل نفوذها في المنطقة واليمن، للتوسط في اتفاق سلام باليمن، من أجل إنهاء الضربات الجوية التي تقودها السعودية على الحوثيين المتحالفين مع طهران، فيما أعلن رئيس البرلمان التركي، جميل تشيتشيك، في موسكو أن بلاده ترغب في تنظيم مؤتمر دولي للسلام في اليمن، تحضره جميع أطراف النزاع، ويعقد في إسطنبول أو الرياض. وصرح تشيتشيك، في مؤتمر صحافي بموسكو حيث يجري زيارة رسمية، بأن «تركيا مستعدة لاستضافة جميع الأطراف، للمساعدة على حل سلمي للنزاع».

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 

 

 

 

 

 

 
تويتر