محادثات جنيف تنطلق غداً بمشاركة جميع الأطراف

المعارضة تتقدم شرق دمشق في هجوم جديد

الدخان يرتفع من مبانٍ استهدفت بغارة للنظام على حي جوبر في دمشق. أ.ف.ب

سيطرت فصائل المعارضة السورية، أمس، على نقاط عدة، إثر هجوم جديد شنته على مواقع قوات النظام على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق، ومع الاستعداد لجولة جديدة من المفاوضات في جنيف غداً، أكدت الأمم أن جميع الأطراف ستشارك فيها.

وشنت فصائل مقاتلة، إلى جانب «جبهة فتح الشام»، فجر أمس، هجوماً جديداً انطلاقاً من حي القابون في شمال شرق العاصمة، حيث تدور المعارك على بُعد نحو 10 كيلومترات من وسط دمشق.

وذكر مصدر في القوات النظامية السورية، أن مسلحي «جبهة النصرة» هاجموا بعربة مفخّخة يقودها انتحاري، إحدى النقاط العسكرية جنوب شرق شركة الكهرباء، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.

وقال إن «المسلحين قاموا بعد التفجير بمحاولة هجوم على شركة الكهرباء، حيث تصدى لهم العناصر المرابطون داخل الشركة وتمكنوا من منعهم من الوصول إلى الشركة».

واعترفت قوات النظام بحدوث خرق في صفوف قواتها المتقدمة شمال جوبر، حيث قالت في بيان نشرته وسائل الإعلام الحكومية، إن «وحدات من قواتنا المسلحة تصدت لمحاولات تسلل مجموعات من جبهة النصرة باتجاه منطقة المغازل شمال جوبر، وتمكنت من تطويق المجموعات المتسللة، وبدأت بتطهير منطقة الخرق».

وذكر المصدر أن الطيران الحربي نفذ أكثر من 10 غارات جوية على مواقع للمسلحين داخل الغوطة الشرقية، ركزت على أحياء جوبر وزملكا وعربين، وأسفرت عن إصابات مباشرة.

ويعد هذا الهجوم الثاني على أطراف دمشق الشرقية خلال ثلاثة أيام، حيث شنّت قوات المعارضة الأحد الماضي، هجوماً عنيفاً سيطرت من خلاله على العديد من النقاط، قبل أن تتمكن قوات النظام مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني، أول من أمس، من استعادة شركة الكهرباء ورحبة المرسيدس.

وقال مصدر إعلامي مقرب من «فيلق الشام»، فضل عدم ذكر اسمه، إن فصائل معارضة، من أبرزها «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام»، بدأت المرحلة الثانية من معركة (يا عباد الله اثبتوا)، واستعادت فيها السيطرة على جميع النقاط التي خسرتها أول من أمس، متمثلة في حاجز سيرونكس ومعمل كراش ومعامل النسيج (الشركة الخماسية) المطلة على كراجات العباسيين، والكتل الصناعية في المنطقة، وشعبة التجنيد، إضافة إلى وحدة المقاييس، ومعمل سادكوب وشركة الكهرباء.

وأشار إلى أن شارع فارس الخوري، الممتد من ساحة العباسيين إلى ساحة التحرير، أصبح مسيطراً عليه نارياً.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعارك العنيفة تجددت فجر أمس، في محاور المعامل وكراش والكهرباء ومحيط سيرونكس بحي جوبر وأطرافه، وترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات على محاور القتال، بالإضافة للقصف الصاروخي المتبادل والعنيف بين الطرفين. وانهمرت الصواريخ المنطلقة من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل على أحياء العباسيين والتجارة القريبة من حي جوبر، ومن وسط العاصمة.

وقال «فيلق الرحمن»، وهو فصيل يشارك في الهجوم، في بيان انها «المرحلة الثانية من المعركة»، مؤكداً السيطرة على مواقع جديدة.

وتجددت المعارك قبل جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، من المقرر أن تبدأ غداً في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن وفدي الحكومة السورية والمعارضة أكدا حضورهما.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، دعا الأطراف السورية المتحاربة إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات.

وأكدت أن المحادثات ستركز على أربع قضايا «بالتوازي»، هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.

تويتر