النظام والمعارضة يتحدثان عن «تقدم»

اختتام مفاوضات جنيف حول سورية بلا اتفاق

دي ميستورا لم يتوقع أي اختراق في جنيف. أ.ف.ب

اختتمت، أمس، جولة المفاوضات السورية في جنيف، بعد ثمانية أيام من الاجتماعات، من دون تحقيق أي خرق يذكر، إذ ركزت على بحث جدول أعمال يؤسس لجولات أخرى لم يتم الاتفاق عليه بعد، بسبب الهوة الواسعة بين الحكومة والمعارضة. فيما تحدث النظام والمعارضة عن «تقدم»، كلٌ من وجهة نظره لأولويات الموضوعات الواجب بحثها.

ولم يتمكن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، من جمع الطرفين على مائدة واحدة، لكنه التقى كل طرف على حدة على مدار سبعة أيام، في محاولة للاتفاق على شكل المحادثات المستقبلية، وإبقاء عملية السلام على قيد الحياة.

وقدم دي ميستورا للطرفين ورقة عمل في البداية حدد فيها قواعده الأساسية.

وقال دي ميستورا في الورقة «أتمنى بنهاية هذه الجولة أن نحقق تفاهماً مشتركاً أعمق لكيفية مضينا في الجولات المستقبلية في مناقشة كل قضية»، مشيراً إلى خطته لتقسيم المحادثات إلى ثلاثة موضوعات رئيسة.

وسعى رئيس وفد النظام مندوب سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لإضافة «مكافحة الإرهاب» كموضوع رابع إلى جانب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة، وإصلاح نظام الحكم. وقال الجعفري إن دي ميستورا قبل الطلب، على الرغم من أن الأخير لم يؤكد الأمر.

وأكد الجعفري أن قضاء سبعة أيام في التوصل إلى جدول أعمال ليس مضيعة للوقت.

من جهته، أكد رئيس وفد المعارضة، نصر الحريري، أن الأمور تسير كما يريد، وزعم أن الجعفري قبل بإجراء محادثات عن «انتقال سياسي»، وهو أمر كانت ترفضه تماماً حكومة الرئيس بشار الأسد قبل ذلك.

وقال الحريري إن العملية السياسية ليست عملية سهلة، ولا يمكن الانتهاء منها في غضون أسبوع أو أسبوعين، وأن هناك حاجة لمزيد من الجهد والوقت.

لكن ما يراه الطرفان تقدماً هو في الواقع ما اصطدمت به جولات التفاوض السابقة. فلطالما طالب النظام بإعطاء الأولوية للإرهاب، معتبراً أن القضاء عليه ينهي النزاع، لكن النظام يدرج معظم أطراف المعارضة في خانة «الإرهابيين». بينما تطالب المعارضة بحصر الكلام في المرحلة الانتقالية، التي يفترض استبعاد أي دور فيها للأسد.

والتقى دي ميستورا، أمس، الوفود الأربعة المشاركة في جولة المفاوضات السورية الحالية التي بدأت في 23 فبراير، والممثلة للحكومة وثلاث جهات معارضة، أبرزها وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة الحريري.

وبعد لقاء جمع دي ميستورا، أمس، بوفد «منصة القاهرة» المعارضة التي تضم عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، قال الأخير إن دي ميستورا «لم يتوقع أي اختراقات ولا نحن توقعنا، لكن نعتقد أنه نجح في الحفاظ على الزخم السياسي لهذا المسار».

وأضاف «إذا أنهى (دي ميستورا) الجانب الإجرائي، فسيكون الخط مفتوحاً خلال الجولة المقبلة لإنجاز تقدم سياسي».

وتتوقع مصادر مطلعة على المفاوضات أن تحدد جولة جديدة خلال بضعة أسابيع.

ولم ينجح المبعوث الدولي حتى الآن في عقد جلسة تفاوض مباشر واحدة. ولم تلتق الوفود وجهاً لوجه إلا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة ألقاها دي ميستورا، وقال فيها إنه لا يتوقع خرقاً ولا معجزات.

وكان عضو وفد المعارضة، منذر ماخوس، قال هذا الأسبوع «لانزال هنا، هذا بحد ذاته إنجاز».

وبحسب مصادر في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، فإن الهيئة لا تريد بحث العناوين الثلاثة التي طرحها دي ميستورا بالتوازي، بل تفضل البدء بالانتقال السياسي أولاً، والتقدم في هذا الملف قبل بحث الدستور والانتخابات.

أما في ما يتعلق بإضافة الإرهاب، فتقول المصادر إن قبول الهيئة العليا للمفاوضات بإضافة الإرهاب مرتبط باقترانه ببحث جرائم الحرب والبراميل المتفجرة التي يحمّلون النظام مسؤوليتها. أما «منصة القاهرة» فلا مانع لديها بإضافة الإرهاب إلى جدول الأعمال.

تويتر