مقتل 21 مدنياً بينهم 14 طفلاً في غارات على إدلب

32 قتيلاً بتفجير انتحاري في دمشق

عناصر من الدفاع المدني يُخرجون جثة من تحت أنقاض مبنى دُمّر في غارة على إدلب. أ.ف.ب

استهدف تفجيران انتحاريان، أمس، العاصمة السورية دمشق بفارق أقل من ساعتين بينهما، وأوقع أحدهما 32 قتيلاً على الأقل، في وقت يدخل النزاع السوري عامه السابع، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المدمرة. فيما قتل 21 مدنياً بينهم 14 طفلاً، جراء غارات روسية على مدينة إدلب في شمال غرب سورية. في حين انتهت في آستانة جولة ثالثة من المحادثات السورية غابت عنها فصائل المعارضة احتجاجاً على عدم تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.

دي ميستورا يحثّ على تسريع المحادثات

أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، أنه يجب تسريع المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في سورية، في الذكرى السادسة لاندلاع الصراع.

وقال «ليس هناك مجال ليتعين علينا قبول حقيقة أن تصبح الذكرى السادسة، (الذكرى) السابعة، لقد أصبحت (الحرب السورية) واحدة من أطول وأكثر الحروب وحشية في السنوات الأخيرة».

وأضاف «لهذا هناك حاجة إلى تسريع أي نوع من المفاوضات - في آستانة، في جنيف، في نيويورك، أي مكان».

جنيف - رويترز

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن «إرهابياً فجّر نفسه بحرم القصر العدلي القديم في دمشق».

ويضم القصر العدلي القديم المحكمة الشرعية والمحكمة الجزائية، وهو محاذٍ لسوق الحميدية في وسط دمشق.

وقال مصدر في شرطة دمشق لـ«فرانس برس» إن التفجير «أوقع 32 قتيلاً على الأقل و100 مصاب».

ووقع التفجير عند الساعة 1:10 بالتوقيت المحلي، قبل أن يفجّر انتحاري آخر نفسه في غرب العاصمة، نحو الساعة الثالثة، متسبباً في إصابة 25 شخصاً بجروح، وفق مصدر في شرطة دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن «إرهابياً انتحارياً فجّر نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة»، كما أوضح التلفزيون أن الانتحاري فجّر نفسه «بعد مطاردته ومحاصرته من قبل الجهات المختصة».

وتزيد هذه الاعتداءات من تعقيدات النزاع الذي أكمل، أمس، عامه السادس، بعدما انطلق باحتجاجات سلمية غير مسبوقة ضد النظام السوري، واجهتها قواته بالقمع، وسرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح تسبب في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.

إلى ذلك، أسفر قصف جوي «يرجح أنه روسي»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، على مدينة إدلب عن مقتل «21 مدنياً بينهم 14 طفلاً». ومن بين القتلى 14 شخصاً من عائلة واحدة.

وشرّدت الحرب السورية أكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها. إذ فرّ نحو 4.9 ملايين من البلاد، خصوصاً إلى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو 90% منهم تحت عتبة الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وكشفت دراسة جديدة لباحثين، بينهم أعضاء في «الجمعية الطبية السورية - الأميركية»، أن العام 2016 كان «الأخطر» على العاملين بالقطاع الصحي في سورية.

وبحسب الدراسة، فإن 814 من أفراد الطواقم الطبية قتلوا منذ بدء النزاع.

وفي تعليق أُرفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية بأن هذه الحرب هي حالياً «أكبر أزمة إنسانية».

وفي ظل الأزمة المستمرة، تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تُنهي النزاع الدامي.

وانتهت، أمس، جولة ثالثة من محادثات آستانة حول سورية من دون تحقيق تقدم ملموس، بعد رفض الفصائل المعارضة المشاركة فيها، احتجاجاً على استمرار خرق وقف إطلاق النار، الساري في منذ 30 ديسمبر.

ويحد هذا الغياب من إمكانية تثبيت وقف إطلاق النار أو تحقيق أي تقدم لتسوية النزاع.

تويتر