بموجب اتفاق برعاية روسية يضمن سيطرة النظام على «عاصمة الثورة»

بدء إخراج المعارضة من آخر معاقلها في حمص

مقاتلو المعارضة وأسرهم يجتمعون لركوب حافلات تخرجهم من حي الوعر في حمص. أ.ف.ب

بدأت، أمس، عملية إخراج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المقاتلة في مدينة حمص في وسط سورية، تنفيذاً لاتفاق برعاية روسية من شأنه أن يسمح لقوات النظام بالسيطرة الكاملة على المدينة التي كانت تعرف بـ«عاصمة الثورة السورية».

وقالت وسائل إعلام رسمية: إن مسلحين من المعارضة وعائلاتهم بدأوا، أمس، بالخروج من آخر معقل لهم بمدينة حمص.

وقال نشطاء من المعارضة في الوعر والمرصد السوري لحقوق الإنسان: إن ما بين 10 آلاف و15 ألفاً من المقاتلين والمدنيين سيغادرون على دفعات خلال الأسابيع المقبلة بموجب الاتفاق.

وتوجهت الدفعة الأولى من مسلحي حي الوعر وعائلاتهم الى ريف حلب الشرقي تحت حماية وحراسة الشرطة العسكرية الروسية والسورية. وقال مصدر أمني في مدينة حمص: إن «ثلاث دفعات من المسحلين وعددهم 178 مسلحاً و671 شخصاً من عائلاتهم وآخرين

توجهوا الى مدينة تادف في ريف حلب الشرقي تحت حماية وحراسة الشرطة العسكرية الروسية والسورية والهلال الاحمر السوري، بعد تجميعهم في منطقة الكراجات وتبديل الحافلات التي تنقلهم الى ريف حلب الشرقي».

وأضاف أن «عملية خروج المسلحين متواصلة حتى خروج جميع المسحلين وعائلاتهم».

من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي، في تصريح صحافي بعد خروج دفعتين من المسحلين وعائلاتهم، إن «المحافظة أنجزت جميع الإجراءات والترتيبات اللوجتسية لخروج الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من حي الوعر تنفيذاً لاتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي».

وأشار إلى أن الدفعة الأولى «تتضمن خروج أكثر من 1500 شخص من مسلحين وعائلاتهم باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي»، مبيناً أن «عملية الإخراج تتم بإشرف الهلال الأحمر العربي السوري والشرطة العسكرية السورية والروسية».

وأضاف أنه سيتم اليوم فتح طريق آخر للمدنيين المقيمين في حي الوعر للدخول والخروج، «وسنبدأ مع خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين بإعادة الخدمات إلى حي الوعر». وأكد أن «المرحلة الثانية من اتفاق حي الوعر تقضي باستلام 50% من السلاح الثقيل في حي الوعر، فيما يغادر المسلحون بسلاحهم الفردي». وأكد عقيد روسي يشرف على تنفيذ الاتفاق في حي الوعر لـ«فرانس برس»، أن «الجانب الروسي هو الضامن لتنفيذ الاتفاق». وقال: «من أجل هذا أتت القوات الروسية الى سورية لمساعدة أصدقائنا وعودة الحياة الآمنة الى هذا البلد».

وينص الاتفاق على خروج نحو 12 ألف شخص من منطقة الوعر بينهم 2500 مقاتل.

ويأتي بدء خروج الدفعة الأولى من المقاتلين وعائلاتهم بموجب اتفاق أعلنت الحكومة السورية والفصائل المعارضة التوصل إليه برعاية روسية الثلاثاء الماضي، ويقضي بخروج الآلاف من الحي على دفعات عدة خلال فترة أقصاها شهران.

وخرج العام الماضي مئات المقاتلين على ثلاث دفعات، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر 2015، بإشراف الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ بنوده.

ومن شأن استكمال تنفيذ اتفاق حي الوعر أن يسمح للجيش السوري بالسيطرة الكاملة على مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سورية، والتي كانت تعرف بـ«عاصمة الثورة السورية» عند بداية النزاع قبل ست سنوات، بسبب خروج تظاهرات سلمية كثيفة فيها آنذاك.

تويتر