روسيا تستنكر عقوبات واشنطن الجديدة بحق موسكو ودمشق

أردوغان: نسعى لإقامة منطـقــة آمنة شمالي سورية ولن نسمح بإقامة دولــة جديدة

سوريون يجمعون أمتعتهم من داخل الأحياء التي كانت تسيطر عليها المعارضة في حلب. أ.ف.ب

أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن بلاده تطرح إقامة منطقة آمنة في شمالي سورية، وأن هناك أطرافاً، لم يسمها تسعى لإقامة دولة جديدة، في الشمال أيضاً، مشدّداً على أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق، فيما استنكرت الخارجية الروسية، العقوبات الأميركية الجديدة بحق روسيا وسورية متهمة واشنطن بأنها «فقدت تماماً واقعيتها».

141

هدفاً لـ«داعش» قصفها الطيران التركي في هجمات على مدينة الباب، ودمر مقراً للتنظيم.

وفي التفاصيل، وفي كلمة له خلال مؤتمر مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، في مدينة إسطنبول غرب البلاد، أشار أردوغان إلى أن تركيا تطرح منذ البداية إقامة منطقة آمنة خالية من الإرهاب شمالي سورية.

وشدّد على أن «كلًّاً من المدن التركية غازي عنتاب وكليس وشانلي أورفا معرضة للخطر، إذا لم تتحقق تلك المنطقة، مضيفًا ما الذي يريدونه؟ يريدون إقامة دولة جديدة شمالي سورية. ليعلم الجميع أننا لن نسمح بذلك».

وحول مقتل عدد من الجنود الأتراك خلال عملية «درع الفرات»، قال أردوغان «بالتأكيد قلوبنا تتألم لأجل شهدائنا، ولكن يجب علينا أن نعلم بأن هذه الأراضي تحتاج لشهداء لتكون وطناً لنا».

وتطرّق الرئيس التركي إلى أزمة اللاجئين السوريين، واحتضان بلاده لنحو ثلاثة ملايين لاجئ، مؤكّداً أن «تركيا أنفقت نحو 20 مليار دولار لأجل اللاجئين. هذا المبلغ ليس بسيطاً. أين الغرب؟ أين ذلك الغرب الغني؟». وأشار أردوغان إلى أن الدول الغربية تصرخ لأجل حيوان صغير، وتدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، مؤكداً أن 6000 شخص تقريباً لقوا حتفهم في البحر المتوسط خلال عام 2016 إلا أن تلك الدول لم تكترث لذلك.

وأوضح أردوغان «الاتحاد الأوروبي وعد تركيا بتقديم ثلاثة مليارات يورو (لإنفاقها على اللاجئين السوريين) اعتباراً من الأول من يوليو، وما قدمه حتى الآن هو 677 مليون يورو، فأين المليارات الثلاثة التي تعهد بها؟».

ولفت الرئيس التركي إلى المؤامرات التي تسعى للنيل من اقتصاد بلاده خلال الآونة الأخيرة، داعياً شعبه والمستثمرين إلى التعاون مع الدولة وقيادتها لإفشال تلك المؤامرات. واعتبر أردوغان، الشركات ورجال الأعمال الذين يؤجلون استثماراتهم ومشاريعهم في هذه المرحلة الحساسة، بأنهم يقفون إلى جانب الأطراف التي تهاجم الاقتصاد التركي وتسعى للنيل منه.

من ناحية أخرى، قالت الخارجية الروسية في بيان «إن هذا التوسيع للعقوبات الأميركية ضد روسيا في وقت يفترض أن توحد الهجمات الدامية في أنقرة وبرلين الأشخاص العقلاء في مقاومتهم لتهديد الإرهابيين، يظهر أن واشنطن فقدت تماماً واقعيتها».

وأضافت أن واشنطن «تحاول بذلك معاقبتنا على دعمنا للحكومة السورية في مكافحة الإرهاب الذي لا يهدد فقط هذا البلد بل العالم بأسره».

وأعلنت واشنطن، أول من أمس، أنها أدرجت على لائحتها السوداء الاقتصادية ستة وزراء سوريين بينهم وزير المالية مأمون حمدان، ومسؤولون في مصرف روسي لدورهم المفترض في «أعمال عنف» ارتكبها النظام السوري.

وتزامن إعلان العقوبات الجديدة مع استعادة النظام السوري مدينة حلب من فصائل المعارضة، بدعم روسي إيراني ما شكل اكبر نصر للنظام منذ بداية النزاع في 2011.

واتهم البيان الروسي واشنطن بأن لديها «رغبة شديدة في تغيير النظام السوري الى درجة باتت مستعدة لمساعدة أي قوى تدمير» بينها جبهة فتح الشام المتطرفة (النصرة سابقاً).

لكن الخارجية الروسية أكدت «لن نخضع أمام العقوبات»، مشيرة إلى أن الشركات الروسية المستهدفة مستمرة في «العمل بشكل عادي».

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الثلاثاء الماضي عقوبات جديدة ضد روسيا لدور مفترض في النزاع في أوكرانيا. واستهدفت العقوبات مقاولين ومصرفيين روساً وشركات نقل روسية.

ميدانياً، قتل شخصان وأصيب العشرات بجروح، أمس، في انفجار مستودع ذخيرة وعبوات ناسفة في مدينة حلب، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ويقوم الجيش السوري بعد إعلانه الخميس الماضي السيطرة على كامل مدينة حلب في شمال البلاد بتمشيط الأحياء الأخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

ونقلت «سانا» عن مصدر في شرطة حلب «مقتل شخصين وإصابة 33 آخرين بجروح، بينهم أربعة في حالة خطرة، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة وعدد من العبوات الناسفة من مخلفات المجموعات الإرهابية في مدرسة زكي جمعة».

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، مقتل «شخصين أثناء تفكيك عبوات ناسفة في مستودع حي السكري»، مشيراً إلى «مقتل شخص ثالث في انفجار عبوة ناسفة في احد المنازل في حي الأنصاري». وقال المرصد لم يتمكن من تحديد ما إذا كان القتلى مدنيين أو عسكريين.

وأعلن الجيش السوري، الليلة قبل الماضية، استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، في عملية تمت بموجب اتفاق روسي إيراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الأحياء الشرقية.

وغداة الإعلان بدأ سكان يعودون إلى أحيائهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم في شرق حلب، منهم من نزح من منزله أخيراً هرباً من القصف والمعارك خلال هجوم الجيش الأخير، وآخرون تركوا منازلهم قبل سنوات حين تحولت المدينة إلى ساحة معارك رئيسة وانقسمت بين أحياء غربية وشرقية في عام 2012. وعلى جبهة أخرى في محافظة حلب، أفاد المرصد السوري بمقتل «ستة مدنيين على الأقل بينهم طفلان جراء غارات استهدفت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي» الذي تسيطر عليه فصائل معارضة. وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن الطائرات الحربية لاتزال تحلق في أجواء بلدة الأتارب ومحيطها. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت الطائرات التي شنت الغارات روسية أو سورية.

من ناحية أخرى، قال الجيش التركي، أمس، إن مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم الطائرات الحربية التركية قتلوا 68 متشدداً من تنظيم «داعش» في شمال سورية خلال الليلة قبل الماضية، فيما يتواصل القتال العنيف حول مدينة الباب.

ويفرض مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من قوات تركية حصاراً على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» منذ أسابيع، في إطار عملية «درع الفرات» التي بدأتها تركيا قبل ما يقرب من أربعة أشهر لطرد المتشددين والمقاتلين الأكراد من المنطقة المحاذية لحدودها مع سورية. واحتدم القتال حول الباب الأسبوع الماضي بمقتل جنود أتراك و138 متشدداً في اشتباكات الأربعاء الماضي، وذلك في أكثر الأيام دموية منذ بدء التوغل التركي في سورية. وذكر الجيش في بيان أنه تم «تحييد» 68 متشدداً من «داعش» في قتال وضربات جوية قرب الباب منذ الليلة قبل الماضية. وأضاف الجيش أن 141 هدفاً لـ«داعش» في المجمل قصفوا في الهجمات، وأن مقراً عسكرياً للتنظيم دمر. وقال إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب ثالث. وقال وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أول من أمس، إنه جرى تطهير المنطقة المحيطة بمستشفى استخدمه «داعش» كمركز قيادة ومخزن للذخيرة من المتشددين، ما يمثل تقدماً لمقاتلي المعارضة. وفي تصريحات بإقليم قوجه إيلي قرب إسطنبول أضاف إشيق أن السلطات لديها معلومات عن أسر «داعش» لثلاثة جنود أتراك من دون وجود المزيد من المعلومات المؤكدة. ونشر «داعش» في سورية تسجيلاً مصوراً الخميس الماضي زعم أنه يظهر جنديين تركيين أسيرين يحرقان حتى الموت، وفقاً لما نقله موقع«سايت» المعني برصد أنشطة الجماعات المتشددة على الإنترنت ومقره الولايات المتحدة.

تويتر