مقتل 57 بغارة على سجن الميادين السوري.. والتحالف يحقّق

واشنطن تتوعّد الأسد إذا استخدم الكيماوي.. والكرملين يندّد بتهديداتها

الأسد خلال زيارته أمس قاعدة حميميم الجوية الروسية غرب سورية. رويترز

حذر البيت الأبيض من أنه سيرد على «استعدادات» رصدها لقوات النظام السوري، لشنّ هجوم كيماوي جديد، وتوعّد رئيس النظام بشار الأسد بدفع ثمن باهظ في حال إقدامه على ذلك، بينما ندد الكرملين، أمس، بتهديدات واشنطن «غير المقبولة»، وتزامن ذلك مع مقتل 57 شخصاً، معظمهم من المعتقلين المدنيين بقصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدف، فجر الاثنين الماضي، سجناً لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين في شرق سورية، فيما أعلن التحالف الدولي فتح تحقيق في المجزرة للوقوف على حقيقة ما حدث.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر، في بيان إن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر، قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين، بمن فيهم أطفال أبرياء».

وحذر سبايسر «كما قلنا سابقاً، فإن الولايات المتحدة موجودة في سورية للقضاء على تنظيم داعش في العراق وسورية.. لكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية، فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً».

ومن جهتها، ندّدت روسيا أمس، بالتهديدات، وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمام صحافيين «نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية غير مقبولة»، مضيفاً انه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.

وقال «ليست لدي أي معلومات حول أي تهديد بهجوم كيماوي»، مشيراً إلى أن مخاطر «الاستفزازات» موجودة، محملاً تنظيم «داعش» وغيره من المجموعات الإسلامية، مسؤولية الهجمات الكيماوية السابقة في سورية.

وأعلن سبايسر أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن «مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيماوي في الرابع من أبريل» في خان شيخون (محافظة إدلب بشمال غرب سورية)، الذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية غير مسبوقة، شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية للنظام في سورية.

وفي تغريدة على «تويتر» مساء الاثنين، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن «أي هجوم جديد يستهدف المدنيين السوريين سيتحمل مسؤوليته الأسد، وكذلك روسيا وإيران، اللتين ساعدتاه على قتل شعبه».

ورد بيسكوف بهذا الصدد، انه لا يمكن تحميل مسؤولية الهجوم في خان شيخون، الذي أوقع 88 قتيلاً، من بينهم 31 طفلاً «إلى القوات السورية، طالما لم يتم فتح تحقيق غير منحاز».

وتابع «إذا لم يحصل تحقيق، فان اتهام الأسد غير ممكن وغير شرعي، وغير عادل»، مضيفاً انه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.

وشدّد سبايسر في بيانه على أن الوجود الأميركي في سورية يقتصر على محاربة تنظيم داعش، وليس شن حرب على نظام الأسد.

وكان أعلن وزير الدفاع ألأميركي جيمس ماتيس، أن الولايات المتحدة لن تسمح بزجها رغماً عنها في النزاع السوري، بعد إسقاط مقاتلة أميركية أخيراً، طائرة سورية.

وقال ماتيس في الطائرة التي كانت تقله إلى أوروبا «نرفض بكل بساطة أن يتم زجنا في النزاع السوري الذي نحاول وضع حد له، من خلال الجهود الدبلوماسية».

وأدلى الوزير بهذه التصريحات قبل أن يتهم المتحدث باسم البيت الأبيض النظام السوري بالتحضير لهجوم كيماوي جديد، ما قد يفضي إلى رد عسكري من واشنطن.

من جهته، علّق وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، لـ«بي بي سي»، انه و«كما يحصل دائماً في الحرب، العمل العسكري لابد أن يكون مبرراً وشرعياً ومتناسباً، ولابد أن يكون ضرورياً، وقد كان كذلك في الحالة الأخيرة»، في إشارة إلى هجوم خان شيخون.

وشدد فالون على انه «في حال لجأت الولايات المتحدة مجدداً إلى عمل مشابه فسندعمه، وأنا أقول ذلك بكل وضوح».

ويأتي التحذير الأميركي وسط ارتفاع حدة التوتر بين النظام السوري وقوات سورية الديمقرطية المدعومة من واشنطن، ما قد ينذر بمواجهة عسكرية مع دمشق.

على صلة، قالت الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على «تليغرام»، إن الأسد زار قاعدة حميميم الجوية الروسية في غرب سورية، أمس، في أول زيارة يقوم بها للقاعدة التي تنطلق منها الطائرات الروسية، التي تدعم قوات حكومة دمشق.

وأظهرت صور نشرت على حسابات موالية للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسد يجلس في قمرة قيادة طائرة حربية روسية في القاعدة التي تقع قرب اللاذقية.

في الأثناء، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، «استهدفت طائرات التحالف الدولي، فجر الاثنين، سجناً يتبع للجهاز الأمني في تنظيم داعش في مدينة الميادين»، بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل «42 سجيناً مدنياً، فضلاً عن 15 عنصراً من تنظيم داعش، ما بين سجناء وحرس».

وكان السجن يضم نحو 100 معتقل، وهو مقسم إلى جزأين، أحدهما مخصص للمدنيين، وآخر للمعتقلين المتطرفين.

فيما قال التحالف بقيادة الولايات المتحدة أمس، إنه نفّذ ضربات جوية على أهداف لتنظيم داعش في بلدة الميادين السورية هذا الأسبوع، وإنه سيحقق في مزاعم مقتل عشرات بغارة جوية هناك، أول من أمس.

وذكر مدير الشؤون العامة في التحالف، العقيد جو سكروكا، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز» «نفذ التحالف ضربات على منشآت قيادة وتحكم معروفة لـ(داعش) وغيره من البنية التحتية للتنظيم في (الميادين) بسورية، يومي 25 و26 يونيو الجاري». وتابع «إزالة هذه المنشآت يعطل قدرة (داعش) على تسهيل التحريض على هجمات إرهابية ضد التحالف والقوات الشريكة لنا، وفي بلادنا. جرى التخطيط لهذه المهمة وتنفيذها بدقة شديدة، للحد من مخاطر وقوع أضرار جانبية، أو احتمال إلحاق أذى بغير المقاتلين».

تويتر