«وحدات حماية الشعب» تطالب التحالف بحمايتها

غارات تركية على مواقع للأكراد في سورية والعراق

ضابط أميركي يتفقد مقر «وحدات حماية الشعب» الذي تعرض لقصف تركي بالقرب من المالكية. أ.ف.ب

نفذت تركيا، أمس، عشرات الغارات على مواقع للقوات الكردية في سورية والعراق، موقعة 26 قتيلاً على الأقل، في تصعيد دفع الأكراد إلى مطالبة التحالف الدولي الداعم لهم بالتدخل لوقف اعتداءات أنقرة.

وقالت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان، أمس، إن طائرات حربية تركية شنت هجوماً واسع النطاق على مقر القيادة العامة للوحدات «حيث يوجد مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية» في محافظة الحسكة.

ويقع المقر بالقرب من مدينة المالكية الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية والعراق وتركيا.

وفي صور نشرتها الوحدات على حسابها على موقع «تويتر»، يظهر عمود بث وإرسال، انهار القسم العلوي منه جراء الضربة التركية.

وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» في الموقع المستهدف أبنية مدمرة بالكامل، وعمال إنقاذ يعملون على البحث عن الضحايا تحت الأنقاض.

وأوقع القصف، وفق ما قال المتحدث الرسمي باسم الوحدات، ريدور خليل «20 شهيداً و18 جريحاً من مقاتلي الوحدات، ثلاثة منهم في حالة حرجة، إضافة إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح».

وشدد على أن التحالف «يتحمل مسؤولية كبيرة، وعليه أن يقوم بواجبه في حماية المنطقة، كوننا شركاء في محاربة داعش»، معتبراً أنه «لا يمكن لتركيا أن تقصفنا وألا يصدر موقف من التحالف».

واعتبر قيادي كردي، رافضاً الكشف عن اسمه لـ«فرانس برس»، أن «من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة (معقل داعش في سورية) ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا».

وقال «نحن بحاجة إلى ضمانات أكثر من قوات التحالف، وإلى موقف واضح ومعلن، في أنه بإمكاننا إكمال عملية الرقة من دون أن نكون مستهدفين في خطوطنا الخلفية».

وهذه الغارات هي الأولى لتركيا في سورية منذ إعلانها في مارس الماضي انتهاء عملية «درع الفرات» العسكرية غير المسبوقة، التي شنتها دعماً لفصائل معارضة في شمال سورية.

وأعلن الجيش التركي في بيان، أن غاراته هدفت إلى «تدمير أوكار الإرهاب التي تستهدف بلادنا»، مؤكداً عزمه على مواصلة العملية «حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

كما أعلنت تركيا استهداف «مجموعة إرهابية» متحالفة مع حزب العمال الكردستاني في شمال غرب العراق، حيث قتل ستة عناصر من قوات البشمركة الأكراد كانوا موجودين في المكان المستهدف.

وقال الأمين العام لوزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، جبار ياور، إن الغارات التركية على مواقع في جبال سنجار في شمال غرب العراق، تسببت في مقتل ستة عناصر من قوات الأمن الكردية.

وأضاف أن القصف كان يستهدف مقاتلين إيزيديين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني، وبالتالي أصاب «عن طريق الخطأ» قوات تابعة لحكومة إقليم كردستان. وقالت وزارة البشمركة إن «استشهاد البشمركة محل أسف كبير لنا، وقصف البشمركة من قبل المقاتلات التركية غير مقبول».

وتتلقى «وحدات حماية الشعب» الكردية دعماً عسكرياً من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، بعدما أثبتت مع فصائل عربية منضوية في «قوات سورية الديمقراطية» فعالية في قتال تنظيم «داعش»، وتمكنت من طرده من مناطق عدة. وبعد ساعات من القصف التركي، تفقد مسؤول أميركي من التحالف الدولي الموقع المستهدف، برفقة قياديين أكراد.

ويأتي التصعيد التركي في شمال شرق سورية غداة تمكن «قوات سورية الديمقراطية» من دخول مدينة الطبقة في محافظة الرقة (شمال)، بعد أسابيع من حصارها.

تويتر