المعارضة تتهم دمشق والروس باتباع سياسة الأرض المحروقة والتجويع

نزوح مئات المدنيين من أحياء حلب الشرقية مع تقدم قوات النظام

الدخان يتصاعد فوق درعا نتيجة قصف قوات النظام. أ.ف.ب

نزح أكثر من 500 مدني، أمس، من الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام السوري، تزامناً مع سيطرة القوات الحكومية على حي هنانو الاستراتيجي وعلى جبل بدرو بالكامل.

وتفصيلاً، نزح مئات من سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام ليل السبت الأحد، بالتزامن مع استعادة قوات النظام السيطرة على حي مساكن هنانو الاستراتيجي في شرق حلب، وتمكنت أمس من التقدم باتجاه أحياء مجاورة له، ما من شأنه أن يشكل تحولاً في مسار الحرب داخل المدينة التي تشكل مسرحاً لمعارك بين الطرفين منذ صيف 2012.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن وكالة «فرانس برس» بأن «أكثر من 500 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلاً إلى مساكن هنانو»، مستغلين «تقدم قوات النظام داخل هذا الحي».

وبحسب المرصد، «نقلت قوات النظام الفارين ليلاً إلى مناطق سيطرتها شمال مدينة حلب وتحديداً الشيخ نجار، قبل أن يصل قسم منهم صباح أمس الى الأحياء الغربية في المدينة».

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ عام 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد فيديو تظهر عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال لدى وصولهم إلى مساكن هنانو.

واستأنفت قوات النظام في 15 نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، إحدى أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف، في تصريحات لـ«فرانس برس»، أن نزوح المدنيين من شرق حلب «أمر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم، وحرمانهم من كل مقومات الحياة في أحيائهم ومناطقهم».

واتهم اليوسف «النظام والروس والإيرانيين بأنهم قرروا إبادة الثورة في ثاني أكبر مدن سورية عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة، مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الأميركي».

وأضاف: «على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع أو الركوع من دون أي التزام بمواثيق حفظ السلم والأمن الدولي».

وقال عبدالرحمن، إن تقدم قوات النظام إلى الصاخور يمكنها من «فصل الأحياء الشرقية إلى جزأين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي».

وبحسب المرصد، «تبعد أقرب مواقع قوات النظام على أطراف حي الصاخور من مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديداً على أطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر».

وأفاد الإعلام السوري الرسمي بسيطرة الجيش على جبل بدرو جنوب هنانو. وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية إن الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردي سيطرا على جبل بدرو بالكامل شرق مدينة حلب، وأن الجيش السوري بدأ عملية اقتحام حي الحلوانية من جهة جبل بدرو شرق حلب ويسيطر على أبنية فيه. وأضاف أن «عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الجانيين».

تويتر