سيطرة «داعش» على قرى الشرق تتناقص

القوات السورية تتقدم في منطقة حدودية قرب إسرائيل

مسيحيات سوريات يحتفلن برأس السنة في كنيسة بمدينة القامشلي. رويترز

توغلت القوات السورية التي تدعمها فصائل مدعومة من إيران في آخر جيب مازالت قوات المعارضة تسيطر عليه قرب منطقة حدودية استراتيجية مع إسرائيل ولبنان في تعزيز جديد لنفوذ طهران في سورية، فيما تشهد جبهات وسط سورية اشتباكات عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية وعناصر تنظيم «داعش»، الذي تتناقص سيطرته على قرى شرق البلاد يوماً بعد يوم.

وفي التفاصيل، قالت المعارضة المسلحة إن قوات الجيش والفصائل الشيعية تقدمت شرق وجنوب بلدة بيت جن التي يسيطر عليها معارضون سنة بدعم من غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف منذ بدء هجوم رئيس قبل أكثر من شهرين للسيطرة على المنطقة.

فصائل مدعومة من إيران، من بينها جماعة «حزب الله» اللبناني، لعبت دوراً رئيساً في المعارك المتواصلة بسورية.

وقال الجيش السوري إنه طوّق بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ مع تقدم قوات الجيش صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة.

وهذا الجيب هو آخر المعاقل المتبقية لقوات المعارضة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق، والتي تعرف باسم الغوطة الغربية، التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ العام الماضي بعد قصف عنيف استمر شهوراً لمناطق مدنية وأساليب حصار على مدى سنوات، ما أجبر قوات المعارضة على الاستسلام.

وأكد مصدر مخابرات غربي تقارير المعارضة المسلحة بأن فصائل مدعومة من إيران، من بينها جماعة «حزب الله» اللبناني، لعبت دوراً رئيساً في المعارك المتواصلة. وقال صهيب الرحيل، وهو مسؤول في ألوية الفرقان إحدى فصائل الجيش الحر التي تعمل في المنطقة، إن«الميليشيات الإيرانية تسعى لتعزيز نفوذها من جنوب غرب العاصمة وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل».

من ناحية أخرى، قال قائد عسكري من جيش إدلب الحر «تصدت فصائل الثوار لهجوم واسع شنته القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها، وبإسناد جوي من الطيران الروسي على قرية المشرفة في ريف إدلب الجنوبي، وقتل 10 منهم وأصيب أكثر من 17 آخرين بجروح».

وأضاف أن مجموعات تابعة لقائد عمليات ريف حماة وادلب، العميد سهيل حسن، المعروف بـ«النمر»، وعضو مجلس الشعب السوري أحمد مبارك الدرويش، حاولت التقدم إلى قرية المشيرفة في ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استهدافها بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون.

وأشار إلى أن عشرات الغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام الحربي والمروحي، وتمهيداً مدفعياً عنيفاً شهدته منطقة الاشتباكات في قرى أبودالي والخوين وتل المقطع والمشيرفة، ترافق مع غارات في عمق المناطق المحررة، تسببت في مقتل عدد من المدنيين ووقوع العديد من الجرحى.

ولفت إلى أن الطائرات الحربية الروسية والسورية شنت أكثر من 70 غارة على ريفي حماة وإدلب، ما تسبب في مقتل خمسة في حصيلة أولية، كما ألقت طائرات مروحية تابعة للقوات الحكومية السورية براميل متفجرة على بلدات التمانعة، ومريجب المشهد، والشيخ بركة في ريف ادلب أيضاً.

وكشف القائد العسكري عن أن القوات الحكومية إلى جانب مسلحي تنظيم داعش يحاولون التقدم في عمق الحدود الإدارية لمحافظة إدلب في خطوة للوصول إلى مطار أبوالضهور العسكري «الاستراتيجي».

وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية إن طائرات حربية قصفت قرى عدة في ريف حماة ومحيط مدينة سراقب، كما قصفت مقراً لجبهة النصرة في بلدة الزفر الكبير بمحيط مدينة أبوضهور بريف ادلب الشمالي الجنوبي الشرقي.

وأضافت المصادر أن سلاح المدفعية والصواريخ استهدف مواقع المسلحين في قرية مشيرفة أبودالي ريف ادلب.

وانتقد قائد عسكري في جيش النصر عدم مشاركة فصائل المعارضة في التصدي لهجوم القوات الحكومية ومسلحي «داعش»، وقال القائد العسكري إن «هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وجيش العزة وجيش النصر وجيش إدلب الحر وجيش النخبة تشارك في المعركة، في حين ان كثيراً من الفصائل اكتفت بالتفرج».

من جانبه، قال قائد عسكري في جيش العزة التابع للجيش السوري الحر إن «فصائل المعارضة السورية استعادت اليوم منطقة أبوالخنادق التي سيطر عليها التنظيم» السبت الماضي.

وأكد القائد العسكري السيطرة على منطقة أبوالخنادق بشكل كامل، وسط اشتباكات تدور على أكثر من جبهة. وأضاف أن القوات الحكومية المتمركزة استهدفت بلدات عدة في ريف حماة الشمالي براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، وردت فصائل المعارضة باستهداف تجمّعات قوات النظام في مدينة سلحب، وحواجز الترابيع، والمحطة الحرارية شمال غربي حماة بقذائف المدفعية وصواريخ غراد.

يأتي ذلك في وقت قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن سيطرة «داعش» على القرى الواقعة في شرق سورية، تتناقص يوماً بعد يوم.

وقال رئيس المرصد، رامي عبدالرحمن، إنه كان يجب أن تنتهي سيطرة التنظيم على المناطق والقرى، في وقت سابق من الشهر الجاري، في شرق سورية، لكنه مازال يسيطر على 11 قرية صغيرة في محافظة دير الزور.

تويتر