فصيلان سوريان يعتزمان القتال «حتى آخر نقطة دم» في المدينة

النظام يواصل تقدمه في حلب.. وموسكو تبحث مع واشنطن إخراج المعارضة

صورة

واصلت قوات النظام السوري، أمس، تقدمها داخل شرق حلب وسيطرت على حي قاضي عسكر، تزامناً مع إعلان روسيا، أبرز حلفاء دمشق، عن محادثات ستجريها مع الولايات المتحدة لإخراج مقاتلي المعارضة من المدينة، فيما رفض فصيلان سوريان معارضان أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأكدا العزم على القتال «حتى آخر نقطة دم».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن قوات النظام وحلفاءها تمكنت من استعادة السيطرة على حي قاضي عسكر في شرق حلب، بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على احياء كرم الميسر وكرم القاطرجي وكرم الطحان المجاورين له.

وبحسب المرصد، بات قرابة ثلثي احياء حلب الشرقية تحت سيطرة قوات النظام، بعدما كانت الفصائل المعارضة تسيطر منذ عام 2012 على الأحياء الشرقية فيما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية من المدينة.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في شرق حلب، أمس، إن السكان عاشوا ليلة مرعبة تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، وانتشرت رائحة البارود في الأجواء. وأشار الى ان السكان اقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم وامتنعوا عن تشغيل المولدات الكهربائية خشية من استهدافهم بالقصف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الأرضية ومداخل الأبنية مع ارتفاع حدة القصف.

وبدأت قوات النظام هجوماً في 15 نوفمبر الماضي لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وأحرزت تقدماً ثابتاً خلال الأيام الـ10 الأخيرة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن قوات النظام خاضت، أمس، معارك في حي الشعار تمهيداً للسيطرة عليه، موضحاً انها «باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممراً لمقاتلي الفصائل للانسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية».

وقالت مراسلة لـ«فرانس برس» في غرب حلب، إن دوي القصف والغارات في الجزء الشرقي من المدينة كان يسمع بوضوح من مكان وجودها، تزامناً مع تصاعد اعمدة الدخان من الأحياء الشرقية.

وبحسب عبدالرحمن، فإن استكمال السيطرة على حي الشعار «يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الأحياء الشرقية»، متوقعاً ان «تبدأ بعدها قوات النظام عملية قضم تدريجي للأحياء التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل».

وبحسب عبدالرحمن، تخوض قوات النظام «عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح اكثر من جبهة في الوقت نفسه، في حي الشعار حالياً في وقت تستمر المعارك في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب الأحياء الشرقية، تزامناً مع هجمات من داخل الأحياء الغربية على حيي بستان القصر وصلاح الدين».

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة، وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية.

ودفعت المعارك أكثر من 50 ألف مدني وفق المرصد الى الفرار الى احياء أخرى في المدينة، بعضها تحت سيطرة النظام.

وفي نيويورك، يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى هدنة لا تقل عن سبعة أيام في حلب وإلى وصول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين من قوات النظام في أحيائها الشرقية، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

وعملت على نص المشروع كل من مصر ونيوزيلندا وإسبانيا بعد مفاوضات طويلة مع روسيا التي أبدت تردداً كبيراً.

وعلى الرغم من التنازلات التي قدمتها الدول المدافعة عن مشروع القرار، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سارع أمس، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو الى اعتبار ان «مشروع القرار هو في جزء كبير منه عبارة عن استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية».

وكشف عن محادثات قريبة بين الروس والأميركيين حول خروج «كل مقاتلي» المعارضة من حلب.

وقال: «كنا على استعداد للاجتماع في جنيف اعتباراً من اليوم (أمس)، لكن الأميركيين طلبوا ارجاء المشاورات»، مضيفاً أنه من المرجح جداً ان تبدأ اليوم أو غداً بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب.

في السياق، رفض الفصيلان المعارضان «نورالدين الزنكي» و«جيش الإسلام» أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من شرق حلب.

وأكد عضو المكتب السياسي في «حركة نورالدين الزنكي»، أبرز الفصائل في حلب، ياسر اليوسف، لـ«فرانس برس»، أن أي اقتراح بخروج مقاتلي الفصائل «مرفوض»، موضحاً أن «اجندة الروس القضاء على الثورة في شمال سورية وهذا لن ينالوه».

ودعا اليوسف «الروس للخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية منها ومن سورية وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين». وقال «لن يرحمهم التاريخ ولا الشعوب على ارتكابهم مجازر حرب وجرائم ضد الإنسانية ودعمهم لديكتاتور قاتل فاقد الشرعية».

من جهته، شدد أبوعبدالرحمن الحموي من «جيش الإسلام» على أن «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم». وقال «هذه أرضنا وأرض أجدادنا ونحن باقون فيها وسندافع عنها» مؤكداً أن «الثورة مستمرة حتى نفوز بحريتنا وكرامتنا وكرامة شعبنا».

وأكد الطرفان موافقتهما حصراً على ادخال المساعدات الإنسانية والغذائية الى شرق حلب وإخلاء الجرحى، وفق ما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر