خيارات مرعبة أمام الفارين من معارك حلب

سوريون قبل نزوحهم من شرق حلب هرباً من القتال والقصف. أ.ف.ب

أثناء تقدم قوات النظام السوري داخل حي الصاخور الذي كان خاضعاًً لسيطرة المعارضة في حلب، قال حسن العلي إنه وجد نفسه مضطراً للاختيار بين البقاء والوقوع في قبضة الجيش وبين الهرب إلى جيب متضائل لمقاتلي المعارضة يتعرض لقصف متواصل بلا انقطاع.

وقع اختيار العلي وهو أب لثلاثة أولاد على الخيار الثاني، رغم تضاؤل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود والماء والدواء إلى مستويات حرجة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك لشدة خوفه من حكومة النظام.

وفي رأي العلي وكثيرين غيره ممن يعيشون في المناطق التي سقطت في أيدي الجيش في الأيام الأخيرة يبدو أن ما في حلب الشرقية من خطر وحرمان رهان أصوب من السجن أو التجنيد في الجيش الذي يخشونه إذا انتقلوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. غير أنه في حين قرر البعض الفرار إلى عمق الأحياء الباقية في أيدي المعارضة في حلب قرر آخرون المجازفة بعبور الخطوط الأمامية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في المدينة في رحلة محفوفة بالخطر، باعتبار أن ذلك الخيار أكثر أمناً من البقاء مع المعارضة التي تواجه قوة أكبر بكثير منها.

وقال أحمد عامل البناء السابق إن الأوضاع بلغت من السوء حداً لا تستطيع معه الحيوانات احتمالها.

ويمثل الاتجاهان المتباينان اللذان اختار العلي وأحمد السير في أحدهما دون الآخر الخيارات المرعبة التي تواجه المدنيين الهاربين من أشرس معارك حرب سورية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، إنه منذ اجتاح الجيش الشطر الشمالي من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة فر ما لا يقل عن 30 ألف شخص من مناطق المعارضة.

 

تويتر