سيطرت على 70% من حي الصناعة ومصنع للسكر في المحور الشمالي

«قسد» على مشارف أسوار الرقة القديمة

عناصر من «قوات سورية الديمقراطية» بعد تقدمهم في الرقة. أ.ف.ب

تقدمت قوات سورية الديمقراطية «قسد» إلى أسوار مدينة الرقة القديمة، ونجحت في السيطرة على 70% من حي الصناعة، ما ينذر باشتداد المعارك في وسط المدينة المكتظ بالسكان.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، توغلت قوات «قسد» أكثر في معقل «داعش»، فبدعم من التحالف تقدمت في الشطر الشرقي للرقة، حيث يقع حي الصناعة. وأكد مسؤول «قسد» الإعلامي أن اشتباكات عنيفة تدور في هذا الحي، حيث لم يتم تأمين المنطقة بالكامل بعد.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن «حي الصناعة لايزال غير آمن بالكامل بسبب الهجمات المتكررة من قبل عناصر التنظيم».

وتشكّل السيطرة على حي الصناعة، بحسب المرصد، بداية المعركة الحقيقية في الرقة، إذ إن قوات سورية الديمقراطية ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقاً من المدينة القديمة. وأكد عبدالرحمن «سيشهد وسط المدينة على معركة الرقة الرئيسة»، مشيراً إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها «داعش» في هذا الجزء من المدينة، حيث يتحصن عدد كبير من أعضائه.

وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقّد العمليات العسكرية، لاسيما أن تنظيم «داعش» يعمد إلى استخدام المدنيين كـ«دروع بشرية»، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.

ونقل المرصد السوري أيضاً عن الأهالي في المدينة القديمة أن المنطقة تتعرض لقصف مكثف.

وفي غرب المدينة، تسعى «قسد» لدخول حي حطين المجاور لحي الرومانية الذي سيطرت عليه سابقاً.

أما على المحور الشمالي، فأحرزت قوات سورية الديمقراطية تقدماً بسيطرتها على مصنع للسكر، كما سيطرت - عقب هجمات متكررة - على أجزاء من قاعدة «الفرقة 17» العسكرية، وفق المرصد السوري.

وتخوض قوات سورية الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) منذ أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك داخل الرقة، تزامناً مع إعلانها «المعركة الكبرى لتحرير» المدينة. وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» لاستعادة الرقة، جيهان الشيخ أحمد، لوكالة «فرانس برس»: «تدور اشتباكات عنيفة مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير إلى الألغام والقناصة، ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة».

ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الجاري، تمكنت قوات سورية الديمقراطية من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية، وحي الرومانية في الجهة الغربية.

ويعاني أهل الرقة حالياً من أوضاع معيشية صعبة، وفق «الرقة تذبح بصمت»، نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه وإغلاق المحال التجارية، خصوصاً الأفران.

ومع تقدم قوات سورية الديمقراطية أكثر في حملة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل ارتفاع في حصيلة الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف الدولي.

ووثق المرصد السوري مقتل أكثر من 60 مدنياً في مدينة الرقة نتيجة المعارك والغارات الجوية منذ بدء الهجوم على المدينة، الأسبوع الماضي.

ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية إلى «جعل حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان من الأولويات أثناء استرداد الرقة من تنظيم داعش».

وطلبت المنظمة الدولية «اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين، وتوفير المرور الآمن للمدنيين الفارين، وتقديم الدعم الكافي للنازحين».

وفي دمشق، صرح القائم بالأعمال في السفارة العراقية، رياض حسون الطائي، بأن التنسيق مستمر بين الجيش العراقي وجيش الحكومة السورية «لتغطية جميع المناطق الحدودية بين البلدين».

ونقل عن الطائي قوله «من الطبيعي جداً أن يكون هناك تنسيق بين الجيش العراقي والجيش السوري من أجل تحرير كل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، وبما أن الحدود مشتركة بين البلدين فمن الضروري جداً أن يكون هناك تنسيق بالعمليات العسكرية للسيطرة على هذه الحدود»، واعتبر الطائي أن «منطقة التنف من أهم المناطق بين العراق وسورية، وحالياً تمت السيطرة على المناطق التي تقع شمال منطقة التنف، وإن لجيش العراقي سيمسك الحدود من الجانب العراقي، ونحن مستمرون بالتنسيق والتعاون مع الجيش السوري لتغطية جميع المناطق الحدودية بين البلدين».

تويتر