النظام يضيّق الخناق على شرق حلب.. ولافروف يتهم دي ميستورا بـ «تقويض» محادثات السلام

طهران تقـرّ بمقتـل 1000 مقـاتل أرسلتهم إلى سورية

صورة

أقرّت إيران، أمس، بأن نحو 1000 مقاتل ممن أرسلتهم لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قتلوا في النزاع، في حين ضيّقت قوات النظام الخناق على شرق حلب، عبر شن هجمات على محاور عدة، لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، في وقت اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، بـ«تقويض» محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع الدامي في البلد.

وأعلن رئيس «مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين» في إيران، محمد علي شهيدي محلاتي، أمس، أن نحو 1000 مقاتل أرسلتهم إيران إلى سورية قتلوا في النزاع.

وقال في خطاب أمام أعضاء ميليشيا الباسيج، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» للأنباء، «الآن تجاوز عدد شهداء إيران من المدافعين عن المقام الـ1000».

وتشير إيران إلى مقاتليها في سورية بتعبير «المدافعين عن المقام»، في إشارة إلى مقام السيدة زينب قرب دمشق.

وتمثل هذه زيادة كبيرة في أعداد القتلى عما أعلن قبل أربعة أشهر، حين قالت طهران إن 400 من جنودها قتلوا في ساحات القتال في سورية.

وترسل إيران مقاتلين إلى سورية منذ المراحل المبكرة للحرب التي دخلت عامها السادس، لدعم حليفها الرئيس بشار الأسد، في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به.

وعلى الرغم من أن الكثير من الجنود الذين ترسلهم إيران من مواطنيها، فإنها توسّع شبكة التجنيد الخاصة بها، فتدرب وترسل شيعة من أفغانستان وباكستان أيضاً. وكان نصف عدد القتلى الذين أعلن عنهم في أغسطس الماضي من الأفغان.

على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين و«حزب الله» اللبناني خاضت، أمس، معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصاً في حي مساكن هنانو، الواقع شمال شرق مدينة حلب.

وأشار إلى أنها تقدمت أيضاً داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، مشيراً إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل، بينهم قيادي. وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم من هذه الجبهة باتجاه الأحياء الشرقية.

وقال عبدالرحمن، إن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق، أن «الجيش تمكن من التقدم مجدداً نحو حي مساكن هنانو، ذي الأهمية الاستثنائية لدى المسلحين». في إطار «عملية عسكرية ترمي إلى تضييق الخناق على المسلحين من الجهة الشرقية للمدينة».

وبحسب عبدالرحمن، فإن استعادة قوات النظام لمساكن هنانو بالكامل، تتيح لها «السيطرة النارية» على عدد من الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل.

ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي، الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفاً من اشتداد حدة المعارك.

وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء عدة في شرق المدينة، وفق المرصد.

وقال مراسل لـ«فرانس برس»، إن دوي القصف والغارات لم يتوقف طيلة ساعات الليلة قبل الماضية. واستعادت قوات النظام المبادرة على جبهات واسعة في سورية بينها حلب، بفضل الدعم الروسي الجوي الفعال، الذي بدأ في سبتمبر 2015.

وأثنى الرئيس السوري، أمس، على أهمية الدعم الروسي، خلال استقباله وفداً روسياً ضم نائب رئيس الحكومة ديمتري روغوزين، ونواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والزراعة.

وشدد الأسد، وفق تصريحات نقلتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، على «أهمية الدعم الروسي لسورية في مختلف المجالات، خصوصاً في الجانب الاقتصادي، لأنه ساهم بشكل ملموس في التخفيف من معاناة الشعب السوري، بسبب الحرب الإرهابية التي يتعرّض لها، والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ سنوات».

إلى ذلك، دعت القوات السورية في بيان، أمس، الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، إلى السماح للمدنيين الراغبين في المغادرة، وعدم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية. كما طالبتهم بـ«إزالة الألغام من المعابر التي حددتها الدولة»، والسماح «للجرحى والمرضى» بالخروج. وناشدت الأهالي التعاون معها، مؤكدة «حرصها الشديد على أمنهم وسلامتهم». وحذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، الذي أجرى أخيراً محادثات في دمشق، من «كارثة إنسانية» في نهاية العام في شرق حلب، بسبب «تكثف العمليات العسكرية».

واقترح دي ميستورا إقامة «إدارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية، بعد انسحاب «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) منها.

لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أعلن أنه أبلغ دي ميستورا، أن «هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً».

وفي موسكو، اتهم لافروف، ستافان دي ميستورا بـ«تقويض» محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع الدامي في البلد.

وقال إن «الأمم المتحدة، بشخص مبعوثها ستافان دي ميستورا، تقوض منذ أكثر من ستة أشهر، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية من دون شروط مسبقة».

وأضاف خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا، انه «على الأرجح، ليس أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار، سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم، وتنظيم حوار سوري ــ سوري».

تويتر