الفصائل تُعِد استمرار العمليات خرقاً للهدنة وتهدّد بإشعال الجبهات

قوات النظام تصعّد هجومها قرب دمشق

مقاتل من المعارضة يراقب من خلال أكياس الرمل في قرية الريحان بالغوطة الشرقية لدمشق. رويترز

حقّقت قوات النظام السوري تقدماً في هجومها الهادف للسيطرة على منطقة وادي بردى، قرب دمشق، التي تعد خزان المياه الرئيس للعاصمة، في تصعيد اعتبرته الفصائل المقاتلة خرقاً للهدنة الهشة التي دخلت، أمس، يومها الرابع، وهددت بـ«نقض الاتفاق، وإشعال جميع الجبهات»، في حال عدم وقف العمليات العسكرية على وادي بردى.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، «بقصف جوي ومدفعي لقوات النظام على محاور عدة في منطقة وادي بردى، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «قوات النظام ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني أحرزوا تقدماً في المنطقة، وباتوا على أطراف عين الفيجة، نبع المياه الرئيس في المنطقة، ويخوضون مواجهات عنيفة مع الفصائل لتأمين محيطه».

وأضاف أن «هذا التصعيد العسكري يعد خرقاً للهدنة، على الرغم من أن قوات النظام بدأت هجومها قبل أسبوعين، بهدف السيطرة على منابع المياه التي تغذي معظم مناطق العاصمة».

ويستثني اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيس تنظيم «داعش»، كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.

ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة، بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة أبرزها محافظة إدلب (شمال غرب)، وكذلك منطقة وادي بردى.

وبحسب المرصد السوري، ثمة مئات من مقاتلي الجبهة، من بين آلاف مقاتلي الفصائل، في منطقة وادي بردى الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق.

وتعد المنطقة مصدر المياه الرئيس للعاصمة التي تعاني منذ نحو أسبوعين انقطاع هذه الخدمة، ما دفع الأمم المتحدة إلى إبداء خشيتها في بيان من «وضع مياه الشرب وانقطاع إمدادات المياه الرئيسة منذ 22 ديسمبر (الماضي) عن أربعة ملايين نسمة» من سكان دمشق وضواحيها.

وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها المنطقة منذ منتصف العام 2015، وغالباً ما كانت تلجأ الفصائل إلى قطع المياه عن دمشق عند تشديد قوات النظام حصارها، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها، مع سماح النظام بدخول المواد الغذائية، وفق المرصد. في المقابل، نددت الفصائل الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في بيان، أمس، بما وصفته بـ«خرق جائر» للاتفاق.

وطالبت الدول الراعية للاتفاق بالتدخل «لحماية المدنيين من قصف النظام، وإدخال ورش الصيانة لمؤسسة مياه عين الفيجة»، متعهدة «ضمانة سلامتها». وفي حال عدم التجاوب، لوحت الفصائل بأنها ستطالب «بنقض الاتفاق وإشعال الجبهات دفاعاً» عن وادي بردى.

تويتر