«داعش» يدمر آثاراً في تدمر.. و40 قتيلاً من «جبهة فتح الشام»

تركيا تقبل بتسوية بوجود الأسد

صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر تدمير التترابيلون وواجهة المسرح الروماني في تدمر. أ.ف.ب

اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك، أمس، أنه سيكون من «غير الواقعي» أن تصر تركيا على حل النزاع في سورية من دون الرئيس بشار الأسد، الذي ظلت فترة طويلة تطالب برحيله، في وقت دمر تنظيم «داعش» آثاراً جديدة في مدينة تدمر الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، التي وصفت ما حصل بأنه «جريمة حرب»، فيما قتل أكثر من 40 عنصراً من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، في غارات على محافظة حلب بشمال سورية.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي خلال جلسة مخصصة لسورية والعراق في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، «علينا أن نكون براغماتيين، واقعيين، الوضع تغير على الأرض بدرجة كبيرة وتركيا لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية من دون الأسد، هذا غير واقعي».

وأضاف: «في ما يتعلق بموقفنا من الأسد، نعتقد أن معاناة الشعب السوري والمآسي بوضوح، يتحمل مسؤوليتها الأسد بشكل كامل».

وأقرت تركيا السنة الماضية بأن الأسد طرف فاعل في سورية، لكنها المرة الأولى التي يقول فيها مسؤول تركي كبير صراحة إنه سيكون من غير الواقعي الإصرار على المطالبة برحيل الأسد.

وترعى تركيا وروسيا مع إيران مفاوضات بين النظام والمعارضة الأسبوع المقبل في أستانة سعياً لتثبيت وقف اطلاق النار.

وقال شيمشك إنه لابد أن تكون أستانة «منطلقاً» لعملية تؤدي إلى انهاء النزاع.

وأضاف «توقف القتال على الأقل الآن، الأمر مهم جداً لأنه بداية لشيء آخر، ويجب ان نحرص على تحويل وقف اطلاق النار الحالي الى وقف دائم لإطلاق النار في البداية، ومن ثم ننتقل للحديث عن أمور أخرى، عن حل النزاع».

من ناحية أخرى، قال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم، أمس، إن تنظيم «داعش» دمر «كما تلقينا من اخبار منذ 10 أيام التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 16 عموداً»، في مدينة تدمر.

وأضاف «كما اظهرت صور أقمار اصطناعية حصلنا عليها من جامعة بوسطن اضراراً لحقت في واجهة المسرح الروماني».

وشجبت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، إيرينا بوكوفا، أعمال التدمير الجديدة، ووصفتها بأنها «جريمة حرب وخسارة كبيرة للشعب السوري وللإنسانية».

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بسكوف، إن «ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي، الإرهابيون مستمرون في أعمالهم الهمجية».

واستولى تنظيم «داعش» في 11 ديسمبر الماضي مجدداً على مدينة تدمر، بعد أكثر من ستة اشهر من سيطرة الجيش السوري عليها وطرده منها.

إلى ذلك، قتل أكثر من 40 عنصراً من «جبهة فتح الشام» الليلة قبل الماضية، في غارات جوية لم يعرف ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولي استهدفت معسكراً للجبهة في ريف حلب الغربي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تويتر