اتصالات حل الأزمة تراوح مكانها.. ومنع تنظيم تظاهرات بصنعاء

الحوثيون يسعون إلى خنق أي حراك احتجاجي في اليمن

أنصار الحراك الجنوبي يغلقون الشوارع في عدن أمس اعتراضاً على سيطرة الحوثيين واستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي. أ.ف.ب

لجأ الحوثيون مجدداً إلى القوة، أمس، لتفريق تظاهرة احتجاج على وجودهم في صنعاء، وقاموا بإغلاق الطرق المؤدية إلى جامعة صنعاء، لمنع تنظيم تظاهرات، فيما لاتزال الاتصالات التي تهدف إلى إخراج اليمن من الأزمة تراوح مكانها.

وتفصيلاً، يغرق اليمن في أزمة سياسية حادة منذ استقالة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي تحت ضغط الحوثيين الشيعة، الذين سيطروا على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء. فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية إلى جامعة صنعاء، نقطة تجمع خصومهم في شمال العاصمة، طارد الحوثيون الأشخاص النادرين الذين تجرأوا على التجمع في داخل الحرم الجامعي.

وعلى غرار ما فعلوا أول من أمس، قام عناصر من الحوثيين، مسلحين بأسلحة بيضاء، بضرب المتظاهرين، كما تصدوا لصحافيين، بحسب شهود عيان. وأفاد أحمد شمسان، أحد المتظاهرين الذي شاهد ما فعله الحوثيون، واوقف بعد ذلك مع أشخاص عديدين، بحسب رفاقه، أن «ستة اشخاص على الأقل أصيبوا بجروح جراء طعنات خناجر».

وقد دعت أحزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني، أول من أمس، إلى تظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة أمام حرم جامعة صنعاء.

وأطلق على المكان تسمية «ساحة التغيير»، بعد أن كانت مركزا للحراك الاحتجاجي الذي بدأ في 2011، وأدى إلى رحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد سنة من ذلك.

وكان الحوثيون أطلقوا، أول من أمس، الرصاص الحي لتفريق بداية تظاهرة في جامعة صنعاء، غداة مسيرة حاشدة لمعارضيهم، واوقفوا عدداً من المتظاهرين وكذلك صحافيين.

وقال محمد صالح السعدي، وهو ناشط من المجتمع المدني، إنه وبعد اعتصام أمام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحافيين، تم إطلاق سراح اثنين من هؤلاء لقاء «تعهد خطي» بعدم تغطية التظاهرات في صنعاء.

وأثارت استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي الخميس الماضي، إثر تزايد ضغوط الحوثيين، غضباً شعبياً، تمثل في مظاهرات منددة بالجماعة، وأزمة سياسية انعكست عصيانا في الجنوب.

كما فشلت محاولات مبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، حتى الآن في إيجاد حل للأزمة، بعد أن تعثرت المحادثات عقب انسحاب ثلاثة أحزاب رئيسية احتجاجاً على تنصل «أنصار الله» من وعودها. ويواصل بن عمر اتصالاته مع مختلف الأطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 سبتمبر 2014، ويقضي بانسحاب الميليشيات الشيعية من صنعاء.

ودعت أحزاب «الإصلاح الإسلامي» و«الاشتراكي» و«الناصري» إلى مظاهرات حاشدة أمس، احتجاجاً على استمرار جماعة الحوثي بمحاصرة الوزراء والمسؤولين، وفرض الإقامة الجبرية عليهم.

يشار إلى أن المسلحين الحوثيين كانوا قد قمعوا في اليومين الماضيين المتظاهرين، واعتقلوا محتجين، بينهم صحافيون، قبل أن يفرجوا عنهم في وقت لاحق تحت ضغط اعتصام لعشرات الناشطين.

تويتر