26 قتيلاً بينهم مدنيون بغارات على مقار لـ «جبهة فتح الشام» في إدلب

«العفو الدولية» تتهم دمشق بشنق 13 ألف معتقل

صورة بالأقمار الاصطناعية لسجن صيدنايا العسكري شمال دمشق. أ.ف.ب

اتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري بارتكاب عمليات «شنق جماعية» سراً، طالت 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا قرب دمشق، مؤكدة أن تلك الإعدامات تصل إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في حين قتل 26 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون، أمس، بغارات جوية على مقار لـ«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في محافظة إدلب شمال غرب سورية.

ونشرت منظمة العفو الدولية، أمس، تقريراً قبل أسبوعين على مفاوضات سلام مرتقبة في جنيف، تحدثت فيه عن «حملة مدروسة نفذتها السلطات السورية على شكل إعدامات خارج نطاق القضاء»، بين العامين 2011 و2015، معتمدة على تحقيقات ومقابلات مع 84 شاهداً بينهم «حرّاس وموظفون ومحتجزون» سابقون في سجن صيدنايا، أحد أكبر السجون السورية وأسوأها سمعة، فضلاً عن قضاة ومحامين.

واعتبرت المنظمة أن تلك الإعدامات «تصل إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بتفويض من الحكومة السورية على أعلى المستويات»، مرجحة «استمرار العمل بهذه الممارسة المعتادة حتى يومنا هذا».

وجاء في التقرير أن «بين 2011 و2015، كل أسبوع، وغالباً مرتين أسبوعياً، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحياناً إلى 50 شخصاً إلى خارج زنزاناتهم في السجن، وشنقهم حتى الموت». وبالنتيجة، وفق المنظمة، «شنق في صيدنايا سراً 13 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد أنهم معارضون للحكومة».

واتهمت الأمم المتحدة في فبراير العام 2016 دمشق بـ«إبادة» معتقلين «على نطاق واسع».

وحول التقرير الذي جاء بعنوان «المسلخ البشري: عمليات الشنق الجماعية والإبادة الممنهجة في سجن صيدنايا بسورية»، قالت نائبة مدير قسم البحوث في مكتب منظمة العفو في بيروت، لين معلوف، إن «الفظائع الواردة في هذا التقرير تكشف عن وجود حملة خفية ووحشية تم السماح بها من أعلى المستويات في الحكومة السورية، وتستهدف سحق أي شكل من أشكال المعارضة في صفوف الشعب السوري».

ونقل التقرير عن قاضٍ سابق شهد هذه الإعدامات قوله «كانوا يبقونهم (معلقين) هناك لمدة 10 إلى 15 دقيقة». وأبلغ معتقلون سابقون المنظمة أنهم كانوا يسمعون أحياناً أصوات عمليات الشنق في غرف تحت زنزاناتهم.

وبالإضافة إلى الإعدامات، قال البعض انهم «تعرضوا للاغتصاب أو أجبروا على اغتصاب سجناء آخرين في بعض الحالات»، فضلاً عن التعذيب الذي يؤدي أحياناً إلى الوفاة.

وروى المعتقل السابق (كريم) معاناتهم مع الجوع والمرض. وقال «تجد على أرضية الزنزانة قشور الجلد المتساقطة من البثور والصديد الناجمة عن الجرب، والشعر المتساقط من أجسامنا، والدماء الناجمة عن القمل».

وأضاف «كل ما تريده من قذارة تجده على أرضية الزنزانة، لكن تلك الأرضية هي التي ينسكب الطعام عليها أيضاً».

وقال «نجلب الممسحة من مكان الاستحمام، ونقوم بتجميع الطعام المسكوب على الأرض، ونجعله على شكل كومة ونتناوله». على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن 10 غارات جوية استهدفت فجر أمس، مقار لـ«جبهة فتح الشام» ومحيطها في مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً على الأقل.

وأوضح عبدالرحمن انه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت طائرات حربية روسية أو تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن نفذت الغارات. ونفى الجيش الروسي بدوره غارات على مدينة إدلب.

تويتر