توقف محادثات آستانة بعد مقاطعة المعارضة

الأمم المتحدة: سورية باتت «غرفة تعذيب»

الأمم المتحدة اعتبرت قصف النظام لخزان المياه الرئيس قرب دمشق جريمة حرب. إي.بي.إيه

اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، أن سورية بأسرها تحولت إلى «غرفة تعذيب»، مؤكداً أن النزاع الذي دخل عامه السابع يعد «الكارثة الأسوأ من صنع البشر» منذ الحرب العالمية الثانية. في وقت توقفت محادثات آستانة، أمس، مع مقاطعة المعارضة السورية، فيما أكدت روسيا أن هناك انقسامات دولية بشأن العملية.

قتيل بتفجير حافلة في حمص

قتل شخص وأصيب اثنان آخران، أمس، بتفجير حافلة في مدينة حمص السورية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن من وصفتهم بالإرهابيين مسؤولون عن التفجير في حي وادي الذهب، جنوب شرق المدينة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع خسائر.

ويأتي التفجير في أعقاب هجوم منسق نفذه متشددون في وسط حمص، الشهر الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات، بينهم مسؤول أمني كبير وبعد اتفاق أبرم، أول من أمس، يقضي بأن يرحل مقاتلو المعارضة عن حي الوعر آخر جيوبهم في المدينة.

بيروت - رويترز

وقال الأمير زيد بن رعد، خلال نقاش على مستوى رفيع حول سورية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «اليوم، تحول البلد بمعنى آخر إلى غرفة تعذيب، قُل إلى مكان للرعب الوحشي وعدم الإنصاف المطلق».

وأشار إلى أن النزاع الذي يدخل، في هذا الأسبوع عامه السابع، يشكل «الكارثة الأسوأ من صنع البشر التي يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية».

وأضاف «لقد انطلقت شرارة الصراع بأسره، هذا المد والجزر المهول، من إراقة الدماء والأعمال الوحشية، بارتكاب أعمال تعذيب»، مشيراً إلى «أعمال الاعتقال والتعذيب التي ارتكبها مسؤولون أمنيون بحق مجموعة من الأطفال في درعا، قاموا بكتابة شعارات مناهضة للحكومة على جدران إحدى المدارس».

وقال «فيما تفاقمت الاحتجاجات هاجمت الحكومة شعبها وشنَّت حرباً ضده، الأمر الذي أطلق تحركات المتمردين، وأجج نفوس المتطرفين المتقدة بالعنف، وأسس لمرحلة قوامها حرب إقليمية وبالوكالة».

وأشار إلى أنه «حتى الدعوات اليائسة التي أطلقها سكان حلب، في العام الماضي، لم تؤثر في قادة العالم الذين قد يساعد نفوذهم على التوحد من أجل وضع حد للقتال».

وقال «أسهم استخدام حق النقض مراراً وتكراراً في تراجع الآمال بوضع حد لهذه المجزرة التافهة، وبإحالة الجرائم الدولية المزعومة إلى المحكمة الجنائية الدولية»، في إشارة إلى استخدام روسيا المتكرر لهذا الحق. إلا أنه رحب بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر، قراراً لتشكيل لجنة تحقيق تجمع وتحلل الأدلة بشأن جرائم الحرب المرتكبة في سورية، ما «يعزز الأسس لاتخاذ الإجراءات الجنائية بحق مرتكبي الجرائم من الأفراد».

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 60 ألف شخص على الأقل قتلوا خلال ست سنوات تحت التعذيب، أو بسبب ظروف الاعتقال القاسية في سجون النظام السوري.

واتهم محققون من الأمم المتحدة في فبراير 2016، نظام دمشق بـ«إبادة» معتقلين.

إلى ذلك، اتهمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سورية، أمس، سلاح الجو السوري بقصف خزان المياه الرئيس الذي يزود العاصمة دمشق، في أواخر 2016، ما يشكل «جريمة حرب»، ونفت أن تكون قوات المعارضة سممت المياه.

وأعلنت اللجنة في وثيقة عرضتها أمام مجلس حقوق الإنسان، أن «المعلومات التي اطلعت عليها اللجنة تؤكد أن قصف» خزان المياه «تم من قبل سلاح الطيران السوري» في هجوم «يمكن اعتباره جريمة حرب».

وفي آستانة عاصمة كازاخستان، توقفت الجولة الثالثة من محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا، حيث قاطعت المحادثات المعارضة السورية.

وقالت روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، إن الأسباب التي أوردتها المعارضة للمقاطعة غير مقنعة، وإن قرارها كان مفاجئاً.

ووصف رئيس وفد النظام السوري مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، المعارضين بأنهم وكلاء لتركيا، وقال إن أنقرة أخلّت «بالتزاماتها» في محادثات آستانة.

وقالت جماعات المعارضة، أمس، إنها لن تحضر المحادثات بسبب ما قالت إنه عدم استعداد روسيا لوقف الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وفشلها في الضغط على الجيش السوري، والمقاتلين الذين تدعمهم إيران، للالتزام بوقف إطلاق النار.

تويتر