مقتل 11 مدنياً بغارات على قرية عقيربات بريف حماة

30 ألف نازح جراء المعارك في ريف حلب

قوات أميركية تنفذ دوريات على مشارف مدينة منبج بريف حلب. أ.ف.ب

نزح أكثر من 30 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، خلال أسبوع في شمال سورية، هرباً من كثافة العمليات العسكرية السورية والروسية على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي، حيث تدور معارك عنيفة بين أطراف عدة على أكثر من جبهة. في وقت قتل 11 مدنياً على الأقل، أمس، جراء غارات استهدفت سوقاً لبيع الماشية في قرية عقيربات، الخاضعة لسيطرة «داعش» في محافظة حماة وسط سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «أكثر من 30 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا في ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي، هرباً من القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة»، المواكبة للهجوم على مناطق سيطرة «داعش».

وتوجه معظم النازحين، وفق المرصد، إلى مناطق في مدينة منبج وريفها، الواقعة تحت سيطرة مجلس منبج العسكري، المنضوي في صفوف «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن.

وتشنّ قوات النظام بدعم روسي منذ منتصف يناير الماضي، هجوماً يهدف إلى توسيع مناطق سيطرتها في ريف حلب الشرقي، تمهيداً للوصول إلى بلدة الخفسة الاستراتيجية، الخاضعة للتنظيم وتضم مضخة مياه تغذي مدينة حلب، التي تعاني منذ نحو 50 يوماً انقطاع المياه. ومنذ بدء الهجوم، تمكنت قوات النظام من السيطرة على أكثر من 90 قرية وبلدة، بعد طرد «داعش» منها.

وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» عشرات العائلات في الطريق المؤدية إلى منبج على متن سيارات ودراجات نارية وحافلات صغيرة محملة بالأطفال إلى جانب الحقائب والأكياس.

من جهته، قال الرئيس المشترك للإدارة المدنية في مدينة منبج، إبراهيم القفطان لـ«فرانس برس»، إن عدد الوافدين «وصل إلى نحو 40 ألفاً»، مضيفاً أن «عددهم في تزايد مستمر، بسبب الاشتباكات بين النظام السوري و(داعش)».

وتضم مدينة منبج وريفها، بحسب عبدالرحمن، «عشرات آلاف النازحين، الذين فروا من معارك سابقة في المنطقة، ويعيشون ظروفاً صعبة، ما يجعل إمكانية استقبال موجة جديدة من النازحين صعبة للغاية، في ظل العجز عن توفير الاحتياجات الملحّة لهم».

ومُني التنظيم في ريف حلب الشرقي أخيراً بخسائر ميدانية، أبرزها مدينة الباب، التي كانت تعد أبرز معاقله في حلب، وتمكنت قوات «درع الفرات»، المؤلفة من القوات التركية وفصائل معارضة قريبة منها، من السيطرة عليها أواخر الشهر الماضي.

ويخوض التنظيم في ريف حلب الشرقي حالياً معارك على ثلاث جبهات، ضد قوات النظام وحلفائها، وضد «قوات سورية الديمقراطية»، التي تسيطر على مدينة منبج وريفها، وكذلك ضد فصائل «درع الفرات» الموجودة في مدينة الباب ومحيطها.

وتدور منذ الأربعاء الماضي، معارك عنيفة بين مجلس منبج العسكري وفصائل «درع الفرات»، التي تحاول التقدم من الباب إلى منبج، في إطار هجومها الهادف إلى الوصول إلى الرقة (شمال) معقل «داعش» في سورية.

إلى ذلك، قال مدير المرصد، إن طائرات حربية يرجح أنها روسية شنت، أمس، غارات على سوق للماشية في قرية عقيربات، الواقعة تحت سيطرة «داعش» في ريف حماة الشرقي.

وتسببت الغارات، وفق المرصد، «في مقتل 11 مدنياً على الأقل وإصابة 45 آخرين بجروح، إصابات عدد منهم خطرة».

وتقع بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي المحاذي لريف تدمر الشمالي في محافظة حمص المجاورة. وتتوسط طريقاً يؤدي إلى مدينة تدمر، وغالباً ما يستخدمه المتطرفون في تنقلاتهم بين المحافظتين، وفق المرصد.

تويتر