«سورية الديمقراطية» تحقق تقدماً جديداً نحو سد الفرات.. وتركيا تعلن مقتل 12 من «داعش»

مقتل 92 بتحطم طائرة روسية في طريقها إلى سورية.. وبوتين يعلن الحــداد

عاملا إنقاذ روسيان يحملان جثة أحد غرقى الطائرة المنكوبة. إي.بي.إيه

تحطمت طائرة عسكرية روسية كانت تقل 92 شخصاً بينهم أكثر من 60 عضواً في فرقة الجيش الأحمر الموسيقية، أمس، في البحر الأسود بعد إقلاعها متجهة إلى سورية، فيما أكدت وزارة الدفاع أن لا مؤشرات إلى وجود ناجين، وفي وقت حققت «قوات سورية الديمقراطية» تقدماً جديداً نحو سد الفرات بمحافظة الرقة، أعلن الجيش التركي مقتل 12 من «داعش».

وفي التفاصيل، أقلعت الطائرة، وهي من طراز توبوليف-154، من مدينة ادلر في جنوب منتجع سوتشي في رحلة روتينية إلى قاعدة حميميم الجوية القريبة من اللاذقية في شمال غرب سورية، وعلى متنها أعضاء الفرقة الموسيقية الشهيرة للمشاركة في احتفالات رأس السنة. واختفت الطائرة عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من إقلاعها.

وصرحت وزارة الدفاع لوكالات الأنباء الروسية «تم تحديد منطقة كارثة طائرة توبوليف-154. ولا مؤشرات إلى وجود أحياء»، مضيفة انه تم انتشال 10 جثث قبالة ساحل مدينة سوتشي، فيما تعهدت السلطات بإرسال أكثر من 100 غواص للمساعدة في عمليات البحث.

وقالت الوزارة «تم العثور على أجزاء من طائرة توبوليف-154 التابعة لوزارة الدفاع الروسية على بعد 1.5 كلم من ساحل مدينة سوتشي على البحر الأحمر على عمق 50 إلى 70 متراً».

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، يوم حداد وطني في البلاد على ضحايا الطائرة. وقال على التلفزيون الرسمي «اليوم (الاثنين) سيكون يوم حداد وطني». وأضاف «سيتم إجراء تحقيق دقيق لتحديد أسباب الكارثة وسنفعل كل شيء لدعم اسر الضحايا». ولفتت الوزارة إلى أن الطائرة كانت تقل 84 راكباً وثمانية هم أفراد الطاقم.

وتبين من لائحة الركاب والطاقم التي نشرتها الوزارة أن 64 من أعضاء فرقة الكسندر الموسيقية الرسمية للجيش الروسي وقائدها، فاليري خليلوف، كانوا في الطائرة، إضافة إلى جنود روس وتسعة صحافيين. وقالت قناة «بيرفي كنال» العامة إن ثلاثة من موظفيها كانوا في الطائرة.

وبين الركاب اليزافيتا غلينكا الطبيبة وعاملة الإغاثة التي تعمل في مجلس حقوق الإنسان في الكرملين.

وقال رئيس مجلس حقوق الإنسان في الكرملين، ميخائيل فيدوتوف، إن غلينكا كانت متوجهة إلى سورية حاملة أدوية إلى مستشفى جامعي في مدينة اللاذقية الساحلية بالقرب من قاعدة حميميم الجوية.

وقدم كل من الرئيس السوري، بشار الأسد، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، والسفارة الأميركية في موسكو تعازيه بضحايا الطائرة.

وقال الأسد في برقيته بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «إننا إذ نترحم على أرواح الضحايا ونعزيكم ونعزي أفراد أسرهم نؤكد لكم أننا شركاء في هذه المسيرة المشرفة ضد الإرهاب والعدوان والتكفير».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إنه يتم اطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على تطورات عملية البحث، وإنه على اتصال دائم بوزير الدفاع، سيرغي شويغو. وأضاف أن نائب وزير الدفاع، بافل بوبوف، توجه إلى مدينة ادلر مع فريق مهمته توضيح الظروف المحيطة بتحطم الطائرة.

وصرح وزير النقل ماكسيم سوكولوف الذي يترأس اللجنة الحكومية للتحقيق في الحادث، بأنه متوجه إلى المنطقة، بحسب ما قالت الحكومة في بيان. ولم تقدم الحكومة أي أسباب ممكنة للحادث.

وقال كوناشنكوف إن الطائرة في الخدمة منذ 1983 وحلقت نحو 7000 ساعة، وخضعت لإصلاحات آخر مرة في ديسمبر 2014، وجرت لها صيانة في سبتمبر.

وأوردت لجنة التحقيق الروسية أنه تم بدء تحقيق جنائي لتحديد هل أدت انتهاكات لسلامة النقل الجوي إلى سقوط الطائرة. وأضافت اللجنة أن المحققين يجرون حالياً تحقيقات مع الفريق الفني المسؤول عن إعداد الطائرة للإقلاع.

وسبق لهذا الطراز من الطائرات، توبوليف-154، أن تعرض لحوادث. ففي ابريل 2010 تحطمت طائرة من هذا النوع كانت تنقل 96 شخصاً بينهم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ومسؤولون بولنديون كبار، وهي تحاول الهبوط قرب سمولينسك غرب روسيا، وقضى كل من كان في الطائرة.

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن «قوات سورية الديمقراطية»، مدعومة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف، حققت تقدماً جديداً نحو سد الفرات ومدينة الطبقة المحاذية للسد بمحافظة الرقة معقل تنظيم «داعش». وأوضح المرصد أن القوات اقتربت بذلك إلى مسافة نحو خمسة كيلومترات من سد الفرات الواقع على نهر الفرات.

وذكر أن قرى قريبة من الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الطبقة الشمالي الغربي في غرب الرقة تشهد اشتباكات متواصلة بين القوات من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى. وأفاد المرصد بأنه تمكن من التوثق من مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من التنظيم وإصابة آخرين.

وتسعى قوات سورية الديمقراطية في هذه المرحلة إلى السيطرة على مدينة الطبقة ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم، حيث يتواجد قياديون في التنظيم بسد الفرات، كما يوجد فيه أكبر سجن للتنظيم في منطقة الطبقة، الذي يحوي سجناء مهمين وأسرى.

كما أعلن الجيش التركي مقتل 12 من مسلحي تنظيم «داعش» في مدينة الباب بريف محافظة حلب شمالي سورية. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، أمس، عن بيان للجيش أن العملية العسكرية التي تجريها قوات المعارضة السورية مستمرة بدعم جوي وبري من القوات التركية، وذلك للسيطرة على الباب.

وأكد البيان أن «الاشتباكات بين قوات المعارضة السورية ومسلحي داعش في محيط الباب، أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين من التنظيم، واثنين من عناصر المعارضة وإصابة آخر بجروح».

وأوضح أن «القوات المسلحة التركية قصفت بالأسلحة الثقيلة 134 هدفاً للتنظيم الإرهابي في المدينة»، مضيفاً أن «القوات الجوية التركية قصفت ستة أهداف تابعة لداعش في محيطالباب، ما أدى إلى تدمير ستة مقار ومقتل تسعة إرهابيين».

تويتر