المعارضة تتحدث عن توقف العملية السياسية في جنيف

معارك غرب الرقة إثر هجمات مضادة لـ «داعش»

صورة

دارت، أمس، معارك بالقرب من مدينة الطبقة ومطارها العسكري في ريف الرقة الغربي، شمال سورية، إثر هجمات مضادة لتنظيم «داعش» على مواقع تقدم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد). في حين أكد كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، محمد صبرا، أن العملية السياسية لتسوية النزاع السوري في جنيف لاتزال متوقفة، متهماً النظام بـ«عدم الانخراط الجدي» في المفاوضات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» شنّ هجمات مضادة ضد «قوات سورية الديمقراطية» لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري، ومدينة الطبقة المجاورة التي لاتزال تحت سيطرته.

«داعش» أرسل تعزيزات تضم 900 مقاتل من مدينة الرقة إلى جبهات القتال حولها.

وأضاف أن «قوات سورية الديمقراطية» تسعى بدورها، ضمن عملية «غضب الفرات»، إلى «تثبيت نقاط وجودها حول المطار العسكري لتحصينه» بعد يومين من طرد التنظيم منه.

وأفاد المرصد عن إرسال التنظيم المتطرف تعزيزات عبارة عن «نحو 900 مقاتل» من مدينة الرقة إلى جبهات القتال حولها.

وبحسب عبدالرحمن، تدور حالياً معارك على جميع الجبهات المحيطة بالمدينة، معظمها نتيجة هجمات مضادة للتنظيم. وتترافق المعارك مع غارات «لا تتوقف» للتحالف الدولي.

وتعد مدينة الطبقة، على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، أحد معاقل التنظيم ومقراً لأبرز قادته، وهي تبعد نحو 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية.

وبالإضافة إلى مدينة الطبقة، تسعى «قسد» حالياً إلى طرد التنظيم من سد الفرات، أكبر سد في سورية، الذي يعرف أيضاً بـ«سد الطبقة».

وأفاد مراسل «فرانس برس» عند مدخل السد الشمالي، أمس، عن هدوء في محيطه، باستثناء بعض قذائف الهاون التي يطلقها التنظيم المتطرف بين الحين والآخر.

ولا تفارق طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أجواء السد، فيما يتجول عناصر «قسد» عند مدخله الشمالي.

وتوقف سد الفرات عن العمل، الأحد الماضي، نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله من الخدمة بسبب المعارك القريبة منه، ما هدد بارتفاع منسوب المياه فيه.

وبعد تأكيدها عدم تعرض السد لأي أضرار، أعلنت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، جيهان شيخ أحمد، أن التنظيم «حشد قواته وهاجم قواتنا في المنطقة، ما أجبر وحداتنا على الرد واستئناف عملية تحرير السد من جديد».

ودخل، أمس، عاملون فنيون من «سد تشرين» (على نهر الفرات في محافظة حلب)، برفقة الهلال الأحمر السوري، للاطلاع على مستوى المياه في السد ومحاولة تخفيف الضغط عنه.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتواصل في جنيف الجولة الخامسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين برعاية الأمم المتحدة، وعلى جدول أعمالها بحث أربعة عناوين رئيسة بشكل متوازٍ، هي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب.

أكد كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، محمد صبرا، أن العملية السياسية في جنيف لاتزال متوقفة.

وأعرب عن اعتقاده أنه لا يمكن إنضاج أي حل سياسي للنزاع السوري الذي دخل عامه السابع من دون انسحاب روسيا من القتال في سورية، وبغياب دور أميركي فاعل.

وقال «حتى اللحظة ليس لدينا شريك آخر في هذه المفاوضات، ولاتزال مباحثاتنا مع فريق الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «النظام لم ينخرط في العملية السياسية حتى تاريخه».

وأضاف أن «العملية السياسية لاتزال متوقفة لأسباب أساسية، وهي عدم رغبة النظام في أن ينخرط في هذه العملية بشكل جدي».

ووزع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، على المشاركين في المفاوضات ورقة بعنوان «لا ورقة» تتضمن العناوين الأربعة في جدول الأعمال مع بنود تفصيلية لكل منها، وطلب إعداد ردود عليها.

وبعيداً عن مقر الأمم المتحدة، التقى وفد النظام السوري نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف محسن نظيري، لبحث آخر تطورات المفاوضات.

تويتر