قوات النظام تسيطر على 79 قرية محاذية لمطار أبوالظهور

التحالف الدولي يساعد في بناء قوة سورية جديدة

عناصر من قوات النظام في قرية الحاجب بالقرب من جبل الحص خلال تقدمهم نحو مطار أبوالظهور العسكري. أ.ف.ب

أعلن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، أمس، أنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له لتشكيل قوة سورية قوامها 30 ألف جندي. في حين سيطرت قوات النظام السوري على 79 قرية على الأقل في ريف حلب الجنوبي، الواقعة في منطقة محاذية لمطار أبوالظهور العسكري التابع لمحافظة إدلب، بعد طرد «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى منها، فيما كثف الجيش التركي قصفه لمواقع المسلحين الأكراد في مدينة عفرين السورية.

وأكد مكتب الشؤون العامة للتحالف الدولي أنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له، لتشكيل قوة سورية قوامها 30 ألف فرد.

من جهته، أبلغ مسؤول تركي كبير «رويترز» بأن تدريب الولايات المتحدة لـ«قوة أمن الحدود» الجديدة كان السبب في استدعاء القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة، يوم الأربعاء الماضي. ولم يقدم المسؤول تفاصيل أخرى.

وأكد مكتب الشؤون العامة للتحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز» تفاصيل القوة الجديدة التي أوردها موقع «ديفينس بوست» الإلكتروني. وستكون القوة تحت قيادة «قوات سورية الديمقراطية» التي تحارب تنظيم «داعش» في سورية بمساعدة من التحالف.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس: «سيطرت قوات النظام خلال 24 ساعة على 79 قرية على الأقل في ريف حلب الجنوبي، المحاذي لمطار أبوالظهور العسكري».

• تهدف قوات النظام إلى تأمين طريق حيوي يربط مدينة حلب، ثانية أكبر مدن سورية، بدمشق.

وتخوض القوات السورية، منذ ثلاثة أسابيع، معارك عنيفة ضد «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى، للسيطرة على المطار الواقع في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، على الحدود مع محافظة حلب (شمال).

وتمكنت بموجب هذا الهجوم، الذي دفع أكثر من 100 ألف مدني للنزوح منذ مطلع ديسمبر، بحسب الأمم المتحدة، من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في المنطقة. كما استطاعت، قبل أيام، دخول حرم المطار قبل أن تتراجع إثر هجوم مضاد للفصائل.

ومن خلال هجومها في ريف حلب الجنوبي، تحاول قوات النظام التقدم إلى المطار من جهتي الشمال والشرق، بموازاة تقدمها جنوبه من إدلب.

وخرجت القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب الجنوبي عن سيطرة قوات النظام منذ عام 2012، وفق المرصد الذي أفاد بأن «تقدم قوات النظام السريع سببه انهيار هيئة تحرير الشام، وانسحاب مقاتليها ومجموعات أخرى من المنطقة».

وإلى جانب السيطرة على المطار، تهدف قوات النظام إلى تأمين طريق حيوي يربط مدينة حلب (ثانية أكبر مدن سورية) بدمشق. وبحسب عبدالرحمن فإن تقدمها الأخير يقربها من تحقيق هدفها، مع سيطرتها على عدد من القرى في محيط بلدة خناصر الاستراتيجية، التي يمر عبرها الطريق الدولي.

وأوردت صحيفة الوطن السورية، القريبة من السلطات، على موقعها الإلكتروني، أن «الجيش حرر معظم مناطق ريف حلب الجنوبي الشرقي، بتقدمه من محورين ضد جبهة النصرة وحلفائها» مشيرة إلى أنه «يلتفّ» حول المطار.

وسيطرت «هيئة تحرير الشام» (النصرة آنذاك) مع فصائل مقاتلة، في سبتمبر عام 2015، على مطار أبوالظهور بعد حصاره لنحو عامين، وكان يُشكل حينها آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة إدلب.

وتسيطر «هيئة تحرير الشام» حالياً على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق محدودة.

إلى ذلك، استهدفت قوات تركية، أمس، بالمدفعية مواقع تابعة للمسلحين الأكراد في مدينة عفرين بريف محافظة حلب.

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن الوحدات التركية المتمركزة قرب الحدود السورية في ولاية هاتاي، جنوب البلاد، كثفت قصفها المدفعي لمواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري في عفرين، حيث أطلقت القوات التركية 40 قذيفة مدفعية باتجاه مناطق باصوفان وجنديريس وراجو ومسكنلي التابعة لعفرين.

وكان القصف المدفعي التركي لعفرين بدأ ظهر أول من أمس، وسُمعت أصوات الانفجارات من المناطق التركية المتاخمة للحدود السورية.

على الجانب الآخر، أفادت وكالة «هاوار» الكردية السورية أن اشتباكات تدور بين الوحدات الكردية من جانب، وقوات تركية وأخرى سورية مدعومة منها من جانب آخر. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال أول من أمس: «إذا لم يستسلم الإرهابيون في عفرين، سنلاحقهم في كل مكان». وأعلن في وقت سابق من الشهر الجاري، توسيع عملية «درع الفرات» التي أطلقتها بلاده شمال سورية في أغسطس عام 2016، لتشمل بلدتي منبج وعفرين التي يسيطر عليهما المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة.

وتنشر تركيا حالياً قوات في محافظة إدلب المتاخمة لعفرين، في إطار اتفاق تم التوصل إليه، العام الماضي، مع روسيا وإيران لفرض خفض التصعيد في المحافظة.

أما منبج فتسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكون فيها.

وتتهم تركيا الوحدات الكردية و«قسد» بأنهما الذراع السورية لمنظمة «حزب العمال الكردستاني»، التي تصنفها تركيا منظمة انفصالية إرهابية.

وقال أردوغان «لقد حان الوقت لتدمير مشروع المنظمة الانفصالية لإقامة ممر إرهابي في سورية».

تويتر