حكومة دمشق تعلن استعدادها لاستئناف الحوار مع المعارضة «دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة»

النظام يستأنف غاراته على شـرق حلب.. وقلق «أممي» إزاء فقدان مـئات النازحين

صورة

استأنفت قوات النظام السوري، أمس، غاراتها الجوية على الأحياء التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، وذلك بالتزامن مع إعلان حكومة دمشق استعدادها لاستئناف الحوار مع المعارضة «دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة». في الأثناء، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال، بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وفي التفاصيل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «استأنفت قوات النظام غاراتها على الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب»، مشيراً إلى رصد «12 غارة على الأقل صباح الجمعة».

ويأتي استئناف الغارات غداة توقفها منذ ليل الخميس، إثر إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف العمليات القتالية للجيش السوري في شرق حلب، بهدف إجلاء المدنيين.

إلا أن لافروف عاد وأكد أمس استئناف القصف. وقال لصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في هامبورغ «استؤنفت الضربات، وستستمر طالما بقيت عصابات في شرق حلب»، على حد وصفه لجماعات المعارضة السورية.

واتهم وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمعارضة المسلحة في سورية بالخروج بسلام من حلب، وقال إن واشنطن تتبنى مواقف «غربية» ومتناقضة في محادثاتها مع موسكو.

وقال لافروف إنه لاتزال هناك «فرصة جيدة» للتوصل لاتفاق بشأن حلب، بشرط ألا تغير واشنطن موقفها من المشاركة في اجتماع لخبراء فنيين بشأن القضية في جنيف اليوم.

وتراجعت ليلة الخميس حدة المعارك والاشتباكات في شرق حلب من دون أن تتوقف. وأفاد المرصد السوري، صباح أمس، بمعارك عنيفة في شرق حلب، يتخللها قصف مدفعي عنيف على أحياء عدة، بينها بستان القصر.

وجاء القصف العنيف على شرق حلب قبيل تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على مشروع قرار غير ملزم صاغته كندا، يطلب «وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضد المدنيين»، ورفع الحصار عن كل المدن المحاصرة، وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية، في إجراء اعتبره مندوب بريطانيا في الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت «قليلاً جداً، ومتأخراً جداً».

في الأثناء، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية السورية قوله إن الحكومة مستعدة لاستئناف الحوار مع المعارضة السورية «دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة».

جاءت تصريحات المصدر رداً على تصريحات أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، قال فيها لصحافيين بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن «حان الوقت للنظر بجدية في إمكانية إحياء محادثات سياسية». واعتبر أن «الانتصارات العسكرية ليست انتصاراً للسلام، لأن السلام يجب أن يفوز بشكل منفصل».

وفي جنيف، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس، إن مئات من شرق حلب اختفوا، بعد أن تركوا المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وأبدى قلقه البالغ على مصيرهم وهم في أيدي قوات النظام السوري.

وقال المتحدث باسم المكتب، روبرت كولفيل، في إفادة صحافية إنه وردت إلى مسامع مكتب الأمم المتحدة «مزاعم مقلقة عن اختفاء مئات من الرجال، بعد عبورهم إلى مناطق تحت سيطرة النظام».

وأضاف كولفيل «مع تقدم القوات الموالية للحكومة من الشمال إلى شرق حلب، وردت مزاعم عن أعمال انتقامية ضد المدنيين الذين نُظر إليهم على أنهم دعموا جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن تقارير عن فصل الرجال عن النساء والأطفال».

وتابع «تلقينا مزاعم مقلقة للغاية عن اختفاء مئات الرجال بعد عبورهم إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة».

وقال إن أسر الرجال الذين تراوح أعمارهم غالباً بين الـ30 والـ50 لم تسمع شيئاً عنهم منذ فرارهم قبل أسبوع إلى 10 أيام، مضيفاً أنه ليس واضحاً ما إذا كانوا مدنيين.

وأضاف «نظراً للسجل المروّع من الاحتجاز التعسفي والتعذيب وحالات الاختفاء، فإننا بالطبع نشعر بقلق بالغ».

وتابع قائلاً إن هناك نحو 100 ألف شخص يُعتقد أنهم مازالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة و«الآخذة في التقلص» في شرق حلب.

على جبهة أخرى في سورية، نفذت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام، أمس، غارات مكثفة على مواقع ونقاط تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة عليها أخيراً في منطقة تدمر في محافظة حمص، وفق المرصد السوري.

وشن التنظيم الخميس هجمات مباغتة ومتزامنة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص الشمالي، ما تسبب بمقتل 34 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتمكن من التقدم في المنطقة، وباتت أقرب نقاط وجوده تبعد أربعة كيلومترات من مدينة تدمر الأثرية.

تويتر