دي ميستورا يتوقع استئناف المفاوضات حول سورية في يوليو المقبل

«قسد» تتقدم غرب الرقة.. وتحاول عزل «داعش» من الشرق

ارتفاع أعمدة الدخان من أحد أحياء درعا عقب قصف لطيران النظام. أ.ف.ب

توقع مبعوث الأمم المتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا، أمس، عقد جولة جديدة من محادثات السلام حول سورية بجنيف في يوليو المقبل، وقال إنه يأمل حصول تقدم أميركي - روسي بشأن الملف السوري، خلال اجتماع مجموعة الـ20 مطلع الشهر نفسه، في وقت تقدمت قوات سورية الديمقراطية (قسد) في غرب مدينة الرقة، في مبانٍ واقعة في غرب حي البريد من جهة حي الرومانية، وسيطرت عليها، في محاولة لعزل تنظيم «داعش» داخل المدينة من الشرق.

وفي التفاصيل، أضاف دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده في لوسبي قرب أوسلو، أن هذه المحادثات «ستجرى في يوليو بعد رمضان (الذي ينتهي في 25 يونيو الجاري)، لكن أيضاً بعد أن نكون تأكدنا أن خفض التوتر يعمل فعلياً».

وقد اتفقت روسيا وإيران، حليفتا نظام بشار الأسد، وتركيا التي تدعم التمرد، في الرابع من مايو الماضي، على إنشاء أربع «مناطق خفض توتر» في سورية، بعد محادثات أستانة. وتأتي هذه المحادثات بالتوازي مع المحادثات بين الأطراف السوريين في جنيف، تحت إشراف الأمم المتحدة.

وكان مقرراً إجراء محادثات جديدة في أستانة هذا الأسبوع، لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى.

وقال دي ميستورا إن «أستانة مهمة للأمم المتحدة، نأمل أن يتمدد ما حصل في أستانة، من أجل (التوصل) إلى هدنة كاملة».

والمحادثات التي أرجئت، يمكن أن تجري كما قال في «بداية يوليو»، قبل لقاء مجموعة العشرين في هامبورغ، في 7 و8 يوليو.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إن مجموعة الـ20 هذه يمكن أن تتيح إحراز تقدم عبر عقد أول لقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن «سورية هي بالتأكيد على جدول أعمالهما، وهذه فرصة ملائمة لمناقشة الوضع فيها».

ميدانياً، واصلت طائرات التحالف الدولي تحليقها في سماء مدينة الرقة، التي تعد معقل «داعش» في سورية، مع تنفيذ ضربات استهدفت مناطق سيطرة التنظيم في المدينة، وسط قصف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» على مناطق في المدينة، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية و«داعش»، في أطراف حيي البريد وحي حطين بالقسم الغربي لمدينة الرقة، وسط استهداف متبادل بين طرفي القتال.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات عملية «غضب الفرات»، تعمل من خلال هجومها هذا على عزل «داعش» داخل مركز مدينة الرقة، عن الفرقة 17 وشمال المدينة، حيث أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري تقدم قوات سورية الديمقراطية في مبانٍ واقعة في غرب حي البريد، من جهة حي الرومانية وسيطرتها عليها.

من ناحية أخرى، تسعى قوات النظام منذ سيطرتها على بلدة مسكنة في 4 يونيو الجاري، وإنهاء وجود «داعش» في الريف الشرقي لحلب، إلى تنفيذ عملية واسعة، تهدف من خلالها استعادة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية، من التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ دخول قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها في الـ6 من هذا الشهر وحتى أمس، سيطرة قوات النظام على نحو 1200 كلم مربع من مساحة مدينة الرقة، منتزعة هذه المساحة من «داعش»، الذي ينفذ عمليات انسحاب متتالية، نتيجة القصف المكثف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والقصف من قبل الطائرات الحربية التابعة للنظام والطائرات الروسية.

وهذه القوات التي توغلت داخل محافظة الرقة، وامتدت سيطرتها من الحدود الإدارية بين محافظتي حلب والرقة، إلى جنوب طريق أثريا – السلمية، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول قوات النظام والمسلحين الموالين لها إلى مسافة تبعد نحو 7 كلم عن مثلث الحدود الإدارية - حمص - حماة - الرقة، فيما تبقت مسافة نحو 90 كلم تفصل قوات النظام والمسلحين الموالين لها عن تنفيذ أكبر عملية تطويق للتنظيم.

يأتي ذلك في وقت قال مصدران بالمخابرات في المنطقة، أمس، إن القوات الأميركية نقلت منظومة راجمات صواريخ جديدة بعيدة المدى توضع على شاحنات من الأردن إلى قاعدة أميركية في التنف بجنوب سورية قرب الحدود العراقية والأردنية، لتعزز بشدة وجودها في المنطقة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع قول معارضين سوريين متواجدين في منطقة التنف إن القوات الأميركية زادت أفرادها في المنطقة، مما يزيد من مخاطر المواجهة البرية المباشرة بين الأميركيين وقوات موالية للحكومة السورية تدعمها إيران.

تويتر