ترحيب عربي ودولي واسع.. وموسكو تتحدث عن ضرر هائل في العلاقات مع واشنطن

ترامب يعاقب الأسد على هجوم خان شيخون بتدمير قاعدة الشعيرات الجوية

صورة

نفذ الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب، فجر أمس، ضربة صاروخية دمرت قاعدة الشعيرات الجوية السورية، رداً على «هجوم كيماوي» اتهمت واشنطن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذه على بلدة خان شيخون في إدلب شمال غرب البلاد، في أول ضربة عسكرية أميركية ضد النظام السوري، وفيما لاقى الهجوم ترحيباً عربياً دولياً واسعاً، دانت روسيا الضربة، مؤكدة أنها ألحقت ضرراً هائلاً بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخاً موجهاً من طراز «توماهوك» استهدفت مطار الشعيرات العسكري «المرتبط ببرنامج» الأسلحة الكيماوية السوري و«المتصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت الثلاثاء الماضي في خان شيخون في محافظة إدلب.

وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصاً على الأقل بينهم 30 طفلاً.

ووجه ترامب خطاباً إلى الأمة نقلته شاشات التلفزة مباشرة من منزله في فلوريدا قال فيه «الثلاثاء، شن الدكتاتور السوري بشار الأسد هجوماً مروعاً بأسلحة كيماوية على مدنيين أبرياء».

وأضاف: «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة».

وأعلن أنه أمر «بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سورية على المطار الذي شن منه الهجوم الكيماوي»، مؤكداً أنه «من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية القاتلة».

ودعا ترامب «كل الدول المتحضرة إلى الانضمام إلينا في السعي الى إنهاء المجزرة وسفك الدماء في سورية والقضاء على الإرهاب بكل انواعه وأشكاله». من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إن الضربة الصاروخية دليل على استعداد الرئيس الأميركي للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط»، معتبراً ان موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا مسبقاً بالضربة. وقال متحدث باسم الوزارة، إن «المخططين العسكريين الأميركيين اتخذوا احتياطات للحد من خطر وجود طواقم روسية أو سورية في القاعدة الجوية».

وأطلقت الصواريخ التي استهدفت قاعدة الشعيرات من البحر.

وفي دمشق، اعتبرت الرئاسة السورية في بيان الضربة الأميركية تصرفاً «أرعن غير مسؤول».

وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «في عدوان جائر وسافر قامت الولايات المتحدة الأميركية باستهداف مطار الشعيرات»، مؤكدة «أن ما قامت به أميركا ما هو إلا تصرف أرعن غير مسؤول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع».

في المقابل، رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بالضربة الأميركية.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف أحمد رمضان لـ«فرانس برس»، إن الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات.

وأضاف: «ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية، وأن تكون هذه الضربة بداية».

وأكد رمضان أن المطار يضم «مركزاً لتصنيع البراميل المتفجرة وموقعاً لتجهيز صواريخ محملة بمواد كيماوية»، مشيراً الى انه كان «يستخدم في قتل السوريين، وتسبب في مقتل الآلاف منهم».

وردت موسكو بعنف على الضربة الأميركية.

وأعلنت أمس، تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذراً من أنها تلحق «ضرراً هائلاً» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

وأعلن الجيش الروسي أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.

وقال المتحدث باسم الجيش إيغور كوناشنكوف «من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية».

ودانت إيران بدورها «بشدة» الضربة الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري. ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سورية منددة بـ«استخدام أي بلد» أسلحة كيماوية.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى «ضبط النفس لتجنب أي عمل من شأنه أن يعمق معاناة الشعب السوري»، مشيراً الى عدم «وجود وسيلة أخرى لإنهاء هذا النزاع سوى الحل السياسي».

وأعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن دعمهما للضربة الأميركية، وحمّلا الأسد «المسؤولية الكاملة» عنها لاتهامه بأنه استخدم اسلحة كيماوية وأن هذا الأمر لا يمكن أن يمر دون عقاب.

كما أكدت الحكومة البريطانية «دعمها الكلي لتحرك الولايات المتحدة الذي يشكل رداً مناسباً على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيماوي الذي ارتكبه النظام السوري». ورأت أن الضربة الأميركية كانت «تهدف إلى منع أي هجمات جديدة» من نظام دمشق.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن النظام السوري يتحمل «المسؤولية الكاملة» للضربات الأميركية.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أن بلاده «تدعم بالكامل» الضربة الأميركية «للحد من قدرة نظام الأسد على القيام بهجمات بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء».

ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربة الأميركية، وقال «أرحب بهذه الخطوة الإيجابية لكن هل هي كافية؟ لا أعتقد أنها كذلك». كما دعا المتحدث باسمه، إبراهيم كالين، الى ضرورة «فرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سورية من دون تأخير».

عربياً، أكدت السعودية «التأييد الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سورية»، محملة «النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية». ووصفت قرار ترامب بـ«الشجاع».

كما أكدت البحرين وقطر والكويت بدورها تأييدها «العمليات العسكرية» الأميركية.

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تدعم بشكل كامل قرار الرئيس الأميركي «وتأمل أن تكون هذه الرسالة القوية في مواجهة تصرفات بشار الأسد المشينة مسموعة ليس فقط في سورية، بل أيضاً في طهران وبيونغ يانغ وغيرهما».

وفي طوكيو، أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي دعمه «تصميم» الولايات المتحدة في التصدي لاستخدام أسلحة كيماوية. واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، أن الضربة الأميركية «تشكل رداً منطقياً على جريمة حرب» ويجب أن تساعد «على تسريع عملية البحث عن حل دائم». كما اعتبرت إسبانيا الضربات «رداً مدروساً ومتناسباً» لاستخدام الأسلحة الكيماوية، ودعت إلى «انتقال سياسي في أقرب وقت ممكن» في سورية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر