«داعش» يعزل مطار دير الزور العسكري عن المدينة

الفصائل تؤكد مشاركتها في محادثات أستانة

مقاتلون من المعارضة السورية على مشارف بلدة الباب. رويترز

أكدت فصائل سورية معارضة مشاركتها في محادثات أستانة، الأسبوع المقبل، مشددة على أن جدول الأعمال سيقتصر على وقف الأعمال القتالية بما يمهد الطريق إلى بحث العملية السياسية في جنيف. في وقت تمكن تنظيم «داعش»، أمس، من عزل مطار دير الزور العسكري، عن بقية الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.

وأكد القيادي البارز في «جيش الإسلام»، أحد أبرز الفصائل النافذة في ريف دمشق، محمد علوش، أن جميع الفصائل ستذهب إلى محادثات أستانة التي ستبدأ في 23 يناير الجاري برعاية روسيا وإيران الداعمتين لدمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

وقال رداً على سؤال لـ«فرانس برس»: «كل الفصائل ستذهب، الكل موافق».

وأضاف علوش الذي كان يشغل منصباً كبيراً المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، أن المحادثات «عملية لوقف سريان الدم من جانب النظام وحلفائه، نريد وقف هذا المسلسل الإجرامي».

من جهته، أكد القيادي في فرقة «السلطان مراد»، وهو فصيل معارض تدعمه أنقرة، وينشط في شمال سورية، أحمد عثمان، أن «الفصائل أخذت قرارها بالذهاب إلى المحادثات ضمن ثوابت الثورة».

وقال المستشار القانوني للفصائل المعارضة، أسامة أبوزيد، لـ«فرانس برس»، إن وفد أستانة «يمثل جميع الفصائل المعتدلة، باستثناء تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة، أي جبهة فتح الشام».

ويستثني وقف إطلاق النار المستمر منذ 30 ديسمبر التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وعلى رأسها تنظيم «داعش». كما يستثني وفق موسكو ودمشق «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر مع فصائل موافقة على الهدنة على محافظة إدلب (شمال غرب). وأوضح أبوزيد أنه «على الرغم من الخروقات الوقحة المرتكبة، خصوصاً من الميليشيات الإيرانية في وادي بردى وريف دمشق، فإن ما دفعنا للموافقة على الذهاب إلى أستانة هو أن أجندة المرحلة الأولى تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار حصراً». وأضاف: «انطلاقاً من ذلك، من الطبيعي أن يكون الوفد عسكرياً فقط»، على أن يرافقه «وفد تقني» من الهيئة العليا للمفاوضات و«يعمل تحت مظلته».

وفي الإطار نفسه، شدد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان، على أن «الشق العسكري المتعلق بالهدنة سيُبحث في أستانة، في حين أن تفاصيل العملية السياسية متروكة لمفاوضات جنيف». وتأمل الأمم المتحدة استئناف مفاوضات جنيف في الثامن من فبراير المقبل.

وفي مقابل الهدوء النسبي على الجبهات الرئيسة، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» حقق الهدف الرئيس من هجومه في مدينة دير الزور، وهو قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري المجاور.

وتمكن التنظيم، وفق المرصد، «من عزل مطار دير الزور عن المدينة، وبالتالي فصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين، ليضيق بذلك الخناق بشكل كبير على الأحياء السكنية في المدينة».

وأكد مصدر عسكري سوري، لـ«فرانس برس»، أن «تنظيم داعش هاجم مواقع للجيش غرب المطار، ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصل بين المدينة والمطار»، وهو ما أكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل.

تويتر