روسيا تستهدف ريف إدلب بصواريخ بالستية

النظام يندد بإعلان التحالف تشكيل قوة في سورية وأردوغان يهدّد بـ «وأدها»

«قوات سورية الديمقراطية» تعدّ عماد قوة أمنية حدودية يزمع التحالف تشكيلها في سورية. رويترز

انتقدت دمشق بشدة، أمس، إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عزمه تشكيل قوة أمنية حدودية في شرق سورية، محذرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعد «خائناً»، فيما هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ«وأد» القوة الحدودية المزمع تشكيلها. في وقت هزت انفجارات مناطق في الريف الجنوبي، ومناطق أخرى في الريف الشرقي لمحافظة إدلب السورية، إثر قصف صاروخي روسي.

انفجارات هزّت مناطق

في الريف الجنوبي

ومناطق أخرى

في الريف الشرقي

لمحافظة إدلب

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية، انتقاده العنيف لإعلان التحالف الدولي عزمه تشكيل قوة أمنية حدودية في شرق سورية.

ونقلت (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله، إن «سورية تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس».

ويأتي الموقف السوري غداة إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية، قوامها 30 ألف عنصر في شرق سورية، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم «داعش».

واعتبرت الخارجية السورية، وفق المصدر نفسه، أن الإعلان الأميركي تشكيل «ميليشيا مسلحة» في شمال شرق سورية «يمثل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي». ودعت «المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأميركية».

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون، قال لـ«فرانس برس»، أول من أمس، إنه مع تراجع حدة الهجوم على تنظيم «داعش»، بدأ التحالف مع حلفائه في «قوات سورية الديمقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية، بتركيز الاهتمام على حماية الحدود.

ومن المقرر أن تعمل هذه القوات وفق التحالف، على تأمين نقاط التفتيش، وإحباط أي هجوم معاكس قد يبادر إليه تنظيم «داعش».

وأوضح التحالف أنه سيتم العمل على تشكيل هذه القوة تباعاً خلال «السنوات القليلة المقبلة»، على أن يكون نصف عديدها من المقاتلين في «قوات سورية الديمقراطية»، والنصف الآخر من مقاتلين جدد سيتم تجنيدهم.

وبحسب التحالف، «ستتمركز قوة الأمن الحدودية على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة» من هذه القوات.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد اتهم المقاتلين الأكراد بـ«الخيانة»، جراء تعاونهم مع واشنطن.

من جهته، هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، بـ«وأد» القوة الحدودية التي تريد واشنطن تشكيلها في سورية، وتضم خصوصاً مقاتلين أكراداً، تعتبرهم أنقرة «إرهابيين».

وقال في خطاب في أنقرة، إن «أميركا اعترفت بأنها تشكل جيشاً إرهابياً على حدودنا، ودورنا نحن أن نقوم بوأد هذا الجيش الإرهابي في المهد».

وأكد أن القوات المسلحة التركية «جاهزة» لشن عملية «في أي وقت»، ضد معاقل «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين ومنبج، في شمال سورية.

وأضاف أردوغان أن «الاستعدادات استكملت، وأن العملية يمكن أن تنطلق في أي وقت»، مضيفاً أن «العمليات (ستستمر) حتى القضاء على آخر إرهابي».

واتهم المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداق، أمس، الولايات المتحدة بـ«اللعب بالنار» بتشكيلها هذه القوة.

وشنّت تركيا بين أغسطس 2016 ومارس 2017 عملية عسكرية برية أطلقت عليها اسم «درع الفرات» في شمال سورية، لإبعاد مقاتلي تنظيم «داعش» نحو الجنوب، ومنع المقاتلين الأكراد من تحقيق تواصل جغرافي بين الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال سورية.

وكانت تركيا نشرت في منتصف أكتوبر الماضي قوات مكلفة مهمة مراقبة في محافظة حلب المجاورة لعفرين، في إطار إقامة مناطق «خفض توتر» في سورية، تقررت خلال محادثات أستانة التي تجري بإشراف تركيا وإيران وروسيا.

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية» من طرد «داعش» من مناطق واسعة في شمال شرق سورية، بدعم من غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، التي أمدها أيضاً بالعتاد والسلاح.

وأدى اختلاف وجهات النظر إزاء المقاتلين الأكراد إلى تصعيد التوتر بين واشنطن وأنقرة المنضويتين في حلف شمال الأطلسي.

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن انفجارات هزت مناطق في الريف الجنوبي، ومناطق أخرى في الريف الشرقي لمحافظة إدلب السورية.

وذكر أن صواريخ، يعتقد أنها روسية، استهدفت مناطق في قرية دير شرقي، بالريف الشرقي لمدينة معرة النعمان، وأماكن أخرى في منطقة أبوالظهور.

وأسفرت الانفجارات عن سقوط جرحى بينهم أطفال.

وعلى الصعيد نفسه، قال قائد عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان»، أمس، «سقطت صواريخ بالستية على بلدتي أبوالظهور والدوير في ريف إدلب الشرقي، أطلقت من بوارج روسية في البحر المتوسط مقابل مدينة طرطوس، على ساحل المتوسط غرب سورية».

كما أكد «وقوع إصابات بين المدنيين، إضافة إلى دمار كبير في المناطق التي استهدفت».

تويتر