53 قتيلاً بينهم 16 طفلاً بغارات على مناطق في ريف حماة

المعارضة تنسحب من 6 أحيــاء بحلب وسط انهيار في صفوفها

صورة

أحرزت القوات النظامية السورية والمجموعات الموالية لها، أمس، تقدماً كبيراً في مدينة حلب، حيث دخلت المعركة «مرحلتها الأخيرة»، وباتت سيطرة الفصائل المعارضة تقتصر على أقل من 10% من الأحياء الشرقية، التي يتكدس فيها آلاف المقاتلين والسكان، مع انسحاب الفصائل من ستة أحياء، كانت لاتزال تحت سيطرتهم في جنوب شرق المدينة، في حين قتل 53 مدنياً على الأقل، بينهم 16 طفلاً، جرّاء غارات استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة المتطرفين في محافظة حماة وسط سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن مقاتلي الفصائل انسحبوا بعد ظهر أمس، بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج.

ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات على سيطرة قوات النظام على حيي الشيخ سعيد والصالحين، بعد ليلة تخللها قصف كثيف.

وتحدث عبدالرحمن عن «انهيار كامل» في صفوف المقاتلين، مع وصول «معركة حلب إلى نهايتها»، معتبراً أن سيطرة قوات النظام على أحياء المعارضة باتت «مسألة وقت وليس أكثر».

وباتت الفصائل المقاتلة تسيطر عملياً على حيين رئيسين، هما السكري والمشهد، عدا أحياء صغيرة أخرى.

وتحدث المرصد عن «وجود جثث في الشوارع لا تُعرف هوية أصحابها» في تلك الأحياء.

وقال شهود عيان في حي المشهد لـ«فرانس برس» إن الحي يشهد اكتظاظاً كبيراً بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون ان يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم.

من جهته، أكد مصدر عسكري سوري في حلب لـ«فرانس برس»، أن «العملية العسكرية للجيش على الأحياء الشرقية أصبحت في خواتيمها». وقال «لم يبق بيد المسلحين إلا 10% من هذه الأحياء».

وقال رئيس اللجنة الأمنية في حلب، اللواء زيد الصالح، إن عملية الجيش لاستعادة شرق حلب في مراحلها الأخيرة، بعد أن سيطر الجيش على حي الشيخ سعيد وأحياء أخرى.

وأضاف لمجموعة من الصحافيين في حي الشيخ سعيد، بعد استعادته، «المعركة في شرق حلب يجب أن تنتهي سريعاً، الوقت محدود جداً جداً لهم، إما الاستسلام أو الموت». وذكر مصدر عسكري سوري أن الانسحاب المفاجئ لمقاتلي المعارضة يمثل «انهياراً كبيراً في الروح المعنوية للإرهابيين».

وقالت مراسلة من «رويترز» في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة من المدينة، إن القصف لم يتوقف لحظة الليلة قبل الماضية، ووصفته بأنه الأعنف منذ أيام.

وقال زكريا ملاحفجي من حركة «فاستقم»، التي تحارب في حلب، إن الوضع صعب للغاية.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة أعادت «الأمن والاستقرار إلى عدد من الأحياء والمناطق في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب»، بينها الشيخ سعيد والصالحين وكرم الدعدع. ونقلت عن مصدر عسكري ان وحدات الجيش «تتابع تقدمها».

ووصف عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل في حلب، بسام مصطفى، لصحافيين عبر الإنترنت ما يحدث في شرق المدينة بـ«الانهيار المريع»، موضحاً أن «المقاتلين يتراجعون تحت الضغط، والأمور سيئة جداً».

وقال إن قوات النظام «تتقدم في حلب الشرقية تحت وابل من النيران والقذائف والقصف». وأشار إلى أن «القتلى والجثث على الأرض»، مبدياً خشية كبيرة على مصير المدنيين الذين نزحوا أو الموجودين في أحياء يدخلها الجيش. وأحصى المرصد، أمس، نزوح أكثر من 10 آلاف مدني خلال 24 ساعة من أحياء سيطرة الفصائل إلى القسم الغربي أو الأحياء التي استعادها الجيش أخيراً. وبات عدد المدنيين الذين فروا منذ منتصف الشهر الماضي نحو 130 ألفاً، وفق عبدالرحمن. بينما أفادت «سانا» بخروج 3500 شخص فجر أمس، من جنوب شرق حلب.

وأشار عبدالرحمن إلى أن «بعض الأحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماماً من السكان، فيما تضم أحياء اخرى عشرات الآلاف من المدنيين الذين يعانون أوضاع إنسانية مأساوية».

وتحدث عن «مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين في أحياء المعارضة»، معتبراً ان «كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير».

في السياق، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، أكبر هيئة معارضة، رياض حجاب، إن الهزيمة في حلب لن تضعف عزم المعارضين للرئيس بشار الأسد على الإطاحة به من السلطة.

وقال للصحافيين بعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إنه إذا كان الأسد وحلفاؤه يعتقدون أن التقدم العسكري في أحياء معينة من حلب سيعني أن المعارضة ستقدم تنازلات، فهذا لن يحدث، مشدداً على أن المعارضة لن تقدم تنازلات. ويتزامن تقدم قوات النظام في شرق حلب مع تراجعها في وسط البلاد، حيث تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي. إلى ذلك، أفاد مدير المرصد بمقتل 53 مدنياً، بينهم 16 طفلاً، وثماني نساء «جراء غارات لم يعرف اذا كانت سورية أم روسية، على بلدة عقيربات وريفها تحت سيطرة تنظيم (داعش) في ريف حماة الشرقي». وأشار إلى «تسجيل عشرات حالات الاختناق» جراء هذه الغارات، من دون ان يتمكن من تحديد صحة ادعاءات السكان عن استخدام غازات سامة.

وبحسب المرصد، فإن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود مصابين بحالات خطرة، ونقص القدرات الطبية لإنقاذ بعض هذه الحالات».

تويتر