هدوء في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار وتسجيل خروقات في ريف دمشق ودرعا

فصائل سورية تهدّد بالتنصـل من الهدنة حال استمرار انتهاكات النظــام

مقاتلون من المعارضة السورية في أحد شوارع بلدة الراعي شمال حلب. رويترز

هدّدت فصائل من المعارضة السورية، أمس، بأنها ستعتبر اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا «لاغياً»، إذا واصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها انتهاكه، في وقت شهدت معظم المناطق السورية هدوءاً في اليوم الثاني من الهدنة، على الرغم من تسجيل خروقات في ريف دمشق ودرعا جنوب البلاد.

وقالت جماعات من المعارضة السورية المسلحة إنها ستتنصل من الهدنة برعاية روسية تركية، إذا واصلت قوات الحكومة وحلفاؤها انتهاكه.

وقال بيان وقعته جماعات للمعارضة «نؤكد أن استمرار النظام في خروقاته وقصفه، ومحاولات اقتحامه مناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغياً».

وأضاف البيان أن قوات الحكومة وحلفاءها مازالوا يحاولون إحراز تقدم خصوصاً في منطقة وادي بردى شمال غرب دمشق.

وتوسطت روسيا وتركيا التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، في اتفاق وقف إطلاق النار، على أمل تمهيد الطريق أمام محادثات سلام تجرى في كازاخستان الشهر الجاري.

وقالت جماعات المعارضة في بيانها إن الحكومة والمعارضة وقعتا فيما يبدو على نسختين مختلفتين من اتفاق وقف إطلاق النار، إحداهما «حذفت منها نقاط رئيسة وجوهرية عدة غير قابلة للتفاوض»، إلا أنها لم تذكر ما هذه النقاط.

وكان هناك تضارب بشأن جماعات المعارضة التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الجيش السوري يوم الخميس الماضي، إن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) ليست جزءاً من الهدنة. إلا أن عدداً من مسؤولي المعارضة قالوا إن الاتفاق يشمل الجبهة.

في السياق، شهدت معظم المناطق السورية، أمس، هدوءاً في اليوم الثاني من الهدنة برعاية روسية تركية، على الرغم من تسجيل خروقات.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «فرانس برس»، أمس، بهدوء يسود معظم المناطق السورية، تزامناً مع رصد خروقات عدة تخللتها اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، وبينها «جبهة فتح الشام» في منطقة وادي بردى قرب دمشق.

وأحصى المرصد تنفيذ قوات النظام نحو 10 ضربات جوية على مناطق الاشتباك، بالإضافة إلى قصف مدفعي على المنطقة التي تقع على بعد 15 كيلومتراً شمال غرب دمشق، وتعد مصدر المياه الرئيس للعاصمة. وشهد اليوم الأول من وقف إطلاق النار أول من أمس، اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، وبينها «جبهة فتح الشام» في وداي بردى، تزامناً مع قصف لقوات النظام على مناطق عدة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بينها مدينة دوما.

وأحصى المرصد، مقتل مدنيين اثنين، أول من أمس، أحدهما برصاص قناص في دوما، والثاني جراء القصف على وادي بردى، كما قتل خمسة مقاتلين من الفصائل في وادي بردى والغوطة الشرقية.

ومنذ أكثر من أسبوع، تخوض قوات النظام السوري معارك في منطقة وادي بردى للسيطرة عليها. وخلال المعارك، تعرضت إحدى مضخات المياه لانفجار تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد،. وتشهد العاصمة منذ نحو 10 أيام انقطاعاً تاماً في خدمة المياه.

وتحدث المرصد عن تسجيل خرق رئيس آخر في مدينة درعا (جنوب) التي تعرضت لقصف من قوات النظام، طال مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تزامناً مع اشتباكات عنيفة، تسببت في مقتل عنصر من الفصائل.

وتبادلت القوات النظامية السورية ومسلحو المعارضة الاتهامات حول اختراق الهدنة في محافظة درعا. وقال مصدر عسكري سوري إن المجموعات المسلحة استهدفت نقاطاً عدة للجيش السوري في منطقة المنشية، هي درعا البلد ومخيم النازحين، ومحاولة الاعتداء على نقطة للجيش في منطقة الوردات (45 كم شمال درعا) لقطع الطريق الدولي. من جانبه، نفى قائد في الجيش السوري الحر في الجبهة الجنوبية اتهامات قوات النظام، مؤكداً أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها على عدد من المواقع في مدينة درعا.

وفي إدلب، أكد مراسل لـ«فرانس برس» استمرار الهدوء، أمس، في المنطقة مع توقف الغارات الجوية المكثفة التي سجلت خلال الأسابيع الأخيرة السابقة للهدنة، وحصدت مئات الضحايا. وأشار إلى توجه الطلاب إلى مدارسهم بشكل كثيف في اليوم الأخير من السنة.

ويأتي التوصل إلى اتفاق هدنة أعلنته روسيا الخميس الماضي، ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المعارضة، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل إليها في فترات سابقة، لكنها لم تصمد. ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيس تنظيم «داعش». كما يستثني، بحسب دمشق، «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ما يجعل من الصعب جداً تثبيت الهدنة، بسبب وجود هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، لاسيما في محافظة إدلب (شمال غرب)، المعقل الأساسي المتبقي لفصائل المعارضة بعد سقوط حلب أخيراً.

تويتر