مقتل 3 مدنيين سوريين بنيران حرس الحدود التركي

الأمم المتحدة تتوقع محادثات سورية مباشرة وجهاً لوجه

دي ميستورا قبيل محادثاته مع المعارضة السورية في جنيف. أ.ب

قال وسيط الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، وهو اليوم قبل الأخير من جولة محادثات سلام سورية في جنيف، إن مفاوضي الحكومة السورية والمعارضة، يمكنهم قريباً إجراء محادثات مباشرة، وجهاً لوجه لأول مرة.

في الأثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثلاثة مدنيين سوريين، بنيران حرس الحدود التركي.

ورداً على سؤال عن إمكانية حدوث ذلك، قبل الجولة التالية من المفاوضات في جنيف، المقررة في أغسطس المقبل، أعلن دي ميستورا أنه يتوقع حصول محادثات مباشرة، قائلاً للصحافيين «وربما قبل ذلك أيضاً».

وأضاف «لا أتعجل الأمر، لأنني أريد عندما يحدث ذلك ألا تكون هناك خلافات، وأن تكون المحادثات حقيقية، نحن ندفع فعلياً إلى حيث تكون هناك نقاط تلاقٍ».

ولا يتوقع دي ميستورا أن تتحد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة مع فصيلين معارضين آخرين، هما منصتا موسكو والقاهرة، في وقت مناسب، لإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة السورية، خلال الجولة الحالية. وتضم منصتا موسكو والقاهرة مجموعة من النشطاء، وسميت كل منهما باسم المدينة التي عقدت فيها أول اجتماعاتها، التي عقدت بموافقة روسيا ودعمها. ولا تسيطر أي منهما على أراضٍ، ولا تربطهما صلات قوية بجماعات مسلحة مشاركة في الحرب.

وكان دي ميستورا يتحدث، قبيل اجتماع مع كبير مفاوضي النظام، بشار الجعفري، ووعد «بالوصول إلى عمق جوهر البعد السياسي».

ويرجع بطء وتيرة محادثات جنيف، التي يرى بعض المراقبين أنها مجرد سبيل للإبقاء على باب مفتوح للمحادثات، في حال حدوث انفراجة غير متوقعة، بدرجة كبيرة إلى حقيقة أن دي ميستورا يجتمع مع كل وفد على حدة. ويشتبه بعض الدبلوماسيين في أن منصتي موسكو والقاهرة، وهما أقل معارضة لرئيس النظام بشار الأسد من الهيئة العليا للمفاوضات، ما هما سوى آليتين صنعتهما روسيا حليفة الأسد، لمنع إجراء المفاوضات المباشرة، وإجبار الهيئة على تخفيف موقفها. وقال دبلوماسي غربي «إنه فخ للمعارضة، نصبه الروس من خلال احتياجهم المستمر للهيئة العليا للمفاوضات لعدم وجود أكثر من جبهة معارضة، وهو أمر لا معنى له، نظراً لأحجام المجموعتين الأخريين».

وأضاف «إذا نجحت الهيئة العليا للمفاوضات في التخلص من هذا الفخ، والاتحاد مع منصتي موسكو والقاهرة بشكل ما، فإنها ستضع الجعفري تحت ضغط كبير».

وقال دبلوماسي غربي آخر إن فكرة أنه يتعين على الجماعات المعارضة المختلفة التوحد، هو جزء «من الخطاب الروسي». وأضاف «أعتقد أن هذه وسيلة ضغط، سيبقي عليها الروس لزعزعة استقرار المعارضة، فهم يحتاجون لأداة يضعفون بها المعارضة، ليتحكموا في العملية كما هي».

وأوضح: «بالنسبة لنا، كلما اتسعت المعارضة كان ذلك أفضل، لكن في الوقت نفسه أهم شيء هو أن تكون المعارضة متماسكة، يمكنها العمل كطرف واحد في العملية السياسية». وأجرت الجماعات المعارضة الثلاث محادثات فنية، في الفترة الأخيرة، وجرى التنسيق بينها، حتى أنها قد تتمكن من إرسال وفد واحد، إن لم يكن وفداً موحداً.

وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات، بسمة قضماني، لـ«رويترز»، إن المعارضة تتوحد على الجوهر، ليس فقط على المبادئ، بل على مستوى التنفيذ، ونعمل على تشكيل بديل عن الأسد.

في الأثناء، قالت مصادر روسية إن هناك مساعٍ روسية - أميركية، لتشكيل مجلس عسكري، يضم الحكومة السورية والمعارضة. وأضافت المصادر أن المجلس المرتقب «سيقوم بمهام عدة في المرحلة الانتقالية، بما في ذلك التصدي للإرهاب». وتابعت المصادر أن «التحول الجذري في التسوية السورية، وإنجاز اختراقات في مسار جنيف، يرتبطان إلى حد كبير بالتعاون بين موسكو وواشنطن».

وقال مصدر مطلع، من العاصمة الكازاخية آستانا، إن «الجميع ينتظر مصير التعاون الأميركي - الروسي في سورية، الذي من شأنه أن يخلق تغيرات جذرية عسكرية على المشهد، وهو ما سينعكس بدوره على جدول مفاوضات جنيف». وعبر المصدر ذاته عن قناعته بأن «بعض التحولات قد تحدث خلال، أو عقب الجولة القادمة من مفاوضات آستانا، المتوقعة في أغسطس المقبل، حيث يرجح الإعلان عن اتفاق نهائي حول مناطق خفض التصعيد، ما يعني خلق واقع ميداني جديد». من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بمقتل ثلاثة مدنيين سوريين بنيران حرس الحدود التركي، خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال المرصد، في بيان صحافي أمس، إنه يرتفع بذلك إلى 233 عدد القتلى السوريين، الذين سقطوا أثناء محاولتهم الوصول إلى الجانب التركي، هرباً من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، منذ مطلع العام الماضي.

تويتر