الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يؤكدان أن لا حل عسكرياً في سورية

النظام يسيطر على 60% مـن شرق حلب عقب استعادته حي طريق اـباب

صورة

تمكنت القوات النظامية السورية من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب، إذ باتت تسيطر على نحو 60% من الأحياء الشرقية التي كانت في أيدي الفصائل المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الأحياء منتصف نوفمبر الماضي، في وقت حذر فيه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس، من «وهم» تحقيق انتصار عسكري في مدينة حلب، مشددين على ضرورة إجراء مفاوضات تكفل مستقبلاً آمناً لسورية التي تشهد نزاعاً منذ ستة أعوام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام سيطرت على حي طريق الباب شرق حلب، بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب.

وأكد أنه بالسيطرة على حي طريق الباب، فإن النظام سيطر على نحو 60% من شرق المدينة. وأضاف «بهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد».

وأشار إلى أن «هذا يعني أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه أصلاً والواقع جنوب طريق الباب».

ومنذ السبت الماضي، فر ما لا يقل عن 50 ألف شخص من سكان الأحياء الشرقية للمدينة التي كانت تضم نحو 250 ألفاً، وتوجهوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.

وأفاد المرصد بأن 310 مدنيين، بينهم 42 طفلاً، قتلوا في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام في منتصف نوفمبر، فيما قتل 64 في قصف للأحياء الغربية.

وخاضت الفصائل المعارضة معارك ضارية مع قوات النظام، أول من أمس، في محاولة للحفاظ على حي الشيخ سعيد في الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

وذكر المرصد أن مسلحي المعارضة تمكنوا، بدعم من حركة «فتح الشام»، من قلب الوضع في حي الشيخ سعيد، وتمكنوا من استعادة 70% من الحي بعدما كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70%.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين، خصوصاً بعد خسارتهم جزءاً كبيراً من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة».

وأعلنت الأمم المتحدة، أول من أمس، أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق مدينة حلب في الأيام الأخيرة، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات.

وعلى وقع استياء المجتمع الدولي، عرضت روسيا الخميس فتح أربعة ممرات إنسانية من حلب الشرقية لإجلاء المدنيين والجرحى وإيصال المساعدات.

في السياق، قال المسؤول في المعارضة ورئيس المكتب السياسي لتجمع «فاستقم»، زكريا ملاحفجي، إن قادة مقاتلي المعارضة لن يسلموا شرق حلب لقوات الحكومة، بعد أن قالت روسيا إنها على استعداد لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة من المنطقة.

وأضاف ملاحفجي متحدثاً من تركيا إنه سأل الفصائل وقالت إنها لن تستسلم.

وأشار إلى أن القادة العسكريين في حلب، قالوا إنه «ليست هناك مشكلة مع ممرات إنسانية لخروج المدنيين، لكننا لن نترك مدينتنا».

سياسياً، حذر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من «وهم» تحقيق انتصار عسكري في مدينة حلب.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيرني، خلال مؤتمر حول المتوسط في روما مخاطبة الرئيس السوري بشار الأسد «تستطيع أن تكسب حرباً، لكنك قد تخسر السلام».

وتساءلت «من لديه مصلحة في كسب حرب والحصول على جائزة تتمثل في بلد منقسم ومسلح ويضيق بالإرهابيين، ومعزول على الساحة الدولية؟»، مع رفضها الاعتبار أن النظام السوري حقق نصراً في حلب.

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا خلال المؤتمر نفسه «حان الوقت الآن للبدء بمفاوضات فعلية».

وأضاف متوجهاً بالحديث إلى الأسد: «اتصل بالأمم المتحدة لتقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية».

واعتبر أن الانتصار العسكري الذي ترتسم ملامحه في حلب قد يدفع الحكومة السورية إلى القول «لقد كسبنا الحرب ولم نعد نحتاج بالتالي إلى مفاوضات»، مضيفاً «آمل ألا يحصل ذلك»، لأنه لن يحل شيئاً.

وجدد دعوة «روسيا وإيران» إلى استخدام «نفوذهما» لإقناع دمشق بالتفاوض جدياً، منبهاً إلى أن «البديل يمكن أن يكون نهاية الحرب، لكن بداية حرب عصابات رهيبة من دون أي إعادة إعمار».

وأكد أن هذه المفاوضات ينبغي أن تشمل «تقاسماً للسلطة»، محذراً من أي تقسيم لسورية.

على صعيد آخر، غادر نحو 2000 شخص، بينهم مقاتلون من الفصائل المعارضة مع عائلاتهم، أول من أمس، مدينة التل الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال دمشق، في إطار اتفاق مع الحكومة السورية، وفق المرصد.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عملية الإجلاء، وقالت إنها تمت إثر اتفاق بين السلطات المحلية والحكومة السورية. والتل هي المدينة السادسة التي يتم إجلاء المسلحين منها خلال ثلاثة أشهر، بعد أيام من عملية مماثلة في خان الشيح الواقعة على بعد نحو 25 كلم جنوب غرب العاصمة السورية.

ويقدم النظام عمليات الإجلاء هذه على أنها تأتي في سياق اتفاقات «مصالحة»، بهدف وضع حد للحرب في سورية، إلا أن منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان انتقدتها.

تويتر