موسكو: الجيش الروسي أنجز المهمة وهزم «داعش» في سورية

الأمم المتحدة تحذّر طرفي محادثات جنيف السورية من إفسادها

صورة

أعلن وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام السورية، ستافان دي ميستورا، في جنيف أمس، أنه سيبت الأسبوع المقبل في ما إذا كان أي من طرفي المحادثات يحاول إفساد العملية، وذلك بعد أن قال مفاوضو الحكومة إنهم سيعودون إلى المحادثات يوم الأحد، وهو ما يعني تأخراً بنحو خمسة أيام. في الأثناء، قال الجيش الروسي إنه أنجز مهمته، وهزم تنظيم «داعش»، ولم تعد هناك مناطق تحت سيطرة التنظيم في سورية.

وتفصيلاً، قال المبعوث الأممي دي ميستورا «سنجري تقييماً لتصرفات الجانبين كليهما، الحكومة والمعارضة، في جنيف، وبعده سنقرر هل هي بنّاءة أم أنها إفساد لجنيف». وأضاف أنه إذا تم التوصل لأن أي طرف يسعى لإفساد العملية، فإن هذا يمكن أن يكون له «أثر سيئ جداً على أي محاولة سياسية أخرى تجري في أي مكان آخر».

وقال إن جولة محادثات جنيف هي عملية السلام الوحيدة التي يدعمها مجلس الأمن الدولي، رغم أنه يجري التخطيط لمبادرات أخرى كثيرة.

ولم يذكر تفاصيل، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل، أشار إلى عقد «مؤتمر سوري» في مدينة سوتشي الروسية في أوائل 2018.

ويرى دبلوماسيون أن خطة بوتين محاولة لتسليط الضوء على الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات، والاحتفاء بدور روسيا بوصفها القوة التي أحدثت توازناً في الحرب، وأصبحت اللاعب الرئيس في عملية السلام.

وأخفقت محادثات جنيف في اكتساب أي زخم، رغم إجراء ثماني جولات من المفاوضات.

وبعد ابتعاد دام شهوراً عن محادثات الأمم المتحدة، عاد الجانبان إلى جنيف في نهاية نوفمبر الماضي، وعبّر دي ميستورا عن أمله في بحث جدول أعمال يتضمن إصلاحات دستورية وانتخابية.

لكن وفد الحكومة وصل متأخراً يوماً، وغادر بعد يومين، قائلاً إن المعارضة لغمت الطريق إلى المحادثات من خلال إصرارها على ألا يكون لرئيس النظام بشار الأسد أي دور مؤقت في الانتقال السياسي بسورية.

وعاد الوفد إلى دمشق «للتشاور»، لكن رئيس الفريق التفاوضي بشار الجعفري هدد في البداية بعدم العودة، وهو ما قالت المعارضة إنه سيمثل حرجاً لروسيا.

وقال دي ميستورا، أمس، إن وفد الجعفري أكد أنه سيعود يوم الأحد، أي متأخراً بنحو خمسة أيام عن المتوقع.

وأضاف في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة «أبلغتنا الحكومة أن وفدها سيعود إلى جنيف الأحد».

وجاء إعلان دي ميستورا بعد ساعات من تأكيد وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية، أن الوفد سيصل الأحد إلى جنيف، على أن يعود إلى دمشق منتصف الشهر الجاري، موعد انتهاء المحادثات.

وحض دي ميستورا الوفدين على «الانخراط بجدية في (نقاش) النقاط الـ12»، إضافة إلى مواصلة بحث «العملية الدستورية، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة».

ويرى مراقبون أن الحكومة السورية زادت من تعنتها في المفاوضات، في ظل الانتصارات التي نجحت في تحقيقها على الأرض، بينما تعتبر دمشق أن البيان الصادر عن المعارضة بعد اجتماعها الأخير في الرياض «عودة إلى المربع الأول في المفاوضات، خصوصاً تجاه فرض شروط مسبقة، مثل عبارة أن سقف المفاوضات رحيل الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية».

من جهة أخرى، قال الجيش الروسي، أمس، إنه أنجز مهمته، وهزم تنظيم «داعش» في سورية، ولم تعد هناك مناطق تحت سيطرة التنظيم.

وظهر المسؤول عن إدارة عمليات القيادة العامة للجيش الروسي، الجنرال كولونيل سيرغي رودسكوي، في لقطات على محطة روسيا 24 التلفزيونية وهو يقول «مهمة هزيمة عناصر (داعش) الإرهابية على الأراضي السورية التي نفذتها القوات المسلحة للاتحاد الروسي تمت».

وأضاف أن قوات الحكومة السورية تمشط حالياً المناطق التي كانت معاقل للتنظيم، وتطهرها من الألغام.

وقال «كانت المرحلة الأخيرة من دحر الإرهابيين مصحوبة بنشر غير مسبوق لسلاح الجو الروسي». وأشار إلى أن الضربات الجوية تضمنت 14 طلعة لمجموعات من قاذفات القنابل طويلة المدى من روسيا، نفذت على مدى الشهر الماضي.

وأضاف أن القوات الروسية المنتشرة في سورية الآن تركز على الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، واستئناف مظاهر العيش في سلام.

من جهة أخرى، رفضت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أية ترحيلات إلى سورية في الوقت الحالي، في ظل وجود مطالب من ولايات ألمانيا بإعادة تقييم وقف الترحيل إلى سورية.

وأعلنت المفوضية، أمس، في برلين أن جميع أجزاء سورية معرضة بشكل مباشر أو غير مباشر لنشوب نزاعات.

وأضافت المفوضية أنه لا يمكنها دعم أو تأييد عودة لاجئين إلى هناك في ظل الأوضاع الحالية.

تويتر