«التعاون الخليجي»: الجريمة الإرهابية المروعة تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية

68 طفلاً بين قتلى تفجير حافلات مهجّري الفوعة وكفريا

طفل من ضحايا التفجير الإرهابي يتلقى العلاج بمستشفى حلب. أ.ف.ب

قتل 68 طفلاً من بين 126 قتيلاً في التفجير الانتحاري، الذي استهدف أول من أمس، حافلات غرب حلب كانت تقل الآلاف من سكان بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في محافظة إدلب بعد إجلائهم، وذلك في إحصائية جديدة لضحايا التفجير الانتحاري الذي وصفه مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالجريمة الإرهابية المروعة، التي تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.

وتفصيلاً قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس، لفرانس برس «ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري في منطقة الراشدين غرب حلب إلى 126 قتيلاً، بينهم 109 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا» الذين تم إجلاؤهم الجمعة. وأشار عبدالرحمن إلى أن بين القتلى 68 طفلاً، مؤكداً أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة سقوط مئات الجرحى في التفجير الذي استهدف 75 حافلة كانت تقلهم ومتوقفة في منطقة الراشدين. وبين القتلى أيضاً، وفق المرصد، موظفو إغاثة ومقاتلون معارضون كانوا يواكبون القافلة.

ووقع التفجير غداة عملية إجلاء شملت 7000 شخص من أربع بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب ومضايا والزبداني قرب دمشق، ضمن اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، إن انتحارياً يقود سيارة ملغومة نفذه.

ودانت المعارضة السورية التفجير ووصفته بأنه «تفجير إرهابي غادر». وأضاف بيان الجيش السوري الحر «إدانتنا لهذه الجريمة النكراء لا تقل عن إدانتنا لجرائم النظام في استهداف المدنيين الأبرياء.. نحن نرفض أي استهداف للمدنيين الآمنين بغض النظر عن انتماءاتهم وأديانهم وطوائفهم».

وفي الرياض، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة التفجير الانتحاري الذي استهدف المهجرين من قريتي الفوعة وكفريا السوريتين، ووصفه بأنه جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.

وأعرب الأمين العام للمجلس عن تعاطف دول مجلس التعاون مع الشعب السوري الشقيق تجاه هذه الجريمة النكراء، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانتها ونصرة الشعب السوري في محنته ووقف الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحقه.

من جانبها، أكدت الخارجية الفرنسية في بيان أمس، أن باريس «تدين بشدة» التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلات لإجلاء السكان غرب حلب، معتبرة مهاجمة المدنيين «غير مقبولة».

وقال البيان إن «فرنسا تدين بشدة الاعتداء الذي قتل عشرات المدنيين وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة الراشدين بسورية».

وأضاف المتحدث باسم الوزارة أن «الهجمات على المدنيين غير مقبولة أياً كان منفذوها، ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المشينة قضائياً»، داعياً إلى «حماية الأفراد الذين يجري إجلاؤهم والاحترام الصارم للقانون الإنساني الدولي».

في الأثناء، قالت مصادر ميدانية في المعارضة السورية المسلحة، إن غارات روسية مكثفة استُخدمت في عدد منها القنابل الفوسفورية والفراغية المحرمة دولياً استهدفت مناطق عدة في ريفيْ إدلب الجنوبي وحماة الشمالي المتصلين ببعضهما، كما استهدفت الغارات مناطق في ريف حلب الغربي.

وأضافت المصادر أن القصف استهدف محيط مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان في ريف إدلب، إضافة إلى مطار أبوالظهور العسكري ومدن حلفايا وطيبة الإمام وبلدة سجنة.

وفي السياق ذاته، نفذت مروحيات تابعة لقوات النظام غارات مكثفة بالبراميل المتفجرة على مدينة صوران، التي تخلو هي وعدد من مدن وبلدات ريف حماة الشمالي من سكانها، جراء تجدد المعارك بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، وجراء القصف العنيف للمنطقة. وفي ريف حلب الغربي، قالت مصادر ميدانية في المعارضة السورية، إن غارة روسية بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً استهدفت بلدة ياقد العدس.

وقالت مصادر إن ثلاثة مدنيين قتلوا في قصف مدفعي من جانب قوات النظام استهدف مدينة حرستا بالغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق. وأضافت المصادر أن قصفاً جوياً ومدفعياً شهدته مناطق عدة بالغوطة الشرقية بينها مدينة دوما وبلدتا مسرابا ومديرا، كما طال القصف حييْ تشرين والقابون بالعاصمة دمشق.

تويتر