نظام الأسد يشترط إلغاء بيان الرياض للتفاوض مع المعارضة

دي ميستورا: تم تفويت «فرصة ذهبية» في مفاوضات جنيف الأخيرة حول سورية

دي ميستورا خلال جولة مفاوضات جنيف. إي.بي.إيه

اشترط رئيس وفد نظام الأسد في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، إلغاء بيان الرياض للدخول في مفاوضات مع المعارضة، واعتبر أن دعوة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، موسكو للضغط على النظام «تقوض مهمته» كوسيط أممي، فيما اعتبر دي ميستورا أنه «تم تفويت فرصة ذهبية» في مفاوضات جنيف الأخيرة حول سورية.

وفي التفاصيل، قال الجعفري في مؤتمر صحافي، عقب لقائه ستيفان دي ميستورا، أمس، إنه لا مفاوضات طالما ظلت المعارضة متمسكة بموقفها من رئيس النظام بشار الأسد، وأضاف: «أبلغنا دي ميستورا رفض تصريحاته الأخيرة»، معتبراً أن أخطاء المبعوث الأممي تقوض مهمته. وتابع: «نبلغ دي ميستورا بأخطائه بشكل مباشر وبشفافية». وعندما سئل الجعفري عن من يعطل المفاوضات، قال إن «إخوة يوسف رموه في البئر. ونعلم جميعاً القصة الذي ذكرت في القرآن»، مشيراً إلى أن المعارضة هي من تعطل المحادثات.

الجعفري: على كل من يريد المشاركة في عملية مكافحة الإرهاب التنسيق مع الحكومة السورية واحترام سيادتها.

وأضاف: «نظراً لقناعتنا بما يجري على أرض الواقع من حرب إرهابية، طرحنا الحديث عن الإرهاب بشكل أساسي، لأن مكافحة الإرهاب هي المدخل الأساسي لبحث بقية السلال».

وأوضح أن على كل من يريد المشاركة في عملية مكافحة الإرهاب التنسيق مع الحكومة السورية، واحترام سيادتها، بدلاً من الاعتماد على وجود عسكري غير شرعي على الأراضي السورية.

وتابع الجعفري: «رفضنا الدخول في حوار مباشر، لأن بيان الرياض 2 لايزال قائماً، ولن ندخل في حوار مباشر بوجود شروط مسبقة».

وقال: «تطرقنا في محادثاتنا (أمس) مع ستيفان دي ميستورا إلى الهجوم الذي شنه إرهابيو (داعش) على حي التضامن بدمشق، والمجزرة التي ارتكبها تحالف واشنطن في دير الزور»، في اليومين الماضيين. وقال الجعفري: «لا نطرح شروطاً مسبقة، وإنما نعترض على طرح الشروط المسبقة، والحكومة السورية لا تقبل بأن يفرض عليها أحد أي أمر واقع».

وفي وقت سابق، عقد الوفد السوري برئاسة الجعفري، أمس، جلسة محادثات رابعة مع دي ميستورا، في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بحسب الوكالة السورية.

وكانت البعثة الدبلوماسية الروسية في جنيف، قد استدعت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية مندوب نظام الأسد في المفاوضات، بشار الجعفري. ويأتي استدعاء الجعفري بعد تصريحات ستيفان دي ميستورا، التي اتهم فيها نظام الأسد برفض التفاوض، وطالب روسيا بلعب دور أكبر للضغط على الأسد. من جهة أخرى، اعتبر دي ميستورا أنه «تم تفويت فرصة ذهبية» في مفاوضات جنيف الأخيرة حول سورية. إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم وفد المعارضة، يحيى العريضي، أن اجتماعات أمس كرست لبحث موضوع الانتقال السياسي، وذلك بعد أن تم بحث ملفي العملية الدستورية والانتخابية في اليومين الماضيين.

إلا أن العريضي أشار إلى أن ملف الانتقال السياسي يتطلب وقتاً أطول والعديد من الجلسات. وأضاف أن «جلسة (أمس) مكرسة للحديث عن الانتقال السياسي. والجلسة كانت غنية وجادة، وتعمقت في تفاصيل الانتقال السياسي، أو ما يعرف بالسلة الأولى، وهي تتطلب جلسات أكثر وأكثر».

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، أمس، عن مصدر دبلوماسي عربي من جنيف، أن «هذه الجولة كانت من أفشل الجولات في المسار المتعثر، وتقع مسؤولية ذلك على ستيفان دي ميستورا، بالدرجة الأولى، وعلى وفد الرياض وشروطه المسبقة تجاه مصير هذه المفاوضات وسقوفها».

وكانت القوات الحكومية السورية أعلنت أنها أحبطت، أمس، عملية إرهابية بسيارة مفخخة على طريق المتحلق الجنوبي على الأطراف الجنوبية لمدينة دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أنه «نتيجة المراقبة والمتابعة الدقيقة لأي تحرك إرهابي في ظل الانتصارات الساحقة للجيش العربي السوري على الإرهاب، رصدت الجهات المختصة سيارة دون لوحات».

وأضاف أن الجهات المختصة تمكنت من محاصرة السيارة وتفجيرها قرب جسر اللوان قبل الوصول إلى المدخل الغربي لمدينة دمشق، ما أدى إلى مقتل الانتحاري قائد السيارة، وأسفر هذا فقط عن وقوع أضرار مادية محدودة في المكان.

في سياق آخر، أعادت السلطات اللبنانية والسورية، أمس، افتتاح معبر القاع - جوسيه بين البلدين، وهو أحد خمسة معابر رسمية بين البلدين الجارين، ويقع في شرق لبنان وفي محافظة حمص في وسط سورية، وأقفل في 2012 مع بداية النزاع السوري مع سيطرة الفصائل المعارضة على الجهة المقابلة من الحدود.

وافتتح المعبر من الجانب اللبناني المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، فيما حضر على الجانب السوري وزير الداخلية محمد الشعار، ومحافظ حمص طلال برازي.

وقال إبراهيم خلال حفل الافتتاح «اليوم، وبعد إقفال قسري نتيجة العمل الإرهابي الذي تعرضت له المنطقة بأسرها، نحتفل وإياكم بافتتاح هذا المعبر»، مشيراً إلى «التعاون مع الجهة السورية بما تفرضه الإجراءات والقوانين».

وستبدأ الحركة على معبر القاع - جوسيه ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً اليوم.

من الجهة السورية، قال محافظ حمص طلال برازي «سيعود الأمر إلى ما كان عليه، وستعود حركة الترانزيت من وإلى لبنان إلى ما قبل عام 2012».

تويتر