لاتزال في اليمن أحلام

الحرب أجبرت كثيراً من اليمنيين على النزوح. أ.ف.ب

كانت الأخبار الواردة من اليمن، أول من أمس، فريدة من نوعها، وتثير تساؤلات حول ما إذا كان هناك ضوء في نهاية النفق. فمن البديهي أن لا نعتقد أن مثل هذه الأحداث من الممكن أن تغير مجرى التاريخ في اليمن. والأهم من ذلك هو أن نركز على ما تعنيه مثل هذه الأحداث للشعب اليمني. ويبدو أن الإدارة الحالية قلقة بشأن بقائها أكثر من اهتمامها بتأثير ذلك في الحياة اليومية.

وعند التفكير في هذه المشكلات المستفحلة، ينبغي أن نتذكر ثلاثة أشياء: أولاً أن الناس لا تتصرف مثل الطيور المهاجرة، لذلك فإن محاولات معاملتهم على هذا النحو هو مضيعة للوقت، فالطيور المهاجرة لا تنهي حياتها بهذا الشكل. ثانياً، قضت اليمن عقوداً من الزمن تحت دكتاتورية مغلقة عن العالم، وبالتالي فإن عقلية السلام والاستقرار تبدو غريبة على هذا البلد. ثالثاً، الأمل هو فكرة قوية بشكل غير عادي: فإذا كان الاستبداد هو القضيب الذي يحرك ستارة اليمن، فإن الأمل يمثل لها بالتأكيد ساعة المنبه.

عندما كنت في اليمن، الأسبوع الماضي، دهشت من مستوى التغريب لمثل هذا المجتمع المغلق، ويبدو أن هذا يشير إلى أمرين، يشير إلى أن مواطني اليمن ليس لديهم نقص في الشجاعة، وهذه هي بداية جيدة. ثانياً، أن الناس في اليمن هم تماماً مثل الناس في أي مكان آخر، على هذه الأرض.

ولذلك ماذا يجب أن نقوم به حيال الفوضى في اليمن؟ حسناً، قد لا تكون الحرب هي الحل الامثل، لانها قد لا تعيد بعض قادة اليمن لصوابهم. وفوق ذلك، علينا أن نكون حذرين في محاولة نثر بذور المثل الديمقراطية. فالفرصة لاتزال قائمة، ولكن أخشى أن يكون الطريق إلى الاعتدال ضيق جداً، بحيث تضطر اليمن للتحرك من خلاله ببطء شديد. وبالطبع تحتاج صنعاء للتصالح مع تاريخها الخاص بها، الذي عاش حروبا واضطرابات عدة.

خلال حديث مع عازف كمان، سألته ما إذا كان هناك أي رسالة يريد مني أن أحملها معي عند عودتي للوطن. فكر لبرهة ثم ابتسم وقال لدينا مثل محلي يعني تقريباً «الذي يريد أن يفعل الخير، يقرع على الباب، ومن يحب يجد الأبواب مفتوحة». لا أدري ماذا سيكون عليه الحال في اليمن بعد سنوات، لكني أعرف أنها يحتمل أن تبدو مختلفة عن البلاد التي نراها الآن، حتى لو ظلت وفية لتراثها الثقافي الأساسي. أعرف ذلك لأنه حتى بعد كل هذا الاضطراب، فإن الأحلام لاتزال تراود الناس.

توماس فريدمان صحافي وكاتب أمريكي

 

 

 

تويتر