التحالف الدولي يقرّ بـ «احتمال» فرار عناصر «داعش» من الرقة

انشقاق الناطق باسم قوات «قسد» ووصوله إلى تركيا

العقيد المنشق طلال سلو يُعد أرفع رتبة عسكرية بين «قوات سورية الديمقراطية». أرشيفية

أكدت المعارضة السورية، أمس، انشقاق الناطق الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، العقيد طلال سلو، ووصوله إلى تركيا، فيما أقرّ التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بـ«إمكانية» أن يكون مقاتلون أجانب تمكنوا من الهرب وسط المدنيين من مدينة الرقة السورية، قبيل تحريرها من تنظيم «داعش»، الأمر الذي اعتبرته أنقرة «عملاً خطراً جداً وصادماً».

وقال القائد العسكري في فرقة الحمزة، التابعة للجيش السوري الحر، عبدالله حلاوة، إن العقيد طلال سلو وصل إلى مناطق سيطرة الجيش السوري الحر في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، صباح أمس، وهو يقود سيارته المصفحة، ويحمل سلاحه الشخصي، فضلاً عن ملفات تخص عمله، وتوجه بعدها إلى تركيا.

وأوضح أن عملية انشقاق سلو وتأمين وصوله إلى مناطق سيطرة قوات «درع الفرات»، تمت بـ«عملية أمنية وبتنسيق عالٍ»، وأن أحد فصائل المعارضة كان له دور كبير في انشقاق سلو ووصوله إلى مناطق «درع الفرات» ومن ثم عبوره إلى تركيا.

وتشهد مناطق ريفَي حلب الشمالي والشرقي مواجهات يومية بين قوات درع الفرات المدعومة من تركيا و«قوات سورية الديمقراطية».

ويعد سلو أرفع رتبة عسكرية بين «قوات سورية الديمقراطية»، التي تعتمد على مقاتلين عرب وأكراد وتركمان ومسيحيين.

ويعد سلو من أبرز الشخصيات في «قسد»، وكان المسؤول عن التصريح حول العمليات ضد تنظيم «داعش» شمال شرق سورية، وتلا جميع البيانات الخاصة بالسيطرة على مدينة الرقة والمناطق المحيطة بها، وصولاً إلى ريف دير الزور.

وولد سلو في بلدة الراعي شمال حلب، وأسس بعد انشقاقه عن الجيش السوري في عام 2013 «لواء السلاجقة»، الذي أنشئ قبل أربعة أعوام بدعم تركي، وبعد انقطاع الدعم التركي الخاص بلوائه شمالي حلب، انضم إلى فصيل «جيش الثوار» ليندمج مع فصائل عربية وكردية ضمن تشكيل «قسد» في أكتوبر 2015، حيث عُين متحدثاً رسمياً باسمه.

من ناحية أخرى، أقرّ التحالف الدولي بـ«إمكانية» هرب مقاتلين أجانب من مدينة الرقة قبيل تحريرها من تنظيم «داعش».

وكانت «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة من التحالف، أعلنت أنه تم إجلاء نحو 3000 مدني من المدينة في 14 أكتوبر الماضي، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين المجلس المدني في الرقة ومقاتلي «داعش»، قبيل أيام من إعلان تحرير المدينة.

وقال التحالف في ذلك الوقت إنه «مُصر جداً» على عدم السماح للمقاتلين الأجانب في التنظيم المتطرف بمغادرة الرقة، لكن شبكة «بي.بي.سي» البريطانية ذكرت، الاثنين الماضي، أن المئات من مقاتلي التنظيم، بينهم أجانب، غادروا الرقة بأسلحتهم وذخائرهم بقافلة ضخمة في 12 أكتوبر.

وقال الناطق باسم التحالف، الكولونيل رايان ديلون، للصحافيين «من بين 3500 مدني خرجوا من الرقة في ذلك الوقت، هناك تقريباً أقل من 300 شخص تم فحصهم وتعريفهم كمقاتلين محتملين» للتنظيم.

وأضاف أنه «خلال عملية الفحص، تم التعرف على أربعة مقاتلين أجانب، واعتقلتهم قوات سورية الديمقراطية».

وأشار ديلون إلى أن التحالف اتفق مع هذه القوات على التحقق من صور وبصمات كل الرجال في سن القتال، لمنع المتطرفين المعروفين من الهرب، لكنه أوضح «لا يمكنني التأكيد بنسبة 100% أنه تم التعرف على كل متطرف خرج من الرقة».

وأكد «إن احتمال أن يكون بعض هؤلاء المقاتلين قد تمكنوا من التسلل كمدنيين أو كمقاتلين محليين، أمر وارد».

وأشار ديلون إلى أن طائرات التحالف المسيّرة راقبت القافلة بعد مغادرتها الرقة، لكن القرار اتخذ بعدم ضربها بسبب وجود مدنيين في صفوفها.

وأعربت تركيا عن الأسف إزاء اتفاق يبدو أنه أتاح لعدد من مسلحي «داعش» مغادرة مدينة الرقة قبل سقوطها، معتبرة أن هذه الواقعة تؤكد صحة تحذيراتها لواشنطن من مغبة التعاون مع المجموعات المقاتلة الكردية السورية.

وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب الكردية»، عماد «قوات سورية الديمقراطية»، «منظمة إرهابية».

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «إن الكشف عن معلومات تفيد بأن ما تسمى قوات سورية الديمقراطية عقدت اتفاقاً مع منظمة داعش الإرهابية لإجلاء عدد كبير من هؤلاء الإرهابيين من الرقة، هو عمل خطر جداً وصادم».

تويتر