الأمم المتحدة تحذر من فظائع يرتكبها النظام بحق المدنيــين في المدينة

اتفاق برعاية روسية تركية لإجــلاء مقاتلي المعارضة من شرق حلب

صورة

أعربت الأمم المتحدة، أمس، عن خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام السوري بالقتل الفوري لعشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مدينة حلب مع اقتراب المعركة من نهايتها لمصلحة قوات النظام الذي يوشك على السيطرة على كامل مدينة حلب. في حين تم التوصل إلى اتفاق برعاية روسية تركية، لإجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة والمدنيين من شرق حلب.

وعقد مجلس الأمن الدولي بناء على طلب فرنسا اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع في حلب.

وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، التوصل الى اتفاق مع الحكومة السورية لإجلاء المقاتلين المعارضين.

وقال في هذا الإطار «تفيد آخر المعلومات التي وصلتني، بأنه تم التوصل الى اتفاق على الأرض يقضي بمغادرة المقاتلين المدينة»، موضحاً أن عملية الإجلاء قد تتم «خلال الساعات القليلة المقبلة».

وقال عضو المكتب السياسي في حركة «نورالدين الزنكي»، ياسر اليوسف، لـ«فرانس برس»، أمس، «تم التوصل الى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب».

وتُعد حركة نورالدين الزنكي من أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب.

ويتضمن الاتفاق وفق اليوسف «إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف»، كما ينص على أن «المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب)».

وجاء الاتفاق بعد اتهام الأمم المتحدة قوات النظام بالقتل الفوري لعشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في المدينة.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، خلال مؤتمر صحافي في جنيف نقلاً عن مصادر موثوقة، إن المجلس تلقى الليلة قبل الماضية «معلومات تقول إن القوات الحكومية قتلت 82 مدنياً على الأقل، بينهم 11 سيدة و13 طفلاً، في أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة والصالحين»، في حلب

وأضاف «تم ابلاغنا أن قوات النظام تدخل بيوت المدنيين وتقتل الأفراد الموجودين هناك، بما في ذلك النساء والأطفال»، مشيراً الى ان مكتبه يملك اسماء الضحايا.

وأكد أن بعض المدنيين «تمكنوا من الفرار»، الا أنه تم «اعتقال آخرين وقتلهم على الفور، أو توقيفهم».

ورداً على سؤال حول هوية الذين ينفذون عمليات القتل هذه، قال كولفيل «انه مزيج: الجيش السوري وميليشيات»، محدداً بالاسم «حركة النجباء» العراقية باعتبارها ضمن الجماعات التي تردد مشاركتها في القتل.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب عن قلقه إزاء تقارير تتحدث عن فظائع ارتكبت في الساعات الأخيرة في حلب بحق «عدد كبير» من المدنيين.

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، المجتمع الدولي لمطالبة سورية بأن تسمح بمراقبة معاملتها للمواطنين الفارين من شرق حلب، محذراً من أن سكان بلدات أخرى تحت سيطرة المعارضة السورية قد يواجهون المصير نفسه.

وقال في بيان «سحق حلب والأثر المروع البالغ على شعبها وسفك الدماء والمذابح الوحشية للرجال والنساء والأطفال والدمار - ونحن لم نقترب بأي حال من نهاية لهذا الصراع الوحشي».

وأضاف «ما يحدث في حلب يمكن أن يتكرر في دوما وفي الرقة وفي إدلب، يجب ألا نسمح لهذا بأن يستمر».

وفي باريس، ندد رئيس الوزراء الفرنسي الجديد برنار كازنوف، أمس، «بفظاعات لا تحصى وبالمجازر» التي يرتكبها النظام السوري في حلب، مشيراً الى انه يمكن ان تشكل «جرائم حرب أو حتى جرائم ضد الإنسانية».

وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت بدوره عن «اغتيالات في حق عائلات بكاملها بدم بارد، وإعدامات طالت نساء وأطفالاً، واحتراق أشخاص أحياء في منازلهم».

في هذا الوقت، يتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من احياء أخرى في شرق حلب لاتزال توجد فيها فصائل المعارضة، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشارع، ويعاني الجميع الخوف والجوع.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) الذي يضم مجموعة من المتطوعين في شرق حلب ابراهيم ابوالليث لـ«فرانس برس»، أمس، «نهايتنا تقررت، لماذا نختبئ؟ لا شيء سينفع، نهايتنا الموت أو الأسر».

وعملت قوات النظام السوري والمقاتلون الموالون لها صباح أمس، وفق ما أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، على «تثبيت مواقعها وتمشيط الأحياء التي تمكنت من السيطرة عليها في الساعات الأخيرة».

وتحدث عبدالرحمن عن «عشرات الجثث في شوارع الأحياء الشرقية، بسبب القصف المكثف من قبل النظام».

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدورها من ان «مع بلوغ المعركة مستويات غير مسبوقة من التصعيد وانزلاق المنطقة في دوامة من الفوضى، يظل الآلاف ممن لا يد لهم في العنف لا يجدون حرفياً بقعة آمنة يلوذون إليها بالفرار».

وطالبت منظمة «أطباء العالم» غير الحكومية، أمس، بإجلاء سريع لآخر الناجين من حلب التي «تشهد اوضاعاً طارئة للغاية» وتحولت الى «جحيم حقيقي».

في هذا الوقت، تواصل نزوح المدنيين من الأحياء الشرقية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن 3000 شخص خرجوا أمس، من القسم الجنوبي الشرقي في مدينة حلب حيث لاتزال توجد الفصائل المعارضة.

ودخل الجيش السوري، أمس، للمرة الأولى الى الجامع الأموي في مدينة حلب منذ عام 2013. ونقلت مراسلة «فرانس برس» في المكان حجم الدمار الذي طال الجامع الأثري، حيث سقطت جدران بكاملها وأخرى ملأتها الثقوب. أما مئذنة الجامع العائدة الى القرن الـ11، فقد تحولت الى كتلة من الركام بعدما دمرتها المعارك في المدينة في 2012.

تويتر