تركيا تعلن انطلاق محادثات آستانة في 23 يناير.. والنظام يقصف وادي بردى

عودة آلاف النازحين إلى شرق حلب

طفلتان سوريتان تأكلان وجبة قدمتها الأمم المتحدة في حي طريف الباب بحلب الشرقية. رويترز

أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن آلاف الأشخاص بدأوا العودة إلى أحياء حلب الشرقية، التي كانت تخضع لسيطرة قوات المعارضة، على الرغم من الطقس القارس البرودة والدمار الذي «يفوق الخيال»، في وقت أعلنت تركيا أن محادثات آستانة ستبدأ في 23 يناير، شريطة التزام الأطراف بالهدنة، وقصفت طائرات النظام المروحية مجدداً منطقة وادي بردى بريف دمشق.

وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية، ساجد مالك، لـ«رويترز»، إن نحو 2200 أسرة عادت إلى حي هنانو السكني في حلب الشرقية.

وأضاف «يأتي الناس إلى شرق حلب لرؤية محالهم ومنازلهم، ولرؤية ما إذا كان المبنى قائما ولم ينهب، ولرؤية ما إذا كان يجب عليهم العودة، لكن نظراً إلى الأوضاع المزرية لا تنصح الأمم المتحدة الناس بالعودة».

وأشار إلى أن الطقس «قارس البرودة للغاية هنا»، مؤكداً أن «المنازل التي يعود لها الناس ليست بها نوافذ أو أبواب أو أجهزة طهي».

وقال مالك إن الأمم المتحدة تساعد الناس على بدء حياتهم مرة أخرى في غرفة واحدة بوحداتهم السكنية، بمنحهم فرشاً وحقائب نوم وأغطية بلاستيكية لسد النوافذ المدمرة. ودمر القصف مستشفيات ومدارس وطرقاً ومنازل ومحطتين رئيستين لضخ المياه.

وأكد مالك أن مستوى الدمار يفوق أي شيء رآه في مناطق الصراعات مثل أفغانستان والصومال. وأضاف «لم يؤهلنا شيء لرؤية حجم الدمار هناك، إنه يفوق الخيال».

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس، أن المحادثات ـ التي من المقرر أن تستضيفها آستانة عاصمة كازاخستان بشأن السلام في سورية ـ ستبدأ في 23 يناير الجاري، في حال التزمت الأطراف المتحاربة في سورية باتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» التركية عن تشاووش أوغلو قوله إن وفداً من الخبراء الروس سيزور وزارته يومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، للتخطيط لمحادثات آستانة.

وأشار إلى وجود بعض الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، متهماً «قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية، و«حزب الله» اللبناني، بهذه الخروقات التي من شأنها أن تشكل عثرة أمام المفاوضات».

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بقصف طائرات النظام المروحية مجدداً منطقة وادي بردى بريف دمشق.

وقال إن القصف استهدف أماكن في جرود بسيمة وعين الفيجة وعين الخضرة، وأماكن أخرى في الوادي، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين قوات النظام المدعمة بـ«حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين لها، والفصائل المقاتلة.

وأشار المرصد إلى أن ذلك يأتي وسط معلومات عن تمكن قوات النظام من تعزيز نقاط سيطرت عليها قرب بسيمة ومحاور أخرى في الوادي.

وفي القاهرة، أطلع نائب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، السفير رمزي عزالدين، مجلس جامعة الدول العربية في الاجتماع التشاوري، أمس، على صورة المستجدات الخاصة بالأزمة السورية والاتفاق الروسي ـ التركي ـ الإيراني على وقف إطلاق النار.

وقالت الجامعة العربية، في بيان، في ختام الاجتماع، إن عزالدين أطلع المجلس على الجهود المبذولة لإنجاز الحل السياسي ووضع نهاية لهذه الأزمة، وفقاً لما جاء في بيان «جنيف 1» وقرارَي مجلس الأمن 2254 لعام 2015 و2336 لعام 2016، وبما يؤدي إلى حقن دماء السوريين وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في أرجاء سورية، ويلبي تطلعات الشعب السوري بجميع فئاته وأطيافه، ويحافظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية.

تويتر