تباين دولي من مجزرة خان شيخون.. والنظام وموسكو يرفضان الاتهامات

دعوة «أممية» إلى هدنة 72 ساعة في سورية

سوري يحمل طفلة ضحية مجزرة الهجوم الكيماوي على خان شيخون. أ.ب

دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى تعليق المعارك 72 ساعة في محيط الغوطة الشرقية قرب دمشق، لنقل المساعدات إلى المنطقة الخاضعة للفصائل المعارضة التي تحاصرها قوات النظام السوري، في وقت تصاعدت حدة المواقف الدولية إزاء الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، فبعدما أبدت الولايات المتحدة مواقف متشددة وأكدت طرح كل الخيارات، تحدثت فرنسا، أمس، عن أولوية الحل السياسي، ودعت بريطانيا لقرار أممي يسبق أي «إجراء منفرد»، بينما واصلت موسكو رفض الاتهام الغربي لنظام دمشق ودعت لتحقيق «معمق» في المجزرة.

وتفصيلاً، دعا مستشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، يان أيغلاند، في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالشأن الإنساني في سورية، ضامني «أستانا» والدول ذات التأثير، لإقرار هدنة مدتها 72 ساعة في سورية، لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.

وأكد أيغلاند، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في جنيف عقب الاجتماع، أن هناك حاجة عاجلة إلى ترتيبات خاصة في الأيام القادمة للغوطة الشرقية التي يعيش بها أكثر من 400 ألف شخص، وبلغ تدهور الوضع الإنساني بها مرحلة حرجة مع نقص الإمدادات الطبية واستمرار نفاد المواد الغذائية.

وقال «إن هناك حاجة إلى هذا الاتفاق للغوطة الشرقية حتى لا يرى العالم مرة أخرى ما سبق أن شاهده من مأساة في حلب».

على صلة بمجزرة الهجوم الذي يشتبه في أنه كيماوي على خان شيخون الخاضعة للمعارضة في محافظة إدلب، وبعد اضطرار مجلس الأمن إلى تأجيل التصويت على مشروع قرار غربي حول المجزرة، عقب تهديد روسيا باستخدام الفيتو لإسقاطه، وتوعد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برد على المجزرة باعتبارها «إهانة للإنسانية»، وقول نائبه، مايك بينس، إن «كل الخيارات متاحة»، وتلميح السفيرة الأميركية، نيكي هايلي، خلال جلسة مجلس الأمن إلى إمكان التحرك في سورية خارج الإطار الأممي، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، إنه يسعى للحصول على قرار أممي يدين الهجوم الكيماوي، عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية.

وبدا أن أيرولت ينأى ببلاده عن تأييد عمل عسكري أوحت به واشنطن في سورية، مؤكداً في مقابلة مع محطة تلفزيون «سي.إن نيوز» أن الأولوية لفرنسا هي التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وأضاف «يجب ألا نتحرك من تلقاء أنفسنا بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب».

من جهة أخرى، قال وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، أمس، إنه يجب استصدار قرار في الأمم المتحدة قبل أي «تحرك منفرد» في سورية.

وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام السوري «المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة».

على الطرف المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها، أمس، إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب مسألة سابقة لأوانها.

ورفضت الوزارة كذلك تأكيدات أميركية بأن الهجوم، الذي قتل فيه نحو 100 شخص، يعني فشل اتفاق على تخلص سورية من مخزونها من الأسلحة الكيماوية.

كما عبّر الكرملين عن أمله في أن يتحرك الجيش السوري لضمان عدم وقوع الأسلحة الكيماوية في «أيدي الإرهابيين»، معتبراً أن ما حدث في خان شيخون «يحمل طابعاً تهديدياً، وهو جريمة وحشية» .

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، إن من غير المقبول توجيه اتهامات «لا أساس لها» بشأن الهجوم الكيماوي المشتبه فيه بمحافظة إدلب.

من جهته، كرر النظام السوري روايته السابقة للمجزرة، وقال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، إن الطيران استهدف مخازن كيماوية لـ«النصرة» في خان شيخون بإدلب. ونفى المعلم تورط النظام بالمجزرة، وقال: «لم ولن نستخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب والأطفال، ولا حتى ضد (من سماهم) الإرهابيين». وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق: «نحن في تنسيق مستمر مع الجانب الروسي بشأن تحقيق خان شيخون».

وفي معرض رده على سؤال عن موقف واشنطن، قال المعلم إنه لا يمكن التنبؤ بالنيات الأميركية حيال سورية، مشيراً إلى أن مصير مفاوضات جنيف مرتبط بما يقرره مجلس الأمن.

تويتر