العملية العسكرية الخليجية الداعمة للشرعية في اليمن فاجأت المتمردين والمنطقة.. وحصلت على غطاء عربي ودولي واسع

الضربة الأولى لـ «عاصفة الحزم» تدمّر الدفاعات الجوية للحوثيين وقاعدة الديلمي بصنعاء

صورة

أطلقت السعودية منتصف ليل الأربعاء الخميس، عملية عسكرية مفاجئة وواسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، تحت مسمى «عاصفة الحزم»، وبمشاركة دول خليجية وعربية وإسلامية، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للمسلحين الشيعة، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن. وقد حصلت العملية بسرعة على دعم دولي واسع، لاسيما من الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية عدة.

وتفصيلاً، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، ما عدا سلطنة عمان، في بيان مشترك، أنها قررت أن تلبي نداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل لحماية الشرعية. وتهدف هذه العملية بحسب الرياض، إلى «الدفاع عن الحكومة الشرعية، ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من إيران) من السيطرة على البلاد».

• بيان خليجي: قرّرنا ردع عدوان الحوثي استجابة لطلب هادي.

• الرئيس اليمني وصل إلى السعودية ويشارك غداً في القمة العربية بمصر.

• 4 قطع حربية مصرية في طريقها لتأمين خليج عدن.

وصدر مساء أول من أمس، بيان من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت، تعلن استجابتها لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المساندة الفورية بالوسائل والتدابير كافة اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية، هدفها بسط هيمنتها على اليمن، وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، ما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين. وذكرت السلطات السعودية أن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين.

وأكدت وكالة الأنباء السعودية عدم وقوع أي خسائر في صفوف القوات الجوية السعودية، مشيرة إلى أن وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وصل الليلة قبل الماضية، مركز عمليات القوات الجوية لقيادة «عاصفة الحزم»، التي انطلقت عملياتها بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية.

وأضافت أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، موجود في مركز العمليات، حيث اطلع من وزير الدفاع على تفاصيل الخطط والعمليات العسكرية قبل انطلاق الطائرات السعودية مباشرة.

وأكد بيان رسمي سعودي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن العملية أدت إلى «تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الديلمي العسكرية (ملاصقة لمطار صنعاء)، وتدمير بطاريات صواريخ سام وأربع طائرات مقاتلة».

وأضافت أن عملية «عاصفة الحزم» بدأت عند منتصف الليل (21:00 تغ الأربعاء)، وان وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قاد شخصياً إطلاقها من غرفة العمليات في المملكة. وقال مراسل وكالة فرانس برس، ان انفجارات قوية دوت في العاصمة مع رد المضادات الأرضية لدى مرور الطائرات الحربية في سماء صنعاء.

كما استهدفت الغارات أيضاً مقر المكتب السياسي للحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر، بحسب مصادر محلية. وترددت أنباء عن مقتل قيادات حوثية منهم عبدالخالق الحوثي ويوسف المداني والفيشي وإصابة محمد علي الحوثي.

وخصصت السعودية للعملية 100 مقاتلة و150 ألف عسكري، حسب ما ذكرت محطة «العربية» التلفزيونية. كما تشارك بحسب القناة مقاتلات من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن.

وشنت طائرات التحالف في اليمن غارات جديدة في اليوم الثاني للعملية العسكرية، وأفادت مصادر محلية بأن الغارات استهدفت كلاً من قاعدة الطارق العسكرية قرب تعز، كما استهدفت منطقة الملاحيظ في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي والحدودية مع السعودية، ومطار صعدة المدني ومخازن تابعة لجماعة الحوثي.

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، المتحالف مع الحوثيين، هربت من مواقعها في صنعاء خوفاً من تعرضها للقصف الجوي.

وفي الجنوب، أكد مصدر أمني في مطار عدن، أن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، استعادت أمس السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين.

وقال مصدر أمني ان «الكتيبة الموالية لـ(الرئيس السابق) علي عبدالله صالح، التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفاً من القصف الجوي، واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار».

وكتب الرئيس اليمني على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «سنرفع علم الجمهورية اليمنية فوق مران (بمحافظة صعدة معقل الحوثيين)، بدلاً عن العلم الإيراني»، وذلك في أول تصريح له منذ بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين.

في الأثناء، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الرياض، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. ومن المقرر أن يشارك هادي في القمة العربية غداً بمصر.

واندلعت اشتباكات، الخميس، في أنحاء عدة من جنوب اليمن بين الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً، بحسب ما أفاد مسؤول محلي ومصادر عسكرية. وقال المسؤول إن مواجهات اندلعت في الحوطة عاصمة محافظة لحج بين «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس هادي والحوثيين، الذي تمكنوا من دخول المدينة الواقعة شمال عدن. وسادت حالة من الفوضى والإرباك في مدينة عدن، بعد بدء العملية العسكرية السعودية، وسجلت اشتباكات في المدينة، بين مسلحين يعتقد انهم من أنصار الحركة الحوثية ومجموعات مسلحة مناهضة لهم، بحسب مصادر عسكرية.

وظهر العشرات من المسلحين في المدينة بعد أن هجرت وحدات من الجيش مواقعها وأسلحتها الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، بحسب مصادر عسكرية.

وقال مصدر عسكري إن «سكاناً بدأوا بنهب المعدات العسكرية، ونخشى أن يكونوا قد سيطروا على أسلحة ثقيلة.

وضمن ردود الفعل اعلن البيت الأبيض ان الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين، في إطار العملية العسكرية. وجاء في بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان، ان «الرئيس (باراك) أوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي».

وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مؤتمراً عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج، حول الوضع في اليمن، وأشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين، بحسب مسؤول في الخارجية. وأشار المسؤول إلى دعم واشنطن «بما في ذلك من خلال تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الأهداف والدعم اللوجستي للضربات» ضد المتمردين. وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن. وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس، أن دعم مصر لهذه الخطوة يأتي استجابة لطلبها، وذلك انطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج العربي. وجاء في البيان أن التنسيق جار حالياً مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة، بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعاً عن أمن واستقرار اليمن، وحفاظاً على وحدة أراضيه وصيانة لأمن الدول العربية الشقيقة. وذكرت مصادر بقناة السويس أن أربع قطع حربية مصرية دخلت قناة السويس في طريقها للبحر الأحمر للمشاركة في عمليات تأمين خليج عدن.

من جهته، قال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، إن بلاده ستشارك بقوات جوية وبرية في عمليات «عاصفة الحزم» ضد المقاتلين الحوثيين باليمن. وأضاف قائلاً للصحافيين إن القوات السودانية بدأت في تحريك آليات باتجاه منطقة العمليات.

وأشاد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، بعملية التحالف العسكري (عاصفة الحزم). وفيما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا تؤيد قرار السعودية التدخل عسكرياً في اليمن، وإنها تعتبر تصرفات الحوثيين الأخيرة علامة على عدم اكتراثهم بالعملية السياسية، أكدت المملكة المغربية تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية للحفاظ على الشرعية في اليمن. وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، عن دعمه للعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، من اجل مساندة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي. وعبرت فرنسا عن دعمها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، ودانت هجمات المتمردين الحوثيين «والذين يدعمونهم». كما أكد الأردن أن مشاركته في عملية «عاصفة الحزم» تهدف إلى دعم الشرعية في اليمن. أما إيران الداعمة للحوثيين، فسارعت إلى التنديد بالعملية العسكرية، واعتبرت أنها «خطوة خطيرة». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن العملية «تزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة، وتقضي على فرص التوصل إلى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن». بدورها حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي من «تداعيات إقليمية خطيرة». وقالت فيديريكا موغيريني، إن «الأحداث الأخيرة في اليمن أدت إلى تفاقم الوضع الهش أصلاً بشكل خطير في البلاد، وقد تكون لها تداعيات أقليمية خطيرة». وأضافت «انني مقتنعة بأن العمل العسكري ليس حلاً».

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 
تويتر