«الخوذ البيضاء»: 10 أيام تفصل سكان الشطر الشرقي المحاصر عن المجاعة

تقدم لجيش النظام في حلــب.. مع قصف مكثف وغارات روسية

مقاتلان من المعارضة خلال المواجهات مع قوات النظام بمنطقة الباب في حلب. أ.ف.ب

سجل جيش النظام السوري تقدماً إضافياً، أمس، في القسم الشرقي من حلب، حيث قتل 32 مدنياً على الأقل في القصف، في حين قالت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم «الخوذ البيضاء»، إن سكان الشطر الشرقي المحاصر في حلب، أمامهم أقل من 10 أيام لتلقي مساعدات إغاثة، أو مواجهة المجاعة والموت، بسبب نقص الإمدادات الطبية.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري أصبح يسيطر على 60% من حي مساكن هنانو، الأكبر في القسم الشرقي من حلب، ويتقدم بسرعة.

وفي حال استطاع الجيش السيطرة على مساكن هنانو، فسيتمكن من أن يكشف أمامه حي الصاخور، ما يتيح له شق المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى قسمين، عبر عزل الشمال عن الجنوب.

وتواصلت المعارك وعمليات القصف، أمس، في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، التي يعاني سكانها الـ275 ألفاً من حصار يفرضه النظام السوري، منذ يوليو الماضي.

وقال أبو رائد (50 عاماً)، من سكان حي الفردوس: «منذ ستة أيام، لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي عن الحي». وأضاف «أصبح النزول للشارع وتأمين الطعام أمراً خطراً وصعباً جداً، بسبب شدة القصف، وخلو الأسواق من البائعين والمواد». وتابع «أشعر بالخوف، بسبب تقدم الجيش وازدياد القصف، ولا يوجد مكان آمن».

أما أبو حسين (38 عاماً)، من سكان حي باب النيرب، فقال: «لم أشهد طوال السنوات الماضية قصفاً مدفعياً بهذه الكثافة، كأنني أسكن في أرض المعركة، القذائف تتساقط على الشوارع كالأمطار، والكثير من الأشخاص هنا قتلوا وأصيبوا بسببها». وأدى القصف الجوي والمدفعي للنظام السوري على الأحياء الشرقية لحلب، إلى مقتل 32 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتعتبر هذه الحصيلة بين الأعلى، التي تسجل منذ هجوم الجيش السوري على شرق حلب، في 15 نوفمبر الجاري، بهدف استعادة المدينة من أيدي فصائل المعارضة.

واستهدف حي باب النيرب بشكل خاص ببرميل متفجر، ألقته مروحية، بحسب رجال الإسعاف من الدفاع المدني في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي ريف حلب الغربي، شن طيران النظام غارات بالصواريخ على بلدة تقاد مستهدفاً جامع البلدة، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وإصابة آخرين. كما سقط عدد من الجرحى المدنيين، جراء قصف للطيران الروسي بالقنابل العنقودية على أحياء المواصلات والشعار والقاطرجي بحلب القديمة.

وقال ناشطون إن طيران النظام استهدف بالقنابل العنقودية مدينة عندان في ريف حلب الشمالي، فجر أمس، كما استهدف قصف مدفعي حي الشيخ سعيد، ومنطقة عزيزة جنوبي حلب.

وفي ريف دمشق، وثق الدفاع المدني، أمس، مقتل ثلاثة أشخاص، وهم طفلان وأحد عناصر الدفاع المدني، إضافة إلى 15 مصاباً، جراء قصف عنيف من طيران النظام والمدفعية الثقيلة، على الأحياء السكنية في دوما.

وفي حماة، استهدف طيران النظام بالصواريخ مدن مورك واللطامنة وبلدات لطمين ولحايا، بالريف الشمالي.

وفي إدلب، شنت طائرات النظام غارات استهدفت مدن جسر الشغور وخان شيخون وبلدات كفر عويد والتمانعة وحفسرجة والنقي.

وفي حمص، تعرض حي الوعر المحاصر لقصف مدفعي بقذائف الهاون من قبل قوات النظام، ما أدى لسقوط جرحى من المدنيين، فيما تعرض الريف الشرقي لغارات استهدفت مدينة السخنة وبلدة الطيبة، ومحيط صوامع الحبوب شرق مدينة تدمر.

من جهة أخرى، قال مدير منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، إن سكان الشطر الشرقي المحاصر في مدينة حلب، والذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، أمامهم أقل من 10 أيام لتلقي مساعدات إغاثة، أو مواجهة المجاعة والموت، بسبب نقص الإمدادات الطبية.

وقال مدير المنظمة، لـ«رويترز»: «نتوقع الضحايا بسبب الجوع، وقلة المواد الإسعافية، في أقل من 10 أيام». وقال الصالح إن الأطباء وموظفي الإغاثة في حلب يستخدمون فقط ما بقي من المعدات بعد عمليات القصف لفعل كل ما في وسعهم.

وقال الصالح إن الأطباء الذين يعانون نقصاً حاداً في الإمدادات، يلجأون إلى اتخاذ قرارات تتعلق بالحياة والموت، بشأن من تجرى لهم الجراحة.

وأضاف أن «الخوذ البيضاء» خسرت 50% من معداتها في الشهرين الماضيين. وانتقد الصالح أيضاً روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع.

وكان مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، قد قال، أول من أمس، إن مقاتلي المعارضة في الشطر الشرقي من حلب وافقوا على خطة للأمم المتحدة، لإيصال المساعدات وإجلاء المصابين، لكن المنظمة الدولية تنتظر الضوء الأخضر من روسيا والحكومة السورية.

وبينما تشتد برودة الشتاء، يوجد نحو 275 ألف شخص محاصرين في شرق حلب، الذي وزعت فيه آخر حصص غذائية من الأمم المتحدة، في 13 نوفمبر.

 

تويتر