تأخر صفقة التبادل لساعات بسبب إخلال النظام السوري وحلفائه ببنود الاتفاق

61 قتيلاً بتفجير استهدف «مهجّري المدن الأربع» قرب حلب

موقع الانفجار قرب حلب.. وتبدو ألسنة لهب وأعمدة كثيفة من الدخان وجثث بجانب الحافلات. رزويتر

استهدف انفجار ضخم في منطقة الراشدين غرب حلب، أمس، تجمعاً لحافلات المهجرين من كفريا والفوعة ومضايا وزبداني، أسفر عن سقوط 61 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينهم نساء وأطفال، وتزامن الانفجار مع تأخر عملية التبادل في إطار اتفاق المدن الأربع، بسبب إخلال النظام وحلفائه ببنود الاتفاق، بعد وصول آلاف المحاصرين من مضايا وبلقين وكفريا والفوعة إلى منطقتي الراموسة والراشدين بحلب، لإتمام عملية التبادل.

التفجير نفذه انتحاري، كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية.

وتفصيلاً، قتل نحو 61 شخصاً من أهالي الفوعة وكفريا، بينهم 39 طفلاً وأكثر من 125 جريحاً في التفجير الذي نفذه انتحاري كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية»، في منطقة الراشدين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة غرب حلب. واستهدف التفجير حافلات تقل 5000 شخص، تم إجلاؤهم الجمعة من البلدتين الشيعيتين، المواليتين للنظام في محافظة إدلب. واتهم مصدر رفيع المستوى في المعارضة النظام السوري بأنه دبر عملية التفجير الدموي في منطقة الراشدين غرب حلب.

وقالت وحدة الإعلام الحربي، التابعة لـ«جماعة حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع دمشق، إن مهاجماً انتحارياً فجر سيارة ملغومة، قرب قافلة حافلات تنتظر لدخول مدينة حلب.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام حكومية ما بدا أنه موقع الانفجار، وظهرت فيه جثث مسجاة على الأرض، وألسنة لهب تبعث بأعمدة كثيفة من الدخان الأسود، فيما تحطمت نوافذ حافلات.

ووقع الانفجار بمنطقة الراشدين على مشارف حلب، حيث كانت عشرات الحافلات متوقفة، استعدادا لنقل سكان معظمهم من الشيعة من قريتين، في إطار اتفاق إجلاء.

وقال ناشطون إن الانفجار أدى إلى تدمير خمس حافلات، وإن جميع القتلى من النساء والأطفال، وإن إصابات وقعت أيضاً في صفوف المهجرين من مهجري مضايا والزابدني في دمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إنه بعد طول انتظار «انطلقت خمس حافلات من كل من القافلتين» اللتين تقلان آلاف الأشخاص ممن تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب وبلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق.

وقد تأخرت عملية التبادل في إطار اتفاق المدن الأربع، بسبب إخلال النظام وحلفائه ببنود الاتفاق، بعد وصول آلاف المحاصرين من مضايا وبلقين وكفريا والفوعة إلى منطقتي الراموسة والراشدين بحلب، لإتمام عملية التبادل.

وأفاد مصدر بأن المفاوض الإيراني وميليشياته أخلّوا بالاتفاق، وأخرجوا نصف المسلحين فقط من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، ويجري حالياً العمل لإعادة الاتفاق إلى نصابه، وإخراج من تبقى من المسلحين قبل تبادل الحافلات.

ووصل الخارجون من بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق، وفقاً لاتفاق المدن الأربع إلى منطقة الراموسة بحلب، لبدء عملية التبادل مع الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، الذين وصلوا إلى حي الراشدين بحلب.

وقالت مصادر إن الأهالي المهجرين من بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق ينتظرون في كراج الراموسة في حلب، بعد أكثر من 30 ساعة من مغادرة مناطقهم، وتحدثت المصادر عن عراقيل تمنع إتمام عملية التبادل مع الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة المنتظرين في منطقة الراشدين بحلب. كما أشارت المصادر إلى أوضاع إنسانية سيئة، جراء الشح في الغذاء والماء وغياب المرافق العامة، وتنامى القلق جراء التأخر في نقلهم إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف إدلب.

وقال مصدر إن تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إخلاء البلدات الأربع شهد بعض التأخير لأسباب لوجستية، أو بسبب مطالبات بالإفراج عن المزيد من المعتقلين بموجب الاتفاق نفسه. ورافق خروج آلاف الأشخاص من الفوعة وكفريا حالة من الاحتقان، إذ تظاهر أهالي قرى مجاورة للبلدتين يطالبون المعارضة بالضغط للإفراج عن نحو 300 امرأة من معتقلات النظام السوري.

وكانت الحافلات قد غادرت، أول من أمس، البلدتين اللتين تسيطر عليهما المعارضة، وهما مضايا والزبداني القريبتين من الحدود مع لبنان. وغادرت قافلة أخرى قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين المواليتين للنظام ، في إطار الخطوة الأولى من صفقة نسقتها إيران وقطر.

غير أن المرصد السوري، قال إن القافلتين اللتين تقطعت بهما السبل، تفصل بينهما كيلومترات قليلة عند محطات حافلات في حلب، فيما اتهمت «هيئة تحرير الشام» النظام السوري بعدم السماح لأفراد المعارضة بالخروج من الزبداني. وأضاف المرصد أن «تحرير الشام» أوقفت صفقة التبادل، وطالبت بعودة 100 من المقاتلين الموالين للنظام، كانوا في القوافل التي غادرت الفوعة وكفريا.

من جهة أخرى، أفاد قائد عسكري من قوات «سورية الديمقراطية» بسقوط سبعة قتلى وأكثر من 15 جريحاً، وفقدان ثلاثة من مقاتليهم، خلال معارك مع عناصر تنظيم «داعش» بريف الرقة الغربي. وفي موسكو، اتفق وزيرا خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وروسيا سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك، على إجراء تحقيق دقيق وموضوعي بشأن الهجوم الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب، وأكدا سعيهما لتجاوز الخلافات بشأن الأزمة السورية.

تويتر