«قوات سورية الديمقراطية» تنتزع بلدة الكرامة من «داعش»

خروج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك قرب الرقة

صورة

خرج سد الفرات الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» قرب مدينة الرقة السورية، أمس، عن الخدمة نتيجة المعارك الدائرة قربه، ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه، وفيما بدأ آلاف من سكان الرقة بالخروج من المدينة خوفاً من انهيار السد، قالت «قوات سورية الديمقراطية» إنها سيطرت على بلدة الكرامة، وتستعد لشنّ هجوم على معقل التنظيم في الرقة.

وتفصيلاً، قال مصدر فني من داخل سد الفرات الذي يعرف أيضاً بسد الطبقة: «خرج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه». وأوضح أن «قصفاً طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية، ما أدى الى خروجها عن الخدمة فنياً»، من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان القصف عبارة عن غارات جوية أو ناتجاً عن الاشتباكات القريبة.

ويشكل خروج السد عن الخدمة، بحسب المصدر الفني، «خطورة في حال لم يتم تدارك الأعطال الفنية سريعاً».

خروج آلاف السكان من مدينة الرقة خوفاً من انهيار سد الفرات.

وأشار المصدر إلى أن «عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حالياً، وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الأعطال الفنية»، كما انه لا يمكن لفنيين آخرين الدخول إليه «فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة أيام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه».

في الأثناء، بدأ آلاف من سكان الرقة بالخروج من المدينة والتوجه إلى الريف الشمالي والريف الجنوبي، بعد تحذير تنظيم

(داعش) من انهيار سد الفرات، وتكثيف القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي على المدينة خلال الأسبوع الماضي.

وقال سكان محليون في المدينة إن «سيارات تابعة للتنظيم بدأت تجول المدينة وتدعو عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج من المدينة خوفاً من انهيار سد الفرات».

وحسب السكان، توجه آلاف من أهالي المدينة إلى منطقة الكسرات وجامعة الفرات جنوب النهر، عبر الزوارق لعبور النهر، كما توجهت أعداد مماثلة باتجاه منطقة المزارع شمال غرب مدينة الرقة، وأشاروا إلى أن مدينة الرقة أصبحت شبه خالية من السكان.

وأكدت مصادر طبية في مدينة الرقة أن «غارات طائرات التحالف الدولي على مدينة الرقة قتلت، خلال الأيام الخمسة الماضية، 64 وأصابت أكثر من 100 بجروح، وأن بعض الجثث لاتزال تحت الأنقاض».

من جهتها، قالت «قوات سورية الديمقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة، أمس، إنها سيطرت على بلدة الكرامة، وتستعد لشن هجوم على معقل التنظيم في الرقة، ومن المتوقع أن يبدأ في أوائل أبريل.

وقال دجوار خبات، وهو قائد ميداني لـ«قوات سورية الديمقراطية»، إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل، مؤكداً التوقيت الذي ذكرته «رويترز» في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد أن ضيّق المقاتلون المدعومون من واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.

وكان خبات يجيب عن أسئلة لـ«رويترز» في مؤتمر صحافي مع صحافيين محليين في الكرامة، وهي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومتراً. وتمكن مقاتلون آخرون من «قوات سورية الديمقراطية» من الوصول بالفعل لمنطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي.

ووصل جيش النظام السوري الذي يتقدم إلى الشرق من حلب إلى نهر الفرات على بعد نحو 55 كيلومتراً شمال غربي الطبقة، لكن خبات قال إنه لا يعتقد أن الجيش لديه قوات كافية لدخول معركة للسيطرة على المدينة.

وأضاف أن «قوات سورية الديمقراطية» لن تسمح لأي قوة عسكرية أخرى بدخول الرقة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت بالكامل تقريباً على الكرامة، لكن اشتباكات مازالت تدور بينها وبين مقاتلي «داعش».

وإلى الغرب من الرقة تسعى «قوات سورية الديمقراطية» للسيطرة على مدينة الطبقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، إضافة إلى سد وقاعدة جوية قريبين، بعد أن ساعدت طائرات هليكوبتر أميركية مقاتليها على إقامة رأس جسر عبر النهر الأسبوع الماضي.

تويتر